أكد المهندس عيسى الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة قطر للمواد الأولية أن الشركة ذراع حكومية لخدمة مشاريع البنى التحتية والإنشاءات.. منوها بالدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة لاستمرار مسيرة النمو والتطور بالشركة لمواكبة مشاريع التنمية الوطنية ومونديال 2022.
وكشف المهندس الحمادي في حوار خاص لـالراية الاقتصادية أن الشركة أكملت هيكلة جديدة انعكست بشكل مباشر على أداء الشركة وأدت إلى تعزيز ثقة بين جميع الأطراف.. مشيرا إلى أنه من أبرز ملامحها ارتفاع نسبة التقطير إلى 16% خلال عام والعمل على زيادتها خلال السنوات المقبلة، وتطبيق سياسة الباب المفتوح والتكافؤ في سلم الرواتب والوظائف، واللائحة الجديدة للجنة المناقصات التي تعتمد الشفافية الكاملة في عملية الطرح، وإطلاق هوية وبيئة عمل مبتكرة للمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة كأهم ركائز الشركة. ونوه المهندس الحمادي في حواره لـالراية الاقتصادية بأن العام الجاري يمثل نقلة نوعية في مشاريع الشركة حيث سيتم تشغيل مشروع أرصفة راس لفان بعد العيد مباشرة الذي سيرفع طاقة الاستيراد إلى 7.5 مليون طن من الجابرو سنويا .. كما يكتمل قبل نهاية العام الجاري مشروع صوامع الأسمنت الذي يرفع الطاقة التخزينية من الأسمنت المستورد إلى 2 مليون طن سنويا، ومشروع السيور الناقلة الذي سيرفع الطاقة الاستيعابية لميناء الجابرو بمسيعيد ليستوعب حوالي 34 مليون طن سنويا بدلا من 22 مليون طن حاليا.
وأكد أن فتح موانئ جديدة مثل لوسيل وراس لفان يساهمان في دخول 12 مليون طن سنويا من المواد الأولية. وقال إن مشاريع الشركة تدعم مشاركة القطاع الخاص وتقلل التكلفة.. مشيرا إلى وضع الخطط وتطوير الاستراتيجيّات الهادفة ومتابعتها لضمان الجودة وبهدف تلبية متطلبات القطاع الخاص والحكومي. واعتبر الحمادي أن اتفاقية شركة قطر للمواد الأولية والهيئة العامة للأشغال “أشغال” التي تم الكشف عن تفاصيلها مؤخرا هي الأكبر في تاريخ قطر كما أنها تؤكد التزام الحكومة بتنفيذ مشاريع التنمية الوطنية.. كاشفا عن أن المخزون الاستراتيجي للشركة يبلغ 13 مليون طن حاليا وهو يكفي لأكثر من عامين.. هنا تفاصيل الحوار:
• رغم أن شركة قطر للمواد الأولية تأسست في عام 2006.. إلا أنها اكتسبت زخما خلال الفترة الأخيرة.. كيف ترى ذلك؟
– بالفعل استطاعت شركة قطر للمواد الأولية أن تحقق نقلة نوعية خلال العام الأخير بفضل الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة ومجلس إدارة قطر للمواد الأولية برئاسة المهندس عبد العزيز الأنصاري والعديد من الجهات المختصة وفي مقدمتهم قطر للبترول ووزارة الاقتصاد والتجارة وكذلك وزارة المالية.
ففي هذه جميعها نشكر لكل جهات الدولة دعمها وتعاونها لتحقيق أهداف الشركة للوصول إلى تحقيق خطة قطر 2030، لتوفير المواد الأولية التي تحتاجها مختلف مشاريع البنية التحتية. ومشروعات شركة قطر للمواد الأولية تتوافق وتتماشى مع مشروعات الشركة مع الرؤية الوطنية الطموحة.
