برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بمعالي الأستاذ سمير الجسر، وحضور معالي وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس، أحمد عبد اللطيف كبارة ممثلا لوزير العمل محمد كبارة، المهندس نبيل الجسر رئيس مجلس الإنماء والإعمار ، رئيسة الهيئة العامة للمنطقة الإقتصادية الخاصة الدكتورة ريا الحسن، الوزير السابق نقولا نحاس، عبد الغني كبارة مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال، طوني ماروني ممثلاً لرئيس تياد الوطني الحر وزير الخارجية المهندس جبران باسيل، مصطفى الحلوة ممثلاً النائب محمد الصفدي، النائب السابق مصباح الاحدب ورئيس بلدية طرابلس احمند قمرالدين والميناء عبد القادر علم الدين ووفد من تجمع صناعيي الشويفات برئاسة كمال الرفاعي، إنعقد في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وسط وزاري دبلوماسي وقنصلي عربي وأجنبي وممثلين عن منظمات دولية ورؤساء واعضاء مرافق عامة ورؤساء وأعضاء غرف تجارية وهيئات وجميعات إقتصادية ونقابية وفاعليات إجتماعية وبلدية وتجمعات رجال وسيدات أعمال ومنظمات أهلية ومدنية ووفود من مختلف المناطق اللبنانية "، إنعقد في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي مؤتمر "فرص وتحديات التنمية الإقتصادية في مدينة طرابلس ولبنان الشمالي" بدعوة من غرفة الشمال والمنطقة الاقتصادية الخاصة والشركة الدولية للمعارض .
عون
البداية كانت مع النشيد الوطني ومن ثم كلمة البر عون رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للمعارض الذي رحب بالحاضرين مشيراً الى إستضافة غرفة طرابلس ولبنان الشمالي بيت الإقتصاد التي تستضيف فعاليات المؤتمر الانمائي الذي يرتكز على فكرة تتمحور حول الإيمان بتنمية طرابلس والشمال وتحقيق الانماء المتوازن المنشود وكذلك حول الإيمان باهمية بالدور الإستراتيجي لعاصمة لبنان الشمالي في ورشة إعادة بناء وإعمار سوريا".
دبوسي
يسعدني أن أرحب بمعالي وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس لما يملك من إيمان وحس إنساني وإجتماعي ووطني ونحن نعتبر ان الحكومة القائمة هي حكومة موجودة في قلب لبنان ولكن حضوره مميز في طرابلس ولبنان الشمالي ونحن نعول كثيراً على معالي الوزير فنيانوس وهو وزير الوصاية على مرفقين إقتصاديين أساسيين عنيت بهما مطار الشهيد رينه معوض / القليعات، ومرفأ طرابلس والخدمات المتعلقة بالبنى التحتية كما أتوجه بشكري لدولة الرئيس سعد الحريري لرعايته لهذا المؤتمر الخاص بطرابلس ممثلاً بمعالي الأستاذ سمير الجسر".
ولفت دبوسي في كلمته الى ان طرابلس، ولبنان الشمالي، يحتجان الى إستراتيجية إنمائية شاملة متكاملة تساعد على إنحسار معوقات التنمية وتراجع مؤشرات النمو، لا سيما انها باتت في المرحلة الراهنة تنعم بمناخ إقتصادي وإجتماعي يتسم بالإيجابية ويساعد على تطوير وتحديث ركائز دورة حياتها الإقتصادية، لا سيما إذا أحسنت إدارة مرافقها وإداراتها ومؤسساتها بعقلية القطاع الخاص لإعادة تشغيل محركات الإنماء الأساسية بهدف إبراز مواطن القوة وكذلك الصورة الحقيقية لمكانتها الإقتصادية ولتعزيز الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص للدخول في مرحلة جديدة عنوانها إيجاد "بيئة حاضنة للتنمية والنمو"، وهذا ما شكل الدافع الأساسي لدى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي للمشاركة في إنعقاد مؤتمر يلقي الضوء على الفرص الإستثمارية وتحدياتها لإيماننا الوثيق بأن الوطن اللبناني والعالم العربي والمجتمع الدولي يحتاجون الى طرابلس والى موقعها الإستراتيجي وأن ثرواتها ومصادر غناها هي ملك الدولة اللبنانية وهي بتصرف كافة مكونات المجتمع اللبناني والهدف الأساسي والمحوري هو تفعيل دور لبنان الإقتصادي والإستثماري من طرابلس".
