استردت الإسكندرية مكانتها لتعود المصيف الرئيسى للمصريين، فى ظل ارتفاع أسعار إيجار الشاليهات فى الساحل الشمالى، وعدم استعداد الأسر المصرية لتحمل أى تكاليف إضافية للترفيه، وفقا لما أكده محمد بلال، سمسار العقارات بالإسكندرية.
ورغم ارتفاع أسعار الإيجارات فى الإسكندرية أيضا بنسبة تصل إلى 30%، بحسب بلال، «لكنها تظل الأرخص والأنسب للطبقات المحدودة، إذ تسمح الإيجارات للأسرة بأن تقضى أسبوعا فى المصيف بمبلغ يتراوح بين 1500 و2000 جنيه».
«مدينة الإسكندرية قريبة، ولا تكبد المسافرين فاتورة كبيرة، والخدمات متوفرة ولا تمتاز بالرفاهية المفرطة»، يوضح بلال.
محمود علام، يعمل مهندسا زراعيا وهو رب أسرة تتكون من 4 أفراد، يقول: «حاولت حجز شاليه فى الساحل الشمالى نزولا على رغبة أولادى، لكنى وجدت أن ايجار أسبوع لن يقل عن 10 آلاف جنيه!».
ويضيف «اضطررت حينئذ للعودة إلى الإسكندرية وبسبب التأخير فى الحجز اضطررت لتحمل زيادة 10% فى الأسعار وأخذت فى شقة داخلية بعيدة عن البحر».
ارتفاع الأسعار فى الإسكندرية، فسره محمد سيد الذى سمسارا بالمدينة الساحلية، قائلا إنه يعود لقصر فترة الموسم الصيفى بسبب امتحانات الثانوية العامة وشهر رمضان، وزيادة الإقبال على عاصمة الثغر فى ذات الوقت.
وتختلف الأسعار من مكان لآخر داخل الإسكندرية نفسها، فترتفع كلما اقتربت من المعمورة والمنتزه، مقارنة بالأسعار ناحية المنشية وبحرى، وبحسب سيد، سجلت نسبة الإشغال هذا العام زيادة غير مسبوقة قد تصل إلى 100%.
«اضطرت الشركات والبنوك إلى تخفيض عدد أيام الرحلات من 10 أيام إلى أسبوع فقط فى ظل الضغط على الفنادق، وسجلت الأسعار ارتفاعا فى المعمورة بنسبة 30% لتصل إلى 500 جنيه لليلة فى الشقق البعيدة الداخلية و700 جنيه للشقق على البحر»، يقول أحمد السيد، سمسار فى المعمورة.
الهانوفيل والبيطاش والعجمى مناطق بالإسكندرية لا تزال فى متناول محدودى الدخل، مما جعل منها ملاذا لبعض الطبقات الأقل دخلا، فسعر ايجار الشقة فى أى منها لا يتجاوز 700 جنيه لليلة كحد أقصى.
أما عن مطروح، فقد أدى رخص أسعار الفنادق إلى اجتذاب عدد كبير من المصطافين الذين وجدوا فى السعر ما يعوضهم عن تكلفة وجهد السفر الطويل.
أحمد جلال، صاحب شركة سياحة، قال إن نشاطه السياحى خلال العامين الأخيرين ركز على السياحة الداخلية بدلا من الخارجية، وأوضح: «مدينة مطروح نجحت فى اجتذاب مصطافين اعتادوا الذهاب إلى الإسكندرية وتشهد إقبالا كبيرا هذه الأيام».
«نسبة الحجوزات بالفنادق والقرى السياحية والشاليهات والشقق المفروشة تجاوزت 80%»، بحسب عم جمال السمسار، موضحا أن هذه المحافظة، نجحت نتيجة تقدم الخدمات بها، وظهور عدد من القرى الشهيرة والمعروفة بها، فى اجتذاب عدد كبير من أفراد الطبقة الوسطى العليا.
وبحسب عم جمال فإن أسعار الإيجارات فى مطروح «معقولة» رغم زيادتها هذا العام، حيث إن سعر إيجار الشاليه المطل على البحر والذى يتكون من 3 غرف لا يتجاوز 700 جنيه فى الليلة.
وهذا الإقبال المتزايد على مدينة مطروح، دفع الشركات السياحية لوضعها على خريطة السياحة الداخلية الخاصة بها، لتنفيذ برامج رحلات إليها.
واجتذبت مطروح مؤخرا بعض شرائح المجتمع مرتفعة الدخل بعد انشاء بعض الفنادق والريزورتات فيها، والتى تتميز بخدماتها الرفيعة وموقعها المميز على البحر مباشرة، وبسبب عدم الإقبال عليها بعد، لاتزال أسعار هذه الفنادق الأفضل والأرخص.