الجانب الاقتصادي في العلاقات القطرية البريطانية تشكل خلال العام الماضي 2014 ليكون أحد أكبر الدعامات في تقوية هذه العلاقات، فقطر تعتبر ثالث أكبر سوق لصادرات المملكة المتحدة إلى منطقة الخليج.
كما تأتي بريطانيا ضمن رابع أكبر مُصدّر إلى قطر، ولهذه العلاقات الاقتصادية شقين الأول منه حجم التبادل التجاري بين البلدين والثاني هو حجم الاستثمارات بينهما، فقد تسارعت الأشهر الأولى من عام 2014 لتحقق مزيداً من التقدم في مجال التبادل التجاري والاقتصادي بين قطر والمملكة المتحدة، فتقفز بمؤشر حجم التبادل التجاري بين البلدين ليسجل 5.3 مليار دولار، حيث بلغت قيمة صادرات قطر إلى بريطانيا 4.5 مليار دولار، معظمها في قطاع الطاقة والغاز الذي يمثل 98% من صادرات قطر إلى بريطانيا، وبلغت قيمة السلع البريطانية المُصدّرة إلى قطر ما يقرب من 2 مليار دولار.
أما من حيث أعمال الشركات بين البلدين فنري وجود ما يقرب من 470 شركة بريطانية تعمل بالتعاون مع شركات قطرية في قطر في جميع المجالات، إلى جانب 79 شركة بريطانية برأسمال بريطاني %100 تعمل في قطر، والي جانب التبادل التجاري بين قطر وبريطانيا هناك قطاع كبير ينمو تحت مظلة التبادل التجاري وهو قطاع الخدمات، فبريطانيا تعمل في هذا القطاع الخدمي في قطر منذ أكثر من 5 سنوات، خاصة في المجالات المصرفية والمالية والاستشارية والتأمينية وغيرها من القطاعات الخدمية التي تقدم في قطر، وقد بلغ عائد هذا القطاع أكثر من 500 مليون دولار.
نوع آخر من العلاقات
أمّا الشق الثاني للقطاع الاقتصادي في العلاقات القطرية البريطانية، فهو حجم الاستثمارات القائمة بين البلدين سواء المشتركة أو الفردية، ووفق تصريحات وزير الاقتصاد القطري سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني في المنتدى الاقتصادي القطري البريطاني الذي عقد في لندن خلال أكتوبر 2014 الماضي، فإن حجم الاستثمارات القطرية في بريطانيا يفوق 30 مليار جنيه إسترليني أي (48.3 مليار دولار)، والاستثمارات البريطانية تتعدد في قطر وأضخمها الاستثمار في مجال الطاقة والبترول، فمؤسسة "شل" للطاقة تعمل في قطر منذ سنوات عديدة في مجالات عده منها تسييل الغاز في منطقة "راس لفان"، ويصل حجم استثماراتها إلى 21 مليار دولار وهي من أكبر الاستثمارات الخارجية للشركة في العالم.
وخلال عام 2014 أقدمت هيئة الاستثمار والتجارة البريطانية على إعداد خطط جديدة لجذب مزيداً من المستثمرين القطريين للعمل في بريطانيا، لإنجاز مشاريع تجديد تصل قيمتها إلى 600 مليار ريال قطري.
وقدّمت الهيئة البريطانية مشروعات استثمارية إلى المستثمرين القطريين من بينها مشروع تطوير 27 مليون متر مربع وإنشاء 220 ألف منزل، حيث يستفيد المستثمرون القطريون من خلال الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية من خلال توفير كافة التسهيلات لإتمامه.
وهناك أيضاً مشروع ضخم تقوم به شركة "بارامونت" في ضواحي لندن يمتد علي مساحة 1.9 فدان وسيشتمل على مشروع ترفيهياً ضخماً ومستلزماته من ملاهي ومطاعم وفنادق وقاعات احتفالات ومراكز تجزئة ومسارح.
تايتانك كوارتر بلفاست
كما قدّمت الهيئة البريطانية للاستثمار والتجارة مشروع "تايتانك كوارتر بلفاست" على مساحة 300 فدان، بحجم استثمار يصل إلى 6 مليارات ريال قطري وسيضم المشروع فندق ومركز للخدمات المالية ومركز تجزئة ومقار لمؤسسات إعلامية وإنتاج أفلام ومكاتب تجارية، كما يضم أيضاً عدد من الشركات العالمية مثل شركة "سيتي" وشركة "آي بي ام" وشركة "ساب".
ووفق تصريحات السير "مايكل بير" رئيس المكتب الخاص بالاستثمار في مشاريع التجديد التابع للهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، فإن الهيئة البريطانية تسعي إلى استقطاب مزيد من المستثمرين القطريين للاستثمار في مشاريع التجديد في المملكة المتحدة والتي تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار ريال قطري.