كما لفت الى " اننا في غرفة طرابلس ندرك تماماً لنقاط الضعف بالرغم من ان نقاط القوة تفوق بكثير نقاط الضعف المشكو منها ولكننا نشدد على مسالتين اساسييتين العمل على تغيير الصورة الاولية الغير الجاذبة للإستثمار التي تظهر فيها طرابلس آنياً ومن ثم ضرورة رفع المخالفات العامة وإبرام ميثاق شرف لتحييد التجاذبات السياسية وإبعادها عن مسيرة النمو الإقتصادي والإنماء الإجتماعي وهذه مسالة حيوية نشدد عليها في هذا المؤتمر وفي كل حين".
ومع ذلك تابع دبوسي قائلاً نحن متفائلين وان طرابلس والشمال ستزدهران من خلال الخدمات النوعية التي سيتم توفيرها على كل المستويات ولا سيما تلك التي تلبي طموحاتنا المشتركة في وطن آمن ومستقر ومزدهر".
الحسن
تحدثت رئيسة الهيئة العامة لمجلس إدارة المنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس حيث اشارت الى أن اهمية انعقاد هذا المؤتمر اليوم تكمن " وسط ما يمر لبنان بتحديات كبيرة تشكل عملية النهوض الاقتصادي وتعزيز معدلات النمو عنصراً اساسياً منها، كما تكمن اهميته في اختياره طرابلس مكانا لانعقاده. وهو امر يبرز الاهتمام المتنامي بهذه المدينة التي تختزن من الامكانات الاقتصادية والبشرية، ما يجعلها قادرة على لعب دور فاعل في عملية تحريك عجلة الاقتصاد ووضع لبنان مجددا على خارطة الاستثمار الاجنبي والمحلي. وما اصرار الحكومة على اطلاق دينامية تنموية جديدة في الشمال عموما وفي طرابلس خصوصا، وعلى عزمها عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء في الشمال، الا تأكيد واضح لا لبس فيه على وضع المدينة على قائمة اولويات الحكومة".
وإعتبرت الحسن " إنّ طرابلس هي عصب الحياة الاقتصادية في الشمال رغم تفاقم معاناتها بفعل النزوح السوري. ومن هذا المنطلق، باتت هذه المدينة محط اهتمام الدول المانحة والمنظمات الدولية في محاولة للتخفيف من عبء النزوح على اقتصادها الضعيف اصلا، من جهة، ولان لبنان عموما وطرابلس خصوصا مرشحان للعب دور مهم في عملية اعادة اعمار سوريا، من جهة اخرى، فموقع طرابلس وقربها من الحدود السورية واحتضانها لمرافق اقتصادية مهمة وتوافر اليد العاملة المتخصصة فيها، يعطيها ميزة تفاضلية، بحيث يمكن ان تكون مركزاً لوجستياً مهما في المنطقة ومنصة للشركات المحلية والعربية والاجنبية".
ورأت الحسن أن " استفادة طرابلس من ميزتها التفاضلية يستوجب تحسين واستكمال البنى التحتية، وتوفير بيئة اعمال وخدمات وتقديم تحفيزات للقطاع الخاص، وذلك لكي تصبح المدينة قادرة على استقطاب الاستثمارات والشركات الاجنبية. من هنا اهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة التي يمكن ان تلعب دورا كبيرا في جذب استثمارات الى المدينة. ناهيك عن هدفها لأن تكون منصة رئيسية للتجارة والأعمال بهدف خدمة المستثمرين في شتى القطاعات الانتاجية، ونموذجاً لممارسة الأعمال في لبنان واطارا لخلق فرص عمل وتطوير الكفاءات البشرية. فالمنطقة الاقتصادية في طرابلس تتمتع بتحفيزات مالية وضريبية مغرية وبموقع استراتيجي على الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط يضمن لها سهولة النفاد الى الاسواق الاوروبية والعربية. ونجاح هذه المنطقة لا يعني استقطاب القطاع الخاص للعمل فيها فقط، انما نجاحها يكمن في مدى تفاعلها مع الاقتصاد المحلي وقدرتها على خلق فرص عمل جديدة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من توسيع نشاطها".
