في خطوة يعوّل عليها لفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد اللبناني في الخارج، اطلق امس من مقر غرفة بيروت وجبل لبنان مجلس الاعمال اللبناني – البرازيلي، والذي يضمّ نخبة من كبار رجال الاعمال اللبنانيين.
ويعول على هذا المجلس لوضع خارطة طريق لتوطيد أواصر التواصل والتعاون بين القطاع الخاص اللبناني ونظيره البرازيلي، بهدف زيادة التبادل التجاري وخلق شراكات عمل بين رجال الاعمال في كلا البلدين. كما انه مع دخول لبنان في الـ»ميركوسور» (تكتل اقتصادي يضم عددا من دول اميركا اللاتينية) فان انشاء هذا المجلس سيعطي القطاع الخاص اللبناني فرصة ذهبية لإقتحام أسواق هذه المنظمة، لما تمنحه للبنان من رزمة تسهيلات وإعفاءات جمركية.
حضر حفل حشد من رؤساء الهيئات الاقتصادية والفاعليات الرسمية والاقتصادية والنقابية ورجال الاعمال.
ويتألف المجلس من: ربيع افرام رئيساً، نسيب الجميّل نائباً للرئيس، والأعضاء: دونالد عبد، غسان عساف، جورج شهوان، وسيم ضاهر، رامي دنيال، بول إده، إسطفان حجي توما، يوسف حبيش، جاك كلاس، نجيب خوري، إيلي صعب، وليَم سعد، سركيس سركيس، رياض ساسين، وجبران طعمه.
تامر
بداية، ألقى نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر كلمة قال فيها «لا نخفي سراً، ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين ضعيفة، لا سيما على مستوى التبادل التجاري الذي لا يزال متواضعا، إلا ان هناك الكثير من المجالات والفرص الكبيرة التي يمكن ان تشكل محط اهتمام مشترك من قبل القطاع الخاص في لبنان والبرازيل، آملا من المجلس وضع خارطة طريق للإرتقاء بالعلاقات الاقتصادية الثنائية الى ما يجب ان تكون عليه، خصوصاً ان هذا البلد الصديق الذي بات اليوم قوة اقتصادية كبيرة يحسب حسابها على المستوى العالمي، يحتضن جالية لبنانية هي الاكبر بين جالياتنا حول العالم، وتتمتع بنفوذ سياسي وبموقع مميز في قلب اقتصاد البرازيل، ويجب ان نستفيد من كل هذه الخصائص لتحقيق مصلحة البلدين وشعبيهما.
الجميل
وقال الجميّل «إننا امام فرصة فريدة من نوعها، فهذا المجلس الذي يولد رسمياً اليوم يشكّل ضرورة لاعتبارات عدة، وفي مقدّمها خلق مساحات من التعاون مع بلد يحتضن جالية لبنانية يفوق عددها الـ10 ملايين شخص، لها وزنها وفعاليتها على المستويات كافة في البرازيل«. واضاف الجميل «اليوم نحن في بداية الطريق، والمطلوب الكثير من الجهد والعمل المتواصل والتعاون مع كل المعنيين والفاعلين في هذا الشأن، واجزم ان هذه المجموعة التي تشكل الجانب اللبناني من المجلس، قادرة على وضع خارطة طريق للإرتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البرازيل ولبنان الى افضل المستويات«.
فرارو
وكانت كلمة للقائم بالاعمال في السفارة البرازيلية في لبنان هنريكي فرارو، فأكد دعم بلاده لقيام هذا المجلس لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية. ولفت الى «وجود مجالات كثيرة من التعاون، خصوصاً ان البرازيل تمتلك طاقات كبيرة، كما ان لبنان يشكل بوابة المنطقة على المستوى الاقتصادي«. واوضح ان «انشاء هذا المجلس يفتح الباب واسعاً للإفادة من عملية انضمام لبنان الى منظمة «ميركوسور»، خصوصاً ان البرازيل ستستضيف اجتماعات «ميركوسور» في العام 2015«.
أفرام
وتحدث افرام، فقال «إن مجلس رجال الأعمال اللبناني – البرازيلي له دور اساسي وفاعل من حيث مساهمته في تنشيط العلاقات التجارية والإقتصادية بين لبنان والبرازيل من خلال انضمام لبنان إلى منظمة «ميركوسور» في أميركا اللاتينية وفي إشراكه بشكل خاص للـ»دياسبورا» اللبنانية البرازيلية القوية المؤثرة في حياة البرازيل الإقتصادية والسياسية والإجتماعية«، معتبرا أن «دخول لبنان في الـ»ميركوسور» سيعطي رجال الأعمال اللبنانيين فرصة ذهبية لإقتحام أسواقها ولا سيما سوق البرازيل التجاري والإستثماري وغيرها من الأسواق العالمية، إذ ستمنح لبنان رزمة من التسهيلات والإعفاءات الجمركية للتصدير إليها ومنها ما سيزيد من تعاملهم الاقتصادي والتجاري مع دولها المستقرة ذات الأسواق الكبيرة، كما يخفف المخاطر عن كاهل رجال الأعمال اللبنانيين نتيجة الوضع الاقليمي العربي الصعب. كما سيعطي للبرازيليين من خلال الـ»دياسبورا» اللبنانية أسواق دول الخليج وأفريقيا«.
حكيم
وألقى الياس حنكش كلمة وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، فقال «يواجه لبنان اليوم تحديات على الأصعدة كافة سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لم تسمح له بجني ثمرات العلاقات التي تجمع هذه الجالية بوطنهم لبنان. وتشكل هذه المبادرة أهمية كبيرة لما من شأنها تعميق العلاقات بين البلدين وتحريك العجلة الاقتصادية وتعزيز النمو«، معتبرا إنشاء هذا المجلس يبعث الأمل خصوصاً أنه يتكوّن من نخبة نذرت نفسها للاقتصاد اللبناني، من نخبة كانت وتبقى لها دور رائد في تطوير علاقات لبنان مع الخارج بشكل جدي وعملي وسريع لخبرتها في هذا المجال وبما يعود بالفائدة على الوطن واقتصاده«.
وأكد حكيم دعمه الكامل لهذه الخطوة، «خصوصاً أنها تتماشى مع خطوات ورؤية وزارة الاقتصاد والتجارة لتحفيز الديبلوماسية الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز ولوج المنتجات اللبنانية إلى الأسواق الخارجية وتعزيز التبادل التجاري«.
وقال «في هذا السياق، أجرينا الإتصالات مع المعنيين من الجانب البرازيلي للبحث في سبل تقوية العلاقات، كما عقدنا سلسلة اجتماعات بهدف البدء بمفاوضات تجارة حرة مع دول «ميركوسور» التي تحتل فيها البرازيل المرتبة الأولى لناحية التبادل التجاري مع لبنان«.