يتسابق مصدرو الغاز المسال والبتروكيماويات والصناعات التعدينية في العالم للحفاظ على مكانتهم في السوق العالمية، الأمر الذي يتطلب المضي باستمرار في تطوير البنى التحتية المتعلقة بهذا القطاع المتجدد تحسبا لمنافسة قوية في المستقبل، عبر رفع مستوى أعمال المقاولات الإنشائية لمصانع تلك الصناعات المتطورة، وتعد المملكة من بين الدول المهمة في الصناعات التحويلية، ودعا اقتصاديون ورجال أعمال في سياق ذلك إلى ضرورة صنع شراكات تكاملية مع الشريك الأجنبي المنفذ لمشاريع إنشاء مصانع الغاز والبتروكيماويات والصناعات التعدينية في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورأس الخير وغيرها، لضمان مستقبل تلك الصناعات.
ويشير الخبراء في هذا القطاع إلى التغير المستمر الذي يتسم به، والمنافسة الضارية التي تشهده الأسواق، فيما تصنع المملكة أكثر من 10% من حجم صناعات البتروكيماويات في العالم، كما تحتضن مجمع صدارة الذي يعد أكبر مجمع بتروكيماويات أنشئ دفعة واحدة في العالم.
البوعينين
من جهته، يرى المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن صنع الشراكات مع الشريك الأجنبي بات ضرورة من أجل التكامل، والفوز بنصيب جيد من منظومة المشاريع المستقبلية في المجال الصناعي، وقال لـ"الوطن" إن سوق المقاولات في السعودية تحتاج إلى رفع كفاءتها، بما يحقق التنافسية مع الشركات العالمية، ولكن هذه المرحلة لا يمكن حدوثها من دون تشكيل تكتلات تكاملية بهدف اندماج وفق معايير تنافسية.
ووضع البوعينين العتب على الجهات الحكومية التي تفتح الباب للشركات الأجنبية من دون أن تشترط أن يكون جزءا من منظومتها التشغيلية تحت الشركات الوطنية ما يساعد على نقل التقنيات ومساعدة هذه الشركات على تطوير قدراتها الإنشائية، والتنافسية المستقبلية، مضيفا أن العتب الأكبر على الشركات السعودية التي لم تطور من أدواتها، ولم تحاول أن تعقد شراكات مع الشريك الأجنبي.
وأضاف أن التكتل بهدف التكتل لن يساعد الشركات السعودية على تحقيق هدفها، ولكن الحل بخلق شراكات مع الشريك الأجنبي حتى وإن كانت بنسب ضئيلة، ففي السنوات القليلة المقبلة لن تكون المملكة قادرة على حجب المنافسات العالمية عن مشاريعها المحلية، بل إنها بدأت وفق المعايير العالمية بفتح السوق لبعض الشركات لأنها وجدت فيها القدرة على تنفيذ مشاريعها بكفاءة، في الوقت الذي يعاني فيه المقاول السعودي من التعثر لأسباب إدارية وتشغيلية وإنشائية.
الجبر
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لإحدى شركات المقاولات أحمد الجبر ضرورة تشكيل تكتل محلي تكاملي مع المقاول الأجنبي في تنفيذ وإنشاء مصانع الغاز والبتروكيماويات والصناعات التعدينية في كل من الجبيل وينبع ورأس الخير، مبينا أن المدن الصناعية للهيئة الملكية تشهد نهضة تنموية واعدة، بالتزامن مع نمو طردي في الإنشاءات في مجال البنية التحتية والسكنية والتجارية والسياحية، ما يجعل العمل دؤوبا في هذه المدن ويستوجب على الشركات المحلية تشكيل تكتلات عملاقة للتكامل مع المقاول الأجنبي في مشاريع "إنشاء المصانع" للغاز والبتروكيماويات والصناعات التعدينية التي يفوق استحواذه عليها أكثر من 90% منها، مطالبا المستثمرين السعوديين بالنظر إلى ذلك بجدية.
وأكد الجبر أن المدن الصناعية للهيئة الملكية واعدة جدا فهناك الجبيل2 ورأس الخير، وينبع 2 ومدينة وعد الشمال، وغيرها من المدن الاقتصادية والصناعية الأخرى في مناطق المملكة، ما يعني ضرورة التفكير الجاد في تشكيل هذا التكتل الإنشائي الضخم؛ نظرا لما يتطلبه الاستثمار في هذا المجال من رساميل ضخمة، وتقنيات عالية الجودة، والاستعانة بخبرات عالمية.