وأكدت الحسن "أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، لكنها في المقابل غنية بالفرص. ولكن الاستفادة من هذه الفرص تتطلب التزاماً وتوافقا سياسيا على برنامج اقتصادي تنموي شامل يكون للقطاع الخاص دور كبير في تنفيذه. كما يتطلب اصلاحات هيكلية تساهم في تطوير تنافسية وانتاجية الاقتصاد، وفي الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي وفي تحسين بيئة الاعمال، على ان يترافق هذا الامر مع تنفيذ برنامج استثماري طموح يطال كل الاراضي اللبنانية على المستوى الوطني، اما على مستوى الاقتصاد المحلي، فالاستفادة من الفرص تتطلب ايضا توحيد جهود جميع المعنيين والمسؤولين في المدينة. ومن هذا المنطلق، هناك ضرورة لانشاء لجنة مؤلفة من رؤساء المرافق الاقتصادية في المدينة وممثلين عن القطاع الخاص والسلطة المحلية والمجتمع المدني تكون مهمتها التنسيق في ما بينها لتأمين التكامل بين مهامها، وللترويج لمشاريع تنموية اقتصادية ولتحديد العقبات وسبل معالجتها، وتأليف قوة ضغط من أجل تسريع تنفيذ المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية في المدينة".
وقالت " ضروري اليوم من أي وقت مضى ان نكون حاضرين لإستغلال الإهتمام المحلي والدولي بالشمال، ونكون جاهزين ونتموضع لنستطيع الإستفادة من المساعدات والأهم من الاستثمارات الكبيرة المتوقعة لمدينة طرابلس وجوارها."
وشددت الحسن على أن " ننطلق أيد بأيد لتحقيق اجندة اقتصادية طموحة لطرابلس. فهذا بالتحديد ما ينتظرُه الطرابلسيون منا، وهذا ما يستحقونَه فعلا."
نصر الدين
وتناولت روى نصر الدين مديرة المرحلة الثانية من برنامج الإسكوا الخاص بالأجندة الوطنية لمستقبل سوريا الذي يتضمن إطاراً استراتيجياً لبدائل السياسات لسورية ما بعد النزاع ساهم في وضعها " نخبة ومن مختلف المشارب من داخل سورية وخارجها، وبحضور ديبلوماسيين من دول مانحة للمساعدات للشعب السوري والأمم المتحدة، والأجندة هي عملية إستباقية للتحديات الناجمة عن النزاع السوري والاستجابة المبكرة لآثاره، وأبرزها: عودة اللاجئين والنازحين، والمصالحة، وإعادة الإعمار".
كلمة معالي وزير الأشغال يوسف فنيانوس
ثم كانت كلمة وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس الذي قال ان هذا المؤتمر يتسم هذا المؤتمر العملي بأهمية بالغة من ناحية الموقع والتوقيت ، وإن إختيار مدينة طرابلس مكاناً لإنعقاد المؤتمر يعكس إهتماماً بان منطقة الشمال تشكل عاملاً حاسماً في الإنماء المتوازن هذا الانماء الذي لا يزال غائباً منذ عقود مديدة عن معظم مناطق لبنان حتى عن بعض الضواحي المحيطة بالعاصمة بيروت، أما التوقيت فهو إختيار موفق للغاية نظراً لما تشهده عاصمة الشمال من ورشة إنمائية وسيكون لها بلا شك تاثيرها الكبير على المستويات الإقتصادية والإجتماعية،المحلية وفي تعزيز دور الشمال في نهضة الاقتصاد اللبناني ككل.
