تعرّف فعاليات الأعمال (Business Events) بأنها مناسبات (أحداث) يتم تنظيمها بهدف محدد يتم جمع الناس في موقع وزمان واحد، ولأغراض محددة مثل: التواصل، التعلم، التدريب، تبادل الخبرات، تسويق المنتجات والخدمات، تقديم الأبحاث، والتكريم. كما تعرَف أيضاً بـ"صناعة الإجتماعات" (Meetings Industry) ، وهو مصطلح متعارف عليه في أمريكا وأوروبا وأستراليا، أي الصناعة المرتبطة بشكل مباشر بقطاع المعارض والمؤتمرات