يصل القاهرة في بداية الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر المقبل وفد اقتصادي أمريكي كبير. يضم أصحاب وقيادات ومسئولين في حوالي 50 شركة من كبري الشركات الأمريكية. لبحث فرص الاستثمار وإقامة مشروعات جديدة في مصر. وذلك بالتنسيق بين غرفة التجارة الأمريكية في مصر ومجلس الأعمال المصري الأمريكي وغرفة التجارة الأمريكية في واشنطن.
تستمر زيارة الوفد 3 أيام. يلتقي خلالها بالمسئولين في الحكومة وأعضاء منظمات رجال الأعمال وجمعيات المستثمرين في مصر.
قال أنيس أكلمندوس رئيس غرفة التجارة الأمريكية في مصر. ان هذه الزيارة يتم الاعداد لها منذ 6 أشهر.
وتأتي ضمن الجهود التي تبذلها الغرفة للترويج للاستثمار في مصر. ومساندة الحكومة في جذب ودعوة رءوس الأموال الأجنبية لإقامة مشروعات جديدة والمساهمة في تنفيذ المشروعات القومية الكبري التي تم الإعلان عنها مثل مشروع تنمية منطقة قناة السويس. مشيراً إلي ان الوفد الأمريكي يضم شركات تعمل في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
أوضح أنّ الوفد الأمريكي يصل القاهرة في توقيت هام سواء علي المستوي السياسي أو المستوي الاقتصادي. وانه علي المستوي السياسي يصل الوفد في أعقاب الزيارة الممتازة والمثمرة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ونجاحه في تصحيح الصورة الخاطئة التي كانت متداولة في المجتمع الأمريكي حول حقيقة الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو.
أضاف أنّ الوفد يصل القاهرة أيضاً في ظروف صعبة تمر بها دول منطقة الشرق الأوسط سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو تونس. وبالتالي فهو يأتي للبحث عن الاستثمار في بلد مستقر وسط منطقة ملتهبة.
المستوى الاقتصادي
أما علي المستوي الاقتصادي فيصل الوفد الأمريكي في ظل تنفيذ الحكومة لبرنامج اصلاح اقتصادي يتضمن ترشيد الدعم وإعادة توزيع مخصصاته بصورة عادلة. وإعادة النظر في التشريعات المرتبطة بالنشاط الاقتصادي. وخاصة بالنسبة للمنظومة الضريبية. وهي الاجراءات التي لاقت ترحيباً كبيراً من جانب مؤسسات التقييم والتمويل العاملية. وأدت إلي تغيير تصنيف الاقتصاد المصري من درجة "سلبي" إلي درجة "مستقر".
أضاف ان زيادة الوفد الأمريكي تأتي أيضاً قبل انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادي المقرر عقده في شرم الشيخ في فبراير القادم. وتعول عليه الحكومة آمالاً كبيرة في دعوة المستثمرين من كل أنحاء العالم للاستثمار في مصر والمشاركة في عملية التنمية الشاملة. وليكون نقطة انطلاق هامة للاقتصاد المصري في الفترة القادمة.
وحول تقييم رجال الاعمال الأمريكيين للأوضاع في مصر حالياً. قال أكلمندوس ان هناك تغييراً كبيراً في موقف المجتمع الأمريكي من ثورة 30 يونيو. وان الدبلوماسية المصرية والزيارات التي قامت بها الغرفة والوزراء إلي الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية. كان لها دور كبير في تصحيح المفاهيم. مشيراً إلي ان الغرفة لجأت إلي مخاطبة المجتمع الأمريكي باللغة التي يفهمونها. حيث تم توزيع نماذج للنجاحات التي حققتها الشركات الأمريكية العاملة في مصر بلسان مديري وقيادات هذه الشركات.
أضاف أنّ اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي في نيويورك وخاصة مع رموز السياسة الخارجية الامريكية مثل وزيري الخارجية السابقين مادلين أولبرايت وهنري كيسنجر. ومستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق برنت سكوكروفت. كانت مثمرة وممتازة ونجحت في ازابة الجليد بين البلدين. وكان لها آثار ايجابية لدي المجتمع ورجال الأعمال الأمريكيين الذين توالت استفساراتهم عن الأوضاع الأمنية وفرص الاستثمار وإقامة المشروعات الاستثمارية في مصر.
أكد أنّ استقرار الأمن وإعادة الهدوء للشارع المصري هو أهم عناصر جذب الاستثمارات الأجنبية ورءوس الأموال لمصر. وانه يجب التعامل بجدية لوقف العنف في الجامعات. وعدم التهوين أو التهويل لهذه الأحداث في وسائل الإعلام. والتي تعد النافذة التي يطل منها المستثمر الأجنبي علي المجتمع المصري والأوضاع في البلاد.