إن عنوان هذا المؤتمر الذي يبحث تفصيلاً في التحديات والفرص التي ينطوي عليها حاضر طرابلس ومستقبلها وإمكاناتها الكبيرة / يتعزز بقوة إذا ما ارتقبنا دور لبنان الشمالي إقتصادياً ولوجستياً في مرحلة إعادة إعمار جارتنا سوريا التي أنهكتها الحرب وأجهزت على الكثير من مرافقها الحيوية وبناها التحتية ونأمل أن يبصر السلام فيها حلاً في أقرب فرصة ممكنة .
إلاّ أن هذا الدور الحيوي الذي نامل أن تلعبه مدينتنا في المرحلة المقبلة لا بد لنا من الإستعداد له لنكون له مؤهلين وهذا ما يتطلب تضافراً حثيثاً لجهود إداراتنا الرسمية وقطاعنا الخاص من اجل إنجاح هذه المهمة والتمكن من جني ثمار عملية إعادة الإعمار .
إن أية خطة اقتصادية وطنية لا تشمل مرافق محافظة الشمال لجهة دعمها في الفترة الأولى لتكون متّكأً للدولة في مرحلة لاحقة ، لن تدخل حساباتنا ، لذلك على الصعيد الحكومي لا يستطيع أحد أن يشيح بنظره عما يجري من تطوير وتطور في مرفأ طرابلس ولكن هل تعملون ان مجلس ادارة المرفأ يقوم على عضوية واحدة من أعضاء المجلس ومدير للمرفأ ، أن ننسى لن ننسى معرض طرابلس ومطار الرئيس رينيه معوض ومصفاة النفط I.P.C وما يربط هذه المرافق من شبكة للطرق في الأقضية المحيطة بطرابلس الفيحاء وأخيراً وليس آخراً سكة الحديد ، إن الخطة الإقتصادية التي تحمل لواءها في تيار المردة تتمحور حول اقامة تكامل اقتصادي شامل بين أقضية الشمال آخذين بعين الإعتبار المزايا الإقتصادية لكل قضاء ، إن طريق الحرير يقف على بعد كيلومترات قليلة عن ابوابنا ليختار اي مسلك سيسلك فإما مرافئنا تكون جاهزة لإستقباله وإما ندخل غياهب النسيان فيسلك طريقاً آخر . أما في التعويل على دور القطاع الخاص لا شك أن ثمة دوراً مهماً يقع على عاتق كافة المؤسسات الإقتصادية لا سيما غرفة التجارة والصناعة والزراعة الذي يقوم بتنشيط حركتها وادائها الأستاذ توفيق دبوسي ،أمام هذا الواقع فإنه يفترض منا نحن كوزراء معنيين في الحكومة اللبنانية أن نؤكد على ضرورة تسريع كل المشاريع المرتبطة بالتطوير في طرابلس والشمال وأنا أوكد من هذا المنبر التزامي أولاً كوزير في الحكومة وثانياً كإبن لزغرتا جارة طرابلس عاصمة الشمال العمل بكل إمكاناتي من أجل توفير لهذه المدينة كما هذه المنطقة كل ما يلزم من بنى ومنشآت كتوسيع الطرق التي تربط لبنان بسوريا وإنجاز خط سكة الحديد ، كما تأمين مشروع التوسعة لوصلة نهر الكلب طبرجا وغيرهما مما يعيد لهذه والمنطقة دورها الإقتصادي المعهود ،
كما أؤكد على اهمية عملية التوسعة الحاصلة في مرفأ طرابلس ويسعدني أن أنوّه بالجهود الجبارة التي تبذلها إدارته/لتفعيل دور هذا المرفق الحسّاس .
أما المنطقة الخاصة في طرابلس وعلى رأسها معالي الدكتورة ريا الحسن فإن الكثير من المهمات ستكون بانتظارها ولا شك لدينا أبداً في انها ومجلس ادارة المنطقة لن يدّخروا جهداً في سبيل إنهاض هذه المنطقة التي جثم الحرمان عليها لسنوات طويلة.
وفي الختام قال الوزير فنيانوس: " يطيب لي في الختام أن أشكر المنظيمن وتحديداً " الشركة الدولية للمعارض " وكل من تعاون على إنجاح هذا المؤتمر سواء في المنطقة الخاصة أو غرفة طرابلس والشمال أو ميناء المدينة، آملاً منكم بلورة افكار تمكّننا من رسم صورة أوضح لكل ما يمكن القيام به في سبيل نهضة طرابلس خاصةً زمنطقة الشمال على وجه العموم" .
