يبلغ إجمالي الاستثمارات في مدينة دبي الصناعية 6 مليارات درهم منها نحو 4 مليارات استثمارات لتوفير بنية تحتية شاملة ومتكاملة بما في ذلك المنشآت، حسب عبدالله بالهول الرئيس التنفيذي لمدينة دبي الصناعية، مقدراً حجم استثمارات الشركات الصناعية من قبل المستثمرين والشركاء الصناعيين بما يتجاوز ملياري درهم.
وأكد بالهول، في حوار مع «الاتحاد» أن المدينة نجحت في استقطاب عدد من الشركات الصناعية العالمية وكان آخرها شركة «يونيليفر» التي تمتلك عدداً من أهم العلامات التجارية العالميّة مثل «ليبتون»، و«دوف»، و«لايف بوي»، و«فازلين» والتي بدأت الأعمال الإنشائية في موقع مصنعها الجديد في مدينة دبي الصناعية بما يمثل استثماراً يتجاوز المليار درهم.
وقال :« مع تطور إنجاز البنية التحتية في مدينة دبي الصناعية نشهد إقبالاً متزايداً من المؤسسات والشركات الصناعية واللوجستية نظراً لما توفره من بيئة متكاملة للشركات العاملة في هذا المجال»، مشدداً على النمو الاقتصادي في دبي ودولة الإمارات يمثل إضافة إلى ذلك دافعاً لزيادة الطلب، ومتوقعاً أن تتضاعف أعداد الشركات والمؤسسات في مدينة دبي الصناعية خلال السنوات الخمس المقبلة.
أكد بالهول أن القطاع الصناعي يعد من أبرز ركائز سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها دولة الإمارات حيث تصل نسبة مساهمته إلى 14% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014، ويتوقع أن يستمر نمو هذا القطاع وترتفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، منوهاً بأن تنمية هذا القطاع (الذي يشكل ثالث أكبر قطاع اقتصادي في الناتج المحلي الإجمالي بعد قطاعي التجارة والنقل) تندرج في إطار توجهات حكومة دبي لبناء اقتصاد مستدام للإمارة يقوم على قاعدة متنوعة من النشاطات الاقتصادية المرتكزة على تعزيز الإنتاجية والابتكار.
وذكر أن إدارة مدينة دبي الصناعية تسعى إلى دعم إستراتيجية الدولة بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص في تنمية القطاع الصناعي والمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام مبني على المعرفة، كما تهدف إلى التحول إلى الوجهة المثالية لجذب المؤسسات الصناعية على مستوى الدولة عبر ما توفره المدينة من خدمات وبنية تحتية ودعم لوجيستي. ولفت إلى أن مدينة دبي الصناعية تتمتع بالعديد من الخصائص التي تجتذب العديد من الشركاء، ومنها سهولة الوصول إلى أي من الأسواق التي تهم الشركاء من خلال شبكة ممتازة من الطرق البرية والجوية والبحرية إضافة إلى إعفاء من الرسوم الجمركية للمبيعات في دولة مجلس التعاون الخليجي.
وأشار بالهول، إلى أن المدينة تقدم أيضاً خدمات متنوعة تخاطب احتياجات القطاع الصناعي وأهمها إتاحة الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها دولة الإمارات مع بلدان المنطقة، والإعفاء من الرسوم الجمركية على الواردات من الآليات والتجهيزات والمواد الخام اللازمة للإنتاج الصناعي، فضلاً عن الإعفاء الضريبي على دخل الأفراد أو الشركات. وبين أن من المزايا الأخرى للعمل فيها تسريع الحصول على الموافقات اللازمة لتسيير المعاملات الخاصة بمختلف الدوائر الحكومية كوزارة الاقتصاد، ودائرة التنمية الاقتصادية، وبلدية دبي، وهيئة الدفاع المدني، وسلطة كهرباء ومياه دبي، وسلطة الطرق والمواصلات في دبي.
البنية التحتية
وفيما يخص عدد الشركات العاملة في المدينة، أفاد بالهول، بأن الأخيرة تعد مقراً لأكثر من 600 شركة تتوزع في مختلف أنحاء المدينة وتضم أكثر من 100 ألف عامل وموظف مشيراً إلى إنها توفر مواقع للأعمال منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة ومناسبة لقطاعي الصناعات الخفيفة والمتوسطة بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية المتميزة.
وأضاف أن من أهم ما يميز المدينة توافر البنية التحتية التي تتضمن، شبكة طرق تمتد 10 كيلو مترات لتربط شمال المدينة بجنوبها، أي من جهة طريق الشيخ محمد بن زايد وإلى الجهة الأخرى والتي ترتبط بطريق الإمارات، وتم كذلك توفير مداخل ومخارج سهلة للآليات والشاحنات والسيارات للتنقل في كل أرجاء المدينة، أما الطريق الرئيسي في مدينة دبي الصناعية فهو طريق مزدوج مع أربعة مسارب في كل جهة.
