ملتقى الأعمال السعودي-الألماني يدعو رجال الأعمال للبحث عن فرص جديدة ويؤكد أهمية المؤسسات المتوسطة في تنمية اقتصاد البلدين
عقد صباح أمس ملتقى الأعمال السعودي الألماني، واللجنة الاقتصادية المشتركة التاسعة عشرة بالرياض بحضور رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل ونائب المستشارة الألمانية ووزير الشؤون الاقتصادية والطاقة زيغمار جابريال وأكثر من 120 من ممثلي الشركات الإلمانية والذي ينظمه مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية بالتعاون مع مكتب الاتصال الألماني السعودي للشؤون الاقتصادية ومبادرة الاعمال الألمانية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط ذلك بالتوازي مع إنعقاد اللجنة السعودية الألمانية المشتركة.
وبدء اللقاء بكلمة ألقاها الدكتور عبد الرحمن الزامل رحب فيها بنائب المستشارة الإلمانية ووزير الشؤون الاقتصادية والطاقة زيغمار جابريال والوفد المرافق، مشيراً إلى عمق العلاقات بين البلدين في المجال الأقتصادي.
ثم ألقى نائب المستشارة الإلمانية ووزير الشؤون الاقتصادية والطاقة زيغمار جابريال كلمة قال فيها إن هذا الاجتماع يؤكد على قوة العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي والأقتصادي.
وأكد جابريال بأن مكتب (AHK) له العديد من المكاتب التابعه له في 20 دولة، ولم يكن قوياً كما كان عليه اليوم، مبيناً أن المكتب يساهم في تطوير الأعمال التجارية، وخلال 20 سنة الماضية قام المكتب بتواصل الأعمال الإلمانية إلى المملكة وهذا جزء بسيط لما يقوم به.
وزير الاقتصاد الألماني: 10 مليارات يورو حجم التجارة البينية.. و120 نشاطاً لرجال أعمال ألمان في السعودية
التجارة البينية
ثم ألقى وزير الدولة بوزارة الشؤون الاقتصادية عضو البرلمان الألماني بريغيرت سيبريس كلمة قال فيها بأن التجارة البينية بين البلدين تبلغ 10 مليار يورو، وهناك أكثر من 120 نشاط لرجال أعمال ألمان في السعودية، مبيناً أن الاتفاقية التي عقدت تضمن عدد من المجالات في الصناعة العامة و فعالية الطاقة والمدن الذكية، كما أننا نسعى إلى تقديم عدد من الأعمال من أجل تطوير العلاقة بين المملكة وألمانيا وهناك العديد من المشاريع بين البلدين المبنية على الثقة بين الطرفين.
وألقى رئيس مجلس الأعمال السعودي الألماني خالد الجفالي كلمة رحب فيها بنائب المستشارة الألمانية والوفد المرافق له وتمنى لهم التوفيق في أعمال الملتقى.
ثم ألقى مفوض الصناعة والتجارة الإلمانية لدى المملكة والبحرين واليمن أندرياس هيرجينروتر كلمة قال فيها بأن المملكة اليوم تعتبر هي الشريك الأهم في منطقة الشرق الأوسط للأقتصاد الألماني، حيث يقدم الاقتصاد الألماني فضلاً عن منتجات ذات جودة عالية دعماً نشط لنقل التقنية والمعرفة ويعد ذلك من أهم الأسباب الرئيسية للنجاح الاستثنائي للصادرات الإلمانية في جميع أنحاء العالم.
كما دعا رجال الاعمال في هذا الملتقى أن ينتهزوا الفرصة للقاء ممثلي قطاع الأعمال السعودي رفيعي المستوى لتعزيز العلاقات القائمة، والبحث عن فرص جديدة للتعاون المشترك، وبأن يكون جزء من هذه اللقاءات مناقشة دور المؤسسات المتوسطة في تنمية أقتصاد البلدين.
الاستفادة من الموارد
بدوره أكد وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر على أهمية استغلال مواردنا الاقتصادية مثل رفع كفاءة إدارة المشاريع، وترشيد الاستهلاك، مضيفاً خلال كلمة ألقاها في جلسة ملتقى الاعمال السعودي الالماني أن المملكة أنفقت بسخاء على المشاريع، وستستمر في الإنفاق، مشيراً إلى أن المرحلة التنموية التي نمر بها الآن تستجوب التركيز على تطوير اقتصاديات الكفاءة، ولا يعني ذلك إغفال اقتصاديات التنمية فكل منهما مكمل للآخر.