كلمة راعي المؤتمر دولة الرئيس الحريري
وفي ختام جلسة الافتتاح كانت كلمة راعي الإحتفال دولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بمعالي الأستاذ سمير الجسر وفيها : "يعقد هذا المؤتمر في طرابلس ومن أجل طرابلس وبخاصة لما تتضمن فعاليات المؤتمر من بعد تنموي للمدينة وللبنان من خلال تحضير المدينة لتكون منصة لإعادة إعمار سوريا، وإن إعتماد طرابلس، لأن تكون منصة لإعادة إعمار سوريا، لن تكون منّة للمدينة، بل هو أمر طبيعي تفرضه الظروف التفاضلية للمدينة من حيث كونها مجتمع مديني يختزن، في جوانبه من أهل المدينة المقيمين فيها أو في جوارها طاقةً بشرية كبيرة تضم من أبسط العمالة المطلوبة حتى أعلى مراتب الكفاءات العلمية والخبرات الفنية والمهنية، على وجه الخصوص من بين أولئك الذين إكتسبوا خبرات مهمة في المشاريع الكبرى التي ساهموا في تنفيذها أو في إداراتها في العالم العربي. ومن ناحية أخرى فإن من ميزات المدينة أيضا ً أنها هي الأقرب الى سوريا فضلاً عن أنها تتمتع بمرفأ يتطور ويعمل ويُقدَّر له نشاطٌ مهمٌ من خلال عملية التوسعة التي تضم فيما تضم محطة للحاويات، والمزمع تنفيذها بعد أن تأمن تمويل التوسعة. يضاف الى ذلك أنه يوجد بجانب المرفأ محطةٌ لسكة الحديد يجري التحضير لإعادة تأهيلها وربطها بسوريا بتصميم حديث إنتهى درسه وتجري الإتصالات لإستكمال تمويله بعد أن قامت حكومة الرئيس سلام في جلستها الثانية بتخصيص مبلغ 20 مليون دولار تبين على ضوء الدراسة الجديدة أنه يكفي لبدء المشروع فقط. والى جانب كل هذه الميزات يوجد مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات الذي يمكن بعد تأهيله أن يكون عاملاً أساس وقيمة مضافة للمنصة: وفوق كل هذا وذاك هناك منطقة إقتصادية خاصة يجري تنفيذها ويحتوي نظامها على سلة كبيرة من التحفيزات ما قد يشجع كل الشركات الدولية والوطنية التي ترغب في الإشتراك في إعادة إعمار سوريا من أن تنشىء في المنطقة الإقتصادية الخاصة ما يسمى بالمكاتب الخلفية back office، إن هذه الميزات التفاضلية لا تكفي بذاتها لأنها في جزء أساسي منها هي لا تزال قوة كامنة لم تتحقق بعد أو بشكل أدق لم تستكمل بعد،المنطقة الإقتصادية بالرغم من تعيين مجلس إدارتها بما يمثل من سلطة القرار والتنفيذ لتحضير الأرض والبنى التحتية والإنشاءات الأساسية وسلة الأنظمة المطلوبة لرعاية التعاقد مع الشركات المستثمرة وإدارة العمل في المنطقة".وتناول الجسر التحديات التي تواجه طرابلس منصة لإعادة إعمار سوريا وهي: التحدي الأول لمشروع " طرابلس منصة لإعمار سوريا" هو استكمال كل المطلوب مما ذكر وتأمين كل التمويل والتسهيلات لوضع المنطقة الإقتصادية في العمل.التحدي الثاني يتعلق بمرفأ طرابلس وهو يقوم على إنجاز التوسعة التي تَأَمَّنَ تمويلها، وتسهيل العمل لجعله قادراً على المنافسة في مجالات الرسوم والتخزين وأجور التفريغ والنقل والخدمات الجمركية من كشافة وغيرها، خاصة بعد إستكمال عدد أعضاء المجلس الأعلى للجمارك.