مشاريع الشركة
• نريد أن نتوقف عند أهم مشاريع الشركة التي تعمل عليها حاليا وتفاصيل تطوراتها ؟
– تعمل شركة قطر للمواد الأولية على عدد من المشاريع المهمة التي تخدم استراتيجية في توفير مخزون استراتيجي لمواكبة تنفيذ مشاريع التنمية والبنى التحتية والإنشاءات ومونديال كرة القدم العالمي 2022 .. ومنها:
مشروع صوامع الأسمنت، الذي تقوم به شركة قطر للمواد الأولية، ويهدف المشروع إلى توفير صوامع لتخزين الأسمنت المستورد من الخارج نظرا لزيادة الطلب على الأسمنت نتيجة المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها في الخطة الطموحة والرؤية الوطنية القطرية 2030.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمشروع إلى 60000 متر مكعب من الأسمنت (يضم 12 صومعة سعة كل منها 5 آلاف طن بالإضافة إلى 4 صوامع إضافية للتفريغ اليومي تصل سعة كل واحدة منها إلى ألف طن) فيما تبلغ الطاقة التخزينية 2 مليون طن سنويا، والقدرة التفريغية للمشروع تصل إلى 1200 طن في الساعة لعدد 2 رافعة تفريغ، بينما يصل حجم التداول إلى 24 شاحنة في الساعة (أكثر من 400 شاحنة أسمنت يوميا).. والمشروع يعمل على مدار الساعة (24/7). كما أنه من المقرر إنجازه واكتماله في ديسمبر من العام الجاري2015.
كذلك هناك مشروع السيور الناقلة الذي بدأ العمل به في نوفمبر 2013 ويتوقع التشغيل في عام 2016.
ويهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لميناء تداول الجابرو بمدينة مسيعيد ليستوعب 32-34 مليون طن سنويا بدلا من 22 مليون طن حاليا.
المشروع يطور منطقة التخزين ليصل إجمالي سيور التخزين إلى 5 كيلو مترات تبدأ من الميناء إلى مناطق التخزين الخاصة بإدارة التخزين عبر استخدام أحدث المعدات، يتوقع أن يكون حجم حركة سيارات النقل المستخدمة في عمليات نقل الجابرو إلى مناطق الدولة المختلفة بما يعادل 4000 شاحنة في اليوم على مدار 24 ساعة.
ومناطق التخزين وأعمال تفريغ السفن تدار بأحدث النظم التكنولوجية المطبقة في العالم، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد أضخم مشروع في منطقة الشرق الأوسط والأول من نوعه في المنطقة ويعد من المشروعات العملاقة على مستوى العالم في هذا المجال.
كما أن هذا المشروع يعكس استراتيجية الشركة في الحفاظ على البيئة لأنه يقلص انبعاثات الغبار والأتربة في الجو بصورة كبيرة والتي تنتج عن عملية التفريغ والنقل للمواد الأولية استنادا إلى أن هذه السيور مغطاة ويتم بداخلها نقل هذه المواد.
ويعد مشروع لوسيل من المشروعات الهامة في قطر، حيث تجري أعمال إنشاءات ومشروعات ضخمة، ما دفع شركة قطر للمواد الأولية من خلال مشروعها إلى دعم كافة الأعمال الإنشائية في المدينة الجديدة، عبر إنشاء رصيف إضافي لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 3 ملايين طن سنويا لخدمة حركة الإنشاءات في المدينة. بالإضافة إلى أن هناك مصنع الرمل التابع لشركة قطر للمواد الأولية والواقع بمنطقة الكرعانة.. والرمل الناعم في نجيان بمنطقة مسيعيد حيث نستقبل 1000 شاحنة لبيع لرمل الناعم يوميا ومن 800 – 900 شاحنة يوميا للرمل المغسول.
مشاريع جديدة
• هل هناك مشاريع جديدة تعمل عليها الشركة؟
– بالفعل هناك عدد من المشاريع الجديدة التي تعمل عليها الشركة للقيام بها خلال السنوات القادمة.. وهي في مرحلة الإعداد لطرحها المناقصات حاليا.. وسيتم الإعلان عن التفاصيل في وقتها.
الأرصفة العائمة
• ماذا عن استراتيجية الشركة في أرصفة توفير المواد الأولية.. والمشاريع التي تعمل عليها الشركة حاليا؟
– تحرص الشركة على توزيع المواد الأولية على المناطق المختلفة للدولة لخدمة التنمية. وقد عملت الشركة على إنشاء 4 أرصفة عائمة في رأس لفان لتوفير المواد الأولية في مناطق شمال الدولة للتخفيف من كثافة المرور.