وقال الدكتور الجاسر: "إن المملكة ادركت ذلك واحتلت الكفاءة مركزاً متقدماً في مقدمة أولوياتنا ويدل على ذلك التغيير الملحوظ في الخطاب الحكومي في تناول موضوع كفاءة الاقتصاد وانتاجيه"، منوهاً إلى قرار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بضم 12 جهة حكومية وقصر مهامها في مجلسين سعياً لتوحيد الجهود لتحقيق الجودة الشاملة ورفع كفاءة الأداء.
ولفت الجاسر إلى أن الوزارة أدركت الحاجة الماسة في المرحلة الحالية إلى التركيز على كفاءة الاقتصاد وانتاجيته وانعكس ذلك بوضوح في جميع أهداف العامة على خطة التنمية العاشرة ومن أبرزها تراكم المعرفة وإنتاجها، وزيادة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد، وكذلك زيادة الانتاجية، وتنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى رفع مستوى الكفاءة الادارية.
ونوه الجاسر إلى أن المملكة من أفضل وجهات الاستثمار في العالم لما تتمتع به من إمكانات ومزايا متعددة، مشيداً بتعافي وتحسن الاقتصاد الالماني في الربع الاول لهذا العام، مؤكداً على يقين أن الشراكة بين الجانبين ستشهد تحولاً بين البلدين في نموذج التنمية بالتركيز على الكفاءة والتعظيم على الاستفادة من الموارد الموجودة والتي ستمكننا من اكتشاف المزيد من الفرص والآفاق في التعاون فيما بيننا، معرباً عن أمله في أن يخرج الملتقى بالتحقيق كل ما فيه من نفع للبلدين الصديقين.
الجاسر: اقتصادنا من أفضل وجهات الاستثمار في العالم لما يتمتع به من إمكانات ومزايا
من جهة اخرى تناولت جلسات الملتقى عدد من النقاط المهمة فقد أكد ملتقى الاعمال السعودي الالماني في جلسة الأولى التي تناولت التنوع الصناعي وبدأت بفلم وثائقي حول مشاريع التنمية في المملكة وتناولت فرص التعاون بين الجانبين، كما ناقشت معوقات التأشيرات وطول الوقت للحصول على التراخيص والمشاريع.
تراخيص المشاريع الاستثمارية
واكد محافظ هيئة الاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان بأن الهيئة قامت بتقليص الوقت وإجراءات استخراج التراخيص المشاريع الاستثمارية خلال شهرين، وكذلك المستندات المطلوبة.
فيما تناولت الجلسة الثانية التي تضمنت النقل والبنية التحتية وتطور الاستثمارات الالمانية المتمثلة في المطارات والبنية التحتية، مشيرة إلى أنّ السوق السعودي جاذب للشركات الالمانية.
كفاءة الطاقة
كما تناولت الجلسة الثالثة كفاءة الطاقة، حيث قدم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والثروة المعدنية عرضاً عن الطاقة في المملكة تضمن انتاج المملكة من الطاقة، والاستهلاك والطلب على النفط محلياً وعالمياً، مؤكداً أن انتاج النفط سجل نمواً في المملكة منذ عام 1985م حتى الآن بنسبة 50%.
واشار سموه خلال الجلسة إلى التحديات التي تواجه التعاون مع المانيا وتتمثل في انخفاض أسعار الطاقة وانخفاض الوعي في استثمار الطاقة، مشيراً إلى أن هناك مجالان بمشاركة القطاع الخاص بجميع مراحل البرنامج يتعلقان بإستهلاك الطاقة في المباني والنقل، والصناعة.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن برنامج كفاءة الطاقة يحرك الاقتصاد السعودي ويوفر فرصاً للقطاع الخاص، مبيناً أن 70% من استهلاك الطاقة في المملكة تستهلك في أجهزة التكييف، فيما ينتج 55% من الطاقة في المانيا عبر الطاقة المتجددة.