افتتحت الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي مكتبا لها في دولة قطر كنقطة اتصال لجذب المستثمرين القطريين إلى تونس. وأقامت الوكالة التونسية احتفالا بفندق جراند هيريتج ، الليلة قبل الماضية بحضور مسؤولين ورجال أعمال قطريين ومسؤولي الوكالة وعدد من المهتمين بالاستثمار وذلك للتعريف بأهداف المكتب وفرص الاستثمار في تونس.
ويعد مكتب وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي في الدوحة أول مكتب للوكالة في العالم العربي حيث تمتلك 8 مكاتب أخرى حول العالم في كل من طوكيو وأنقرة ومدريد وميلانو وكولونيا ولندن وبروكسل وباريس.
يشار إلى أن الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار بالخارج هي هيئة حكومية أنشئت سنة 1995 وتشرف عليها وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسية وتعتبر المخاطب التونسي الوحيد للمستثمر الأجنبي.
العبيدي
وخلال حفل تدشين المكتب قال السيد خليل العبيدي مدير عام وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي إن العلاقات المميزة التي تربط دولة قطر بتونس كانت حافزا كبيرا لافتتاح مكتب للوكالة في الدوحة بما يساهم في مزيد تطوير هذه العلاقات خاصة على مستوى التبادل التجاري والاستثمار.
وأشار إلى أن مكتب الدوحة سيعمل على جذب المستثمرين القطريين للاستثمار في تونس وتعريفهم بمناخ الاستثمار هناك والحوافز التي تقدمها تونس للمستثمرين الأجانب من ناحية الأداءات التنافسية والمناخ المشجع.
وأوضح السيد العبيدي أن قطر تعتبر ثاني مستثمر عربي في تونس بقيمة استثمارات تبلغ 2004 ملايين دينار تونسي (الدينار يساوي حوالي 1 ريال قطري و92 درهما) حيث توفر المشاريع القطرية في تونس 864 موطن عمل.
كما تحدث عن أبرز القطاعات التي يستثمر فيها الأجانب في تونس (دون احتساب قطاع الطاقة) وهي قطاع الصناعات المعملية بنسبة 60 بالمائة تقريبا من مجمل الاستثمارات الخارجية ثم قطاع الخدمات بنسبة 39 بالمائة يليه قطاع السياحة بنسبة تتجاوز 8 بالمائة ثم الفلاحة بنسبة 1 بالمائة.
وأوضح أن قيمة الاستثمارات الأجنبية في تونس (دون احتساب الاستثمار في قطاع الطاقة) تتجاوز 18 ألفا و471 مليون دينار تونسي وذلك بتواجد 3162 شركة توفر حوالي 334 ألف موطن عمل.
كما استعرض السيد خليل العبيدي الحوافز التي تتيحها تونس للمستثمرين الأجانب ومنها منح استثمارية ومساهمة الدولة في مصاريف البنية الأساسية وتكفلها بنسبة من الأجور المدفوعة.
الصالحي
من جهته تحدث سعادة السيد صلاح الصالحي سفير الجمهورية التونسية بالدوحة عن عمق العلاقات التي تربط دولة قطر بتونس وقال إنها علاقة أخوة وصداقة عميقة الجذور وممتدة عبر الزمن وتتميز بالتعاون المتواصل الذي يزداد توسعا.
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت بشكل خاص منذ الثورة نموا مطردا ونسقا متسارعا شمل مختلف مجالات التعاون وهو ما يجسد الإرادة الصادقة لقيادة البلدين لمزيد الارتقاء بهذه العلاقات إلى أفضل المراتب.
ونوه في هذا الإطار بوقوف دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا إلى جانب تونس خلال مرحلتها الانتقالية وتقديمها شتى أشكال الدعم والمساندة للشعب التونسي مما كان له أفضل الأثر على العلاقات الثنائية حيث كانت قطر من الدول الأوائل التي أسهمت إسهاما ملموسا في عملية التنمية في البلاد.
ولفت إلى صندوق الصداقة القطري للشعب التونسي الذي تم إطلاقه سنة 2013 وكان بمثابة رسالة مودة وتضامن من الشعب القطري وقيادته الرشيدة إلى شباب تونس في مختلف مناطق الجمهورية من خلال مساعدتهم على بعث مشاريع وخلق مواطن شغل لفائدتهم.
وأوضح أن فتح مكتب للوكالة التونسية للاستثمار الخارجي بالدوحة كان قرارا في غاية الأهمية لإدراك القيادة في تونس أولوية دعم نسق الاستثمار بين البلدين خصوصا في هذه المرحلة من تاريخها ولوعيها بأن الاستثمار هو القاطرة الحقيقية للانتقال بالعلاقات بين تونس وقطر من التعاون إلى الشراكة في إطار المصلحة المتبادلة.
ودعا سعادته رجال الأعمال القطريين والشركات والمؤسسات إلى عدم التردد في التواصل مع مكتب الوكالة للاستفسار والتنسيق في كل الجوانب التي تتعلق بالاستثمار القطري في تونس.
المنستيري
من جانبها قالت السيدة ايناس المنستيري مديرة مكتب الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي في الدوحة إن المكتب سيعمل على تيسير وتنظيم زيارات الأعمال لفائدة المستثمرين واستقبالهم ومرافقتهم في تونس، إلى جانب التنسيق معهم لتقديم مختلف أنواع الدعم والتنسيق للتعرف على مجالات الاستثمار المجزية وتسهيل كافة الإجراءات أمامهم.