وأشار إلى أنه من خلال التعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، يتم تغذية الطاقة الكهربائية للشركات العاملة في مدينة دبي الصناعية عن طريق أربع محطات فرعية ذات 132 كيلو فولت أمبير، كذلك يتم توفير800 ميجا واط لسد حاجة كل المشاريع الصناعية الحالية والتوسعات المستقبلية في المدينة. وذكر أن المدينة توفر محطتين مؤقتتين لمعالجة مياه المجاري، حيث تعمل الأولى على مساكن العمال ضمن المرحلة الأولى، والتي تقدر سعتها بـ1600 متر مكعب، أما الثانية، فتقوم بمعالجة المجاري الخاصة بمباني المكاتب مع سعة تقدر بـ600 متر مكعب، لافتاً إلى أنه يتم توفير خدمات الاتصالات في المدينة عن طريق أحدث شبكات الألياف الضوئية والتي تقدم سرعات اتصالات عالية وأداء متميزاً وتغطي هذه الشبكة كل مناطق المدينة. حلول صناعية ورداً على سؤال عما يميز مدينة دبي الصناعية بالمقارنة مع المناطق الصناعية الأخرى، أجاب بالهول، أن التميز يأتي من توفير حلول لكل الاحتياجات.
وشرح ذلك بالإشارة إلى توفير مساحات صناعية للإيجار تتراوح بين 250 ألف قدم مربعة و3 ملايين قدم مربعة، مع ضمان توصيل جميع الخدمات الأساسية، وموقع استراتيجي يسهل الوصول إلى أهم الطرق البرية والموانئ والمطارات فضلاً عن توفير مساحات المكاتب التجارية تتراوح بين 82 ألف قدم مربعة و2 مليون قدم مربعة، إضافة إلى المساحات السكنية التي تتراوح بين 77 ألف قدم مربعة إلى أكثر من 84 ألف قدم مربعة». وأشار إلى أن مدينة دبي الصناعية توفر كذلك أراض مخصصة لبناء الفنادق المتنوعة كالشقق المفروشة والفنادق الخاصة برجال الأعمال المنخفضة التكلفة والفنادق الفخمة، منوهاً بتخصيص 7 ملايين قدم مربعة من الأراضي في مدينة دبي الصناعية لإقامة المستودعات بأنواعها سواء المستودعات المبردة، وتلك الخاصة لحفظ المواد الكيماوية، والمخازن العامة.
ولفت بالهول إلى أن الأسعار والتكاليف في مدينة دبي الصناعية تعتبر من بين الأنسب على مستوى دبي والدولة ومن بين الأفضل من حيث العائد على الاستثمار، مشدداً على أن ما تقدمه مدينة دبي الصناعية لا يقتصر على السعر والكلفة المناسبة فقط، فبالإضافة إلى التكلفة التنافسية تقدم المدينة العديد من المزايا الهامة للشركات العاملة والتي سبق ذكرها. صناعات حلال وعن التطورات الخاصة بمجمع الصناعات الحلال في المدينة، قال بالهول، إن «مجمع الصناعات الحلال» مخصص لشركات الأغذية والتصنيع ومستحضرات التجميل الحلال، ويهدف المجمع الذي يمتد على مساحة 6,771,781 قدماً مربعة إلى تعزيز نمو قطاعات الأغذية الحلال، ومستحضرات التجميل والعناية الشخصية، مضيفاً أن المجمع استقطب عدداً من الشركات بعضها يدخل إلى الإمارات للمرة الأولى وهناك مباحثات مع عدد آخر للاستفادة من الميزات التي يوفرها المجمع. وأشار إلى أن مدينة دبي الصناعية تعمل مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس من خلال اتفاقية للتعاون الإستراتيجي المشترك للترويج والتعريف بأهمية ومتطلبات «العلامة الوطنية للحلال» التي دشنتها الهيئة كأول علامة من نوعها على المستويين الخليجي والعربي.
قطارات الشحن دبي
ذكر بالهول في شأن المذكرة التي وقعتها «دبي الصناعية» مع «الاتحاد للقطارات» لتطوير محطة قطارات مخصصة للشحن في المدينة، أن العمل جارٍ حالياً على تحديد موقع المحطة والمساحة المخصصة لها. وأكد أنه المحطة ستنجز ضمن أعمال المرحلة الثانية من شبكة السكك الحديدية الوطنية، لافتاً إلى أن دبي الصناعية ستكون عند إنجاز المحطة إحدى أبرز محطات الشحن العام في الإمارة.
مناطق صناعية متخصصة دبي
قال عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمدينة دبي الصناعية: إن مدينة دبي الصناعية تعتبر واحدة من أكبر المناطق الصناعية في إمارة دبي، وتضم مناطق صناعية متخصصة تشمل قطاعات الأغذية والمشروبات، والمعادن الأساسية، والمنتجات المعدنية، والكيماويات، ومعدات النقل وقطع الغيار، والآليات والمعدات الميكانيكية وصناعات الحلال.
وأوضح أنها تأسست في عام 2004 بهدف تطوير ودعم نمو القطاع الصناعي في دولة الإمارات، وعلى مساحة 55 كيلو مترا مربعا لتعد وجهة رائدة للصناعات والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أن المدينة تتخذ موقعاً استراتيجياً على مقربة من مطار آل مكتوم الدولي (دبي وورلد سنترال) ومطار جبل علي.
وأشار بالهول، إلى أن مدينة دبي الصناعية تعتبر ثاني أكبر مشروع غير عقاري في إمارة دبي حائز على شهادة الإيزو للجودة، لكونها الوجهة المثلى للمنشآت الصناعية واللوجستية في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن المدينة توفر مجموعة من الحلول الشاملة والبنى التحتية المتكاملة،إضافة إلى الخدمات ذات الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة، ولذا استقطبت عدداً من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية الكبرى بما في ذلك شركة المراعي، مجموعة المستقبل لصناعة الأنابيب، وباتشي للشوكولاتة، ومجموعة بي.سي.آي لمستحضرات التجميل الحلال،، ومجموعة جمعة الماجد، والرستماني، والفطيم.