التحدي الثالث هو إستكمال عقدة النقل ما بين سكة الحديد والأتوستراد العربي حتى الحدود السورية. وإذا كان هناك مفاوضات لإستكمال تمويل تنفيذ سكة الحديد، وهي على ما أعلم مشجعة، فإن تنفيذ الأتوستراد العربي بين طرابلس والحدود السورية يلزمه تمويلاً إضافياً لأعمال التنفيذ غير تلك التي أقرها المجلس النيابي والبالغة مائة مليون دولار فضلاً عن تأمين تمويل الإستملاكات المتبقية من أجل البدء بتنفيذ المشروع. وإن تمويل عقدة النقل هذه لن تخدم طرابلس وحدها بل ستخدم لبنان بأسره تماماً كما إن تمويل الأتوستراد العربي في جنوب لبنان وجبل لبنان يخدم كل لبنان.التحدي الرابع تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات خاصة بعد صدور المرسوم بإجازة إستعماله كمطار مدني في آخر جلسة لحكومة الرئيس السنيورة في عام 2009.وإن إختناق مطار بيروت الذي خطط له لإستقبال ستة ملايين مسافر فإذا به يستقبل في العام الماضي ما يزيد على ثمانية ملايين مسافر يجب أن يشكل حافزاً إضافياً لإستخدام مطار القليعات.أن إستعمال مطار رينيه معوض في القليعات، في البداية على الأقل، كمطار للشحن الجوي وللرحلات السياحية charter قد يخفف عن مطار بيروت الضغط المتمادي ويؤدي في الوقت نفسه خدمة وطنية لا تتطلب إستثماراً كبيراًعلى ما أظن.
التحدي الخامس هو تأهيل اليد العاملة والفنية لأعمال الخدمات الخاصة التي قد تتطلبها المكاتب الخلفية وكل ما يتعلق بالعمل في سوريا عن طريق التدريب المهني الخاص بذلك وعلى كل المستويات.
إن تنفيذ المشاريع المشار اليها في هذه التحديات يشكل فرصةً كبيرة لإنماء المدينة وتبدأ فرصة التنمية هذه من يوم بدء الإعداد للمشروع من خلال الإنفاق على هذه المشاريع ومن خلال فرص العمل التي يتطلبها التحضير … لتَستكملَ الدورة مجالها عند بدء العمل بإعادة الإعمار بما يتطلب ذلك من تقديم خدمات هي بذاتها مولِّدة لفرص عمل ولحركة للإقتصاد المحلي والوطني.
وتابع الجسر قائلاً:" دولة الرئيس الحريري بما يحمل في صدره من حب لهذه المدينة ومن قناعة بأن هذه المدينة المجاهدة والصابرة لم تستوف حقها في التنمية، ومن خلال بعد وطني أكيد، يرى في الإنماء المتوازن عامل إستقرار للمدينة وللوطن، فإن الرئيس يؤكد لكم بأنه سيكون الى جانب المدينة بكل ما أوتي من قوة لتذليل كل الصعوبات المالية والقانونية والإجرائية التي قد تشكل عائقاً أمام تنفيذ المشاريع التحضيرية حتى تنتصر طرابلس على كل التحديات وستنتصر بإذن الله، وتستعيد دورها الريادي في الوطن".
وخلص الى الإشارة في " النهاية أنقل اليكم تحية كبيرة من دولة الرئيس سعد الحريري أولاً بالنسبة للمبادرة التي أطلقتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة بقيادة الصديق الهمام الرئيس توفيق دبوسي كما أنقل أيضاً تحية الى كل المشاركين بأعمال المؤتمر من وزارات وإدارات ومؤسسات دولية. والتحية موصولة الى كل الذين عملوا على الإعداد للمؤتمر وتنظيمه والمشاركة في العمل على إنجاحه وحضوره، وعلى أمل أن نشهد مؤتمرات متتالية لعرض التحديات الحقيقية أمام تحويل طرابلس الى منصة لإعادة إعمار سوريا، ماذكرتُ منها وما غَفَل عني، والعمل على إجتراح الحلول لها وتنظيم متابعة تنفيذ هذه الحلول فإني أتمنى بإسم دولة الرئيس وبإسمي كل النجاح والتوفيق لمؤتمركم هذا".