توقع تقرير اقتصادي تدفقا كبيرا للاستثمارات الأجنبية في قطاع التغذية نتيجة لفتح السوق أمام المستثمرين الأجانب، لافتا إلى أن قطاع التغذية سيكون من أهم المستفيدين من هذه الخطوة نتيجة لقوة توقعات الاقتصاد الكلي وارتفاع الدخل القابل للصرف وتنامي عدد السكان. وتوقع تقرير لشركة الأهلي كابيتال المالية أن تخفض هذه الخطوة من علاوة مخاطر السوق السعودي، مما ينتج عنه إعادة تقييم للسوق إجمالا وتوسعا في مكررات الشركات، التي تجاوزت في بعض الشركات أكثر من 27 ضعفا.
وتوقع التقرير استمرار النمو في قطاع الأغذية، لاسيما في شركتي صافولا والمراعي مدفوعا بمكررات الربحية العالية ونمو الاستهلاك. وأبقى التقرير على زيادة الوزن النسبي لسهم صافولا بسعر مستهدف يصل إلى 95 ريالا نتيجة توسع الأحجام والهوامش في قطاع التجزئة، كما تطرق أيضًا إلى ارتفاع الطاقة الإنتاجية في الشركة والتخلص من الأعمال غير الأساسية، التي تمثل أعباء مالية غير مهمة بالدرجة الأولى. وتطرق التقرير إلى شركة المراعي فلفت إلى البقاء على الحياد بالنسبة إلى السهم بسعر مستهدف يصل إلى 71 ريالا، إلا أنه توقع من جهة أخرى تحسنا ملحوظا في الفترة المقبلة استنادا إلى الأداء الجيد، الذي يحققه قطاع الدواجن وانخفاض في أسعار بعض المواد اللازمة كمدخلات إنتاج.. وخلص التقرير فيما يتعلق بالتحديات فأوجزها في تغير أسعار العملة وتقلبات أسعار السلع الأساسية من وقت إلى آخر.
ويشهد القطاع الغذائي المقدر حجمه بنحو 70 مليار دولار طفرة كبيرة أدت إلى دخول منتجين جدد خلال الفترة الماضية، حيث ينظر لقطاع الأغذية والمشروبات السعودي سريع التوسع كمنجم للفرص، لاسيما مع تنامي أعداد السكان وارتفاع الإنفاق الاستهلاكي وازدياد استثمارات القطاع العام بمراكز التسوق الجديدة والمطاعم والفنادق.
وتمثل مبيعات المواد الغذائية في المملكة ما يقرب من نصف سوق التجزئة المحلي، مع تزايد استهلاك المواد الغذائية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.6 بالمائة بين العامين 2012 و2017.
ورغم كون المملكة العربية السعودية أكبر سوق للأغذية والمشروبات في دول الخليج، فإنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الواردات لتلبية احتياجاتها الاستهلاكية المتزايدة.
وبحسب تقرير آخر لشركة «آلبن كابيتال» حول الصناعات الغذائية في دول مجلس التعاون الخليجي للعام 2013، تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مستهلك للغذاء في دول المجلس، وسوف تمثل بحلول العام 2017، 59% من الاستهلاك الغذائي في المنطقة بنحو 29 مليون طن.. وبالإضافة إلى هذا النمو القوي، فإنّ التغيّر في توجهات المستهلكين والعوامل الديموغرافية يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة شهية السوق السعودية للنكهات العالمية.
وتضع شركات الأغذية والمشروبات في جميع أنحاء المنطقة والعالم سوق المملكة العربية السعودية في حسبانها عندما يتعلق الأمر بتطوير الأعمال، وكثير منها يسعى للتنويع، سواء جغرافيًا أو لجهة المنتجات، تلبية للمتطلبات المحددة لهذه السوق.. ومن المتوقع خلال الأشهر والسنوات المقبلة، أن تمرّ المملكة بفترة نمو وزيادة في الاستثمارات، في وقت تتهافت فيه الشركات على هذه السوق المربحة للاستفادة منها.