أكد سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة ارتفاع حجم الاستثمارات القطرية الألمانية في المرحلة المقبلة بمعدلات متسارعة.. مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية زاد في عام 2013 بنسبة 12.5% عن عام 2012، ما يعكس النمو المستمر في حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
جاء ذلك في كلمة أدلى بها سعادة وزير الاقتصاد والتجارة خلال افتتاح فعاليات جلسات المنتدى الاقتصادي القطري الألماني الذي عقد أمس بالعاصمة الألمانية برلين بتنظيم من وزارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع غرفة قطر ووزارة الخارجية وسفارة دولة قطر في برلين، وشارك في فعاليات المنتدى الاقتصادي القطري الألماني عدد من رؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية ورؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات القطرية بالإضافة إلى عدد من المستثمرين ورجل أعمال من الجانبين.
وناقش المنتدى في جلساته الثلاث موضوعات منها: تحديات قطر في قطاع الطاقة والفرص المتاحة للمشاريع والاستثمارات المشتركة، والتعاون في البحث والتطوير والابتكار وعرض برنامج الاستثمار لكأس العالم 2022 – (تحديات تنفيذ البرامج وفرص التعاون المتاحة لألمانيا للاستثمار في قطر) وصناديق الاستثمار السيادية والفرص الاستثمارية.
شراكة جريئة
وعبّر سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة من خلال كلمته عن اعتزازه بهذا المنتدى الذي يهدف إلى وضع لبنة جديدة في صرح الشراكة الكبيرة والفاعلة التي تشمل كل القطاعات ذات الطابع الحيوي في إطار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وأكد سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني على عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجمهورية الألمانية الاتحادية، والتي شكّلت البداية لعلاقات صداقة وتعاون متينة ومتطورة وهي علاقات راسخة وقوية وتتميز بتاريخ طويل من التفاهمات في كافة المجالات. حيث تعد دولة قطر أحد المراكز المتقدمة للاستثمارات الألمانية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مستشهدًا "بأن دولة قطر استقبلت مزيدًا من الاستثمارات الألمانية، حيث بلغ عدد الشركات الألمانية النشطة 27 شركة برأس مال مملوك بنسبة 100% للشركات الألمانية، فضلاً عن 112 شركة أخرى برأسمال قطري ألماني مشترك وتعمل في مجال تطوير السكك الحديدية والتجارة والمقاولات والخدامات والاتصالات والطرق والبنية التحتية والأجهزة والمعدات الطبية وغيرها من المجالات المختلفة، بالإضافة إلى ذلك هناك استثمارات ألمانية في شركات قطرية، مثل قطر لتقنيات الطاقة الشمسية (كيوس تك) وشركة كلارينت قطر، وأشار سعادته إلى الاستثمارات القطرية في الجمهورية الألمانية التي تغطي العديد من مجالات النشاط الاقتصادي، على سبيل المثال لا الحصر تمتلك الشركات القطرية نسبًا مختلفة من أسهم شركات مثل فولكس واجن وشركة هوشتيف وشركة سيمنس، إلى جانب العديد من العمليات التشغيلية بالإضافة إلى المحافظ الاستثمارية في المجال العقاري.
وتوقع سعادته أن يرتفع حجم الاستثمارات القطرية في المرحلة المقبلة في ألمانيا بمعدلات متسارعة، مرحبًا في الوقت نفسه بالمزيد من الاستثمارات الألمانية لدخول السوق القطرية والفوز بنصيب من الفرص المتاحة التي يوفرها الاقتصاد القطري، مؤكدًا أن دولة قطر تعمل على بناء شراكة مستدامه وعلاقات اقتصادية مستقبلية مع الجمهورية الألمانية، وتوظف استثمارات مباشرة على المدى البعيد، بحيث تشكل وسيلة لتعزيز وتمتين العلاقات بين البلدين وبهدف تحقيق مستوى أعلى من التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعبين القطري والألماني.
وبعد استعراض الإنجازات والاستثمارات الضخمة توجّه سعادته في ختام كلمته قائلاً: "إننا نتطلع إلى فتح آفاق واسعة لمزيد من التعاون في إطار هذه الشراكة الجريئة والبنّاءة بهدف خلق العديد من الفرص وتحقيق مزيد من التعاون خاصة في مجالات التكنولوجيا والمعارف والتأهيل والبحث العلمي، وهنا أشدّد على أهمية التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين البلدين في العديد من المجالات التي لا نزال نعمل على تطويرها والارتقاء بها، داعيًا إلى تضافر جهود الجانبين القطري والألماني، في القطاعين العام والخاص، لدخول مرحلة جديدة من التعاون المثمر والبنّاء مستندين على الثقة والشفافية المتبادلة بما يحقق الخير للجميع.