وهذا المشروع يضم 4 أرصفة عائمة تستوعب 4 حاويات سعة 12 ألف طن لكل منها، فيما تصل الطاقة الإجمالية للميناء إلى 7.8 طن/سنويا، مشيرا إلى أن الميناء يعمل على مدار الساعة وتبلغ مساحة مناطق تخزين الجابرو 1.800.000 “مليون وثمانمائة ألف متر”.
والشركة تنتظر بشغف إتمام مشروع رصيف راس لفان الذي سيتم تشغيله بعد عيد الفطر مباشرة لاستيراد 7.5 مليون طن من الجابرو سنوياً، والذي يعد من أهم مشاريع الشركة لإرساء دورها كعصب حيوي لأعمال الإنشاءات والبنية التحتية في قطر.
ولا شك أن التوسع في إنشاء الأرصفة العائمة في مناطق عدة بالدولة هدفه الأساسي التسهيل ودعم توفير المواد الأولية في مناطق قريبة لمشاريع التنمية ما يقلل التكلفة وتسريع عملية الإنجاز .. وهنا نحب أن ننوه بالدعم والمساندة الكبيرة من جانب قطر للبترول في توفير أراضي التخزين.
تطورات عديدة
• إذن ما هي أهم التطورات التي شهدتها الشركة خلال الفترة الأخيرة وتحديدا منذ توليت منصبك قبل عام من الآن؟
– نجحت الشركة خلال العام الأخير من إكمال الهيكلة الجديدة للشركة حيث أولت الهيكلة العمل على زيادة عدد القطريين العاملين بالشركة.. فإذا كانت الشركة التي تأسست في عام 2006 بدون أي كوادر قطر فإن نسبة التقطير ارتفعت مع إنجاز الهيكلة الجديدة إلى 16% ونسعى إلى زيادة النسبة خلال السنوات القادمة. كما وضعت الهيكلة الجديدة وصفا وظيفيا لكل وظائف الشركة وسلم رواتب موحدا للجميع، ونظاما متكاملا للأرشفة الإلكترونية. ووفرنا سكنا للعمال والموظفين قريبا من أماكن عملهم توفيرا للوقت والجهد وضمان أفضل أداء وزيادة للإنتاجية.
وتم تجديد الموقع الإلكتروني ليشمل جميع المعلومات المهمة للشركة كالأسعار والمناقصات والتوظيف بهدف تسهيل التواصل مع العملاء والمتابعين للشركة وأنشطتها.. علاوة على ذلك أطلقنا هوية جديدة للشركة تهدف إلى الحفاظ على العادات والتقاليد والمساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة واعتماد سياسة الباب المفتوح سواء بالنسبة للعملاء من خارج الشركة أو البيت الداخلي (الادارة العليا والموظفون والعمال).
العمال أولوية
• هناك اهتمام متزايد بقضايا العمال.. ما هي جهود إدارة الشركة في هذا الجانب؟
– العمال يحظون باهتمام وأولوية قصوى لأنهم أصحاب العبء والجهد الأكبر في الشركة وتعزيز الروابط الاجتماعية، فالعمال هم الجندي المجهول وراء أي عمل.. وقد حرصت إدارة الشركة على توفير أفضل الأجواء المعيشية (سكن ملائم وصالات للألعاب الرياضية والأنشطة الصحية والاجتماعية بالتعاون مع مؤسسات العمل الخيري بالدولة كالهلال الأحمر ومؤسسة راف.. ونعتقد أن توفير أفضل الظروف المعيشية ينعكس إيجابيا على العمل وزيادة الإنتاجية. وقد أعطينا مجلس قطر لحقوق الإنسان “ضوءا أخضر” لدخول أي مواقع للشركة وبدون أي ترتيبات مسبقة للحصول على شهادات حية للعاملين والوقوف على ظروف عملهم ومعيشتهم.. والحمد لله نحن دائما موضع إشادة من المجلس. ونحن في هذا الجانب نعتمد مبدأ الشفافية والوضوح.. وهدفنا دائما خدمة الاقتصاد الوطني.
