كشف تقرير قطاع التجزئة الصادر عن شركة جونز لانغ لاسال المتخصصة بالاستشارات العقارية، عن ان توسع صناعة التجزئة عبر الحدود يشهد ارتفاعاً في اكبر 50 سوقاً للتجزئة في العالم.
وقال التقرير ان تجارة التجزئة العادية، والممتازة، والفاخرة شهدت نمواً في كبرى اسواق العالم، لا سيما في منطقة الشرق الاوسط، حيث كانت مدفوعة بتزايد عدد تجار التجزئة العالميين.
من جهتها، حلَّت الكويت في المرتبة التاسعة كأكثر اسواق التجزئة جاذبية على صعيد العالم، بينما جاءت دبي في المركز الرابع، وابوظبي في المرتبة 11، وجدة والرياض في المرتبتين 12 معاً.
واضاف التقرير ان ثلث كبرى اسواق التجزئة العالمية تقع في منطقة الشرق الاوسط. وبحسب الارقام التي نشرتها «جونز لانغ لاسال»، يتضح ان شريحة تجارة التجزئة الفاخرة هي الاكثر نمواً في السوق الكويتية، بنسبة %36، مقابل %33 للتجزئة العادية، و%31 للتجزئة الممتازة.
وذكر التقرير أن دبي والكويت وابوظبي وجدة والرياض بدأت تستقطب اهتمام المزيد من علامات التجزئة العالمية، في الوقت الذي تشهد نمواً كمراكز تجارة وسفر. كما لفت الى ان سوق التجزئة محلياً في هذه المدن ليس ناضجاً بقدر المناطق الاخرى، مشيرا الى أن هذا الامر يتيح لأصحاب العلامات التجارية العالمية دخول السوق من دون وجود منافسة كبيرة من العلامات المحلية.
هذا واضاف التقرير ان الطلب الهائل على التسوق في الشرق الاوسط ساهم بارتفاع مبيعات تجار التجزئة الى اعلى المستويات.
عوامل قوة
قال التقرير ان القوى الشرائية القوية والنمو الاقتصادي الهائل الذي شهدته الكويت منذ عام 2000، الى جانب قوة ثقافة الامتيازات (الفرانشايز)، جعلت البلاد سوقاً جاذبة لشركات التجزئة العالمية. وتأتي الكويت بعد دبي من حيث تواجد شركات التجزئة العالمية في منطقة الشرق الاوسط. وعلى الرغم من انخفاض ايرادات النفط، الا ان آفاق نمو مبيعات التجزئة في الكويت على المدى البعيد تبدو ايجابية.
ومن المتوقع ان ترتفع المبيعات سنوياً الى قرابة %5 حتى 2020، بفضل التحضر السريع ونمو القوى العاملة الوافدة. بالمقارنة مع ذلك، اشار التقرير الى ان الاقبال على شراء الملابس والتركيبة السكانية الشابة من المتوقع ان يعززا الانفاق على الملابس الراقية. اما مراكز التسوق الفخمة التي تضم العلامات التجارية الفاخرة فتعد شائعة بين الكويتيين. كما تطرق التقرير الى مجمع الافنيوز ووصفه بأنه انجح مركز تسوق في الكويت، اذ يزيد عدد المتاجر فيه على 800 متجر، ويعد من اكبر المشاريع في العالم.
على صعيد ثان، تحتل الكويت المرتبة 15 عالمياً من حيث استقطابها للعلامات الفاخرة، بعد دبي، تليها خليجياً وعربياً، جدة والرياض وأبوظبي.
أهم الأسواق
عالمياً، لا تزال لندن صاحبة المركز الأول كأكبر سوق تجزئة في العالم، تليها هونغ كونغ، ثم باريس. وتعد لندن أكبر مستقطب للعلامات التجارية الجديدة، بفضل عدة عوامل فريدة من نوعها كحجم السوق، والنضج، والدرجة العالية من الشفافية. وتتمتع العاصمة البريطانية بسجل حافل من النجاح في هذا الصدد، تعززه القاعدة المتنوعة من السكان المحليين والسياح الذين يقصدون المدينة، إضافة إلى أن كثيراً من تجار التجزئة يعتبرون لندن بمنزلة المدخل إلى أوروبا.
من جانب آخر، شهدت صناعة التجزئة تغييرات هيكلية، من حيث دخول التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، إذ باتت هذه المنصات أكثر تطوراً من ذي قبل. مع ذلك، لا يزال الطلب على مساحات التجزئة في الأماكن الممتازة أقوى منذ ذي قبل.
وصرح مدير قسم أبحاث التجزئة العالمية في الشركة، جيمس براون قائلاً «لم تعد الحدود تمثل عائقاً أمام توسع تجار التجزئة الذين يسعون وراء اقتناص الفرص ما وراء الحدود، ويبدو مناخ التجزئة العالمي متكيفاً بسرعة مع هذه المتغيرات».