— بقلم: د. ريّـا الحسن
(رئيسة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس)
خصّت معالي الدكتورة ريّـا الحسن موقعنا "ifpinfo" بمقالة لمناسبة انعقاد "مؤتمر طرابلس 2017"، وفيه:
إن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس هي من أهم المشاريع التنموية التي تدخل في صلب أهداف الحكومة لتحقيق الانماء المتوازن في كل المناطق اللبنانية. فالحكومة عازمة على اطلاق مسار تنموي شامل في الشمال من شأنه ان يشكل فرصة اقتصادية للبنان تتيح له امكانية تحقيق نمو اقتصادي مستدام في المديين القريب والمتوسط.
هذه المنطقة التي انشئت بموجب القانون الرقم 18 الصادر عن مجلس النواب اللبناني عام 2008 وخصص لها موقع مساحته 50 هكتارا بمحاذاة مرفأ طرابلس، هي المشروع الاول من نوعه في لبنان لتطوير منطقة اقتصادية متعددة الاستعمالات والتي تتمتع ببنى تحتية متطورة وبيئة اعمال عصرية. ومن شأن هذه المنطقة ان تساهم في تنويع مصادر الانتاج في الاقتصاد اللبناني وان تزيد القدرة التصديرية للبنان وان تساعد على خلق اكثر من 7 الاف فرصة عمل، وانماء طاقات ومؤهلات الموارد البشرية.
وتهدف المنطقة الاقتصادية إلى أن تكون منصة رئيسية للتجارة والأعمال بهدف خدمة المستثمرين في شتى القطاعات الانتاجية، ونموذجاً لممارسة الأعمال في لبنان. فبالاضافة الى موقعها الاستراتيجي على الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط الذي يضمن لها سهولة النفاد الى الاسواق الاوروبية والعربية، تتمتع المنطقة الاقتصادية بسلسلة كبيرة من الحوافز المالية والادارية القادرة على جذب المستثمرين المحليين والاجانب.
ان مجلس ادارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس ملتزم على ان تدار المنطقة الاقتصادية الخاصة وفق اعلى المعايير الدولية لتأمين بيئة اعمال شفافة وتطبيق الحوكمة الرشيدة. بالاضافة الى حرصه على تطبيق سياسة بيئية تلتزم حماية جودة البيئة وصحة الإنسان وأمنه على المدى الطويل.
بالاضافة الى ذلك، من المتوقع ان يلعب لبنان دورا مهما في المساهمة في عملية الاعمار المنشودة في سوريا من خلال الطاقات والخبرات الموجودة. كما ان لبنان يتحضر لاطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في عمق المنطقة الاقتصادية الخالصة.
ومن هذا المنطلق، فان للمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس فرصة حقيقية في جذب استثمارات مرتبطة ببقطاع البناء والصناعات الخفيفة والمتوسطة الحجم والصناعات البتروكيميائية والخدمات اللوجستية وخدمات التخزين.
في الختام، سوف تشكل المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس مع مرفأ طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي وشبكة سكك الحديد المزمع انشاؤها لربط طرابلس بالحدود السورية، حلقة متكاملة لاطلاق دينامية تنموية جديدة ولاعادة محافظة الشمال عموما وطرابلس خصوصا الى الخارطة كوجهة استثمار في لبنان.