كما أن هوية الشركة الجديدة تركز على تعزيز التجانس بين الجنسيات المختلفة التي تعمل بالشركة من خلال العديد من الأنشطة التي تزيد من الترابط الاجتماعي بينهم وتحقيق التكافؤ من أسفل إلى أعلى الهرم الوظيفي بالشركة وتعزيز الكفاءات ودمج للخبرات وإكساب العمال مهارات تكنولوجية.. ونحن حريصون دائما على تعزيز مفهوم العمل بروح الفريق الواحد.
توفير أكبر قدر من الشفافية والموثوقية
عندما سألت المهندس عيسى الحمادي عن مشاركة القطاع الخاص أجاب: تقوم رؤية شركة قطر للمواد الأولية على التحول من الاقتصار على تكوين مخزون استراتيجي من المواد الأولية لمشاريع البنية التحتية في قطر، إلى دعم وتشجيع ومشاركة القطاع الخاص في مشاريع الدولة المختلفة، عبر وضع آليات تسمح لشركات القطاع الخاص بالمشاركة في التنمية، ورفد مشاريع الدولة والقطاع الخاص بالمواد الأولية وتسهيل استيرادها ونقلها وتخزينها ثم بيعها وتوزيعها بطريقة تحقق الاستقرار في الأسعار المحلية بما يعود بالفائدة على جميع العاملين والمستفيدين من قطاع الإنشاءات في الدولة.
وقد حرصت الشركة مع إنجاز هيكلتها الجديدة على توفير أكبر قدر من الشفافية والموثوقية لتعاملاتها مع الموردين والعملاء لتلبية متطلباتهم المتعلقة بمراقبة وفحص الجودة والحفاظ على السلامة البيئية وتذليل كافة العقبات التي تواجه العملية التنظيمية والتشغيلية في الموانئ. وفي هذا الإطار هناك لائحة جديدة للجنة المناقصات بالشركة بحيث يتم طرحها بشفافية تامة وبما يضمن العدالة بين الجميع وكذلك لدينا برامج تأهيل للموردين وتصنيف الشركات بهدف تقديم أفضل الخدمات وأصبح لدينا خلال عام واحد قاعدة بيانات في إدارة المشتريات تضم 800 شركة. والموقع الإلكتروني الجديد للشركة يضم تفاصيل كاملة تخص المناقصات لتسهيل التواصل مع العملاء وفي نفس الوقت يتم طرح المناقصات من خلال إعلانات في الجرائد اليومية.
كذلك فإن الفترة المقبلة تشهد عقد لقاءات مع الشركات ذات العلاقة مثل النقل البري والبحري والريديمكس وغيرها للوقوف على الآراء والمقترحات والمعوقات لوضع الحلول اللازمة وبما يضمن تسهيل الإجراءات.
تؤكد التزام الحكومة بتنفيذ مشاريع التنمية
اعتبر المهندس عيسى الحمادي خلال حواره مع الراية اتفاقية شركة قطر للمواد الأولية والهيئة العامة للأشغال “أشغال” التي تم الكشف عن تفاصيلها مؤخرا هي الأكبر في تاريخ قطر كما أنها تؤكد التزام الحكومة بتنفيذ مشاريع التنمية الوطنية..=
جدير بالذكر أنه بموجب الاتفاقية التي تم توقيعها قل عدة أيام ستحصل “أشغال” من شركة قطر للمواد الأولية على 41 مليون طن من الحجر الجيري و51 مليون طن من أحجار الجابرو، على مدار خمسة أعوام.
وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع الهيئة وممثليها من المقاولين المتعاقدين معها، والموردين، للعمل مع بعضهم بشفافية وانفتاح وبتعاون وبروح ثقة متبادلة، لتحقيق الأهداف المنشودة.
كما تؤكد الاتفاقية أن شركة قطر للمواد الأولية، أصبحت لاعباً رئيسياً ورقماً مهمّاً بين شركات مواد البناء في قطر والمنطقة، وأنه يمكن الاعتماد عليها في توفير المواد الأولية، من أحجار الجابرو والحجر الجيري والرمل الناعم والرمل المغسول، وبالكميات المطلوبة، لتنفيذ كبرى المشاريع في دولة قطر.