قال الدكتور لويس بلين؛ القنصل العام الفرنسي في جدة، إن الشركات الفرسية تحشد جميع الخبرات للمشاركة في المناقصات الحالية أو المستقبلية للمشاريع الحكومية في السعودية، خاصة مشاريع بناء الشبكات في مكة المكرمة وجدة، إضافة إلى إنشاء وتشغيل مترو الرياض ومحطات خط الشمال – الجنوب واختيار "المشغل الظل" في جدة الذي يثير اهتمام هذه الشركات.
وأضاف أن قيمة الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا، بلغت نحو 3.417 مليار ريال، حيث تتوزع على 24 فرعا لشركات سعودية أنشأت في فرنسا، التي توفر 3200 وظيفة إضافة إلى إيرادات بلغت نحو 1.443 مليار ريال.
وقال بلين، إنّ قطاع الفنادق هو قطاع الاستثمار السعودي الرئيسي في فرنسا، حيث يسجّل وحده حجم أعمال يبلغ 2.655 مليار ريال، سواء في الفنادق الفخمة مثل فندقي جورج الخامس وكريون، أو في سلاسل فنادق مثل الكلوب ميد، كما قامت إحدى الشركات منذ مدة قصيرة بشراء حصّة 25 في المائة في شركة Doux، وهي أول منتج للدواجن في أوروبا، لافتا إلى أملهم في استقطاب مزيد من الاستثمارات السعودية في القطاعات الإنتاجية في فرنسا.
وأوضح القنصل الفرنسي، أن الاستثمار المباشر للشركات الفرنسية في السعودية يبلغ نحو 15.3 مليار دولار، ما يضعهم في المرتبة الثالثة من بين المستثمرين الأجانب، كما يصل عدد الشركات الفرنسية الموجودة في السعودية إلى 80 شركة (50 في المائة منها في مشروع مشترك)، وتوظف أكثر من 27600 شخص بينهم عشرة آلاف سعودي، ما يمثل نسبة سعودة مرتفعة تصل إلى 36 في المائة، أي أكثر من ضعف متوسط معدل الاقتصاد المحلي.
الطاقة والبتروكيماويات
وأضاف بلين، أن وجود الشركات الفرنسية في قطاعي الطاقة والبتروكيماويات هو الأقوى والأكثر تطورا، إذ تؤمّن شركة السويس 10 في المائة من إنتاج الكهرباء في السعودية، كما أنّ مصفاة ساتورب، وهي نتاج التعاون بين شركتي توتال وأرامكو، بحد ذاتها نموذجا للنجاح، التي تبلغ قيمة الاستثمار الموظّف فيها وحدها 12 مليار يورو وتشارك فيه شركة توتال بنسبة 37.5 في المائة، مبينا أن هذه المصفاة المبنية بمواصفات حديثة في الجبيل وهي واحدة من أكبر المصافي في العالم.
وبين أن شركات فرنسية استثمرت في قطاعات أخرى كقطاع المياه (أربعة مليارات دولار)، وقطاع صناعة السلع الرأسمالية والأجهزة (1.5 مليار دولار) وقطاع الصحة ( 225 مليون دولار).
وأشار بلين، إلى أن التبادلات التجارية بين فرنسا والسعودية سجّلت رقما قياسيا جديدا عام 2014، مبيناً أنه بعد تجاوزها تسعة مليارات يورو عام 2013، تخطى حجم التجارة بين البلدين عام 2014 حدّ العشرة مليارات يورو، مبينا أن هذا النمو نتيجة زيادة الصادرات السعودية إلى فرنسا، التي ارتفعت بنسبة 16 في المائة لتصل إلى أكثر من سبعة مليارات يورو، على الرغم من انخفاض سعر النفط الخام في الفصل الثاني من عام 2014.
فيما بين أن قيمة صادرات فرنسا إلى السعودية بلغت عام 2014 نحو ثلاثة مليارات يورو، وتبرز على رأس قائمة الصادرات المنتجات الصيدلانية (312 مليون يورو)، والملاحة الجوية والفضاء (224 مليون يورو)، واللحوم والدواجن (171 مليون يورو).
وأضاف، كما لوحظ زيادة كبيرة في بعض المنتجات المصدرة كالمحركات والتوربينات (+ 87.9 في المائة)، وأجهزة القياس (+ 87.4 في المائة)، والمواد الغذائية الصحية (+ 36.9 في المائة)، ومنتجات الألبان والأجبان (+ 36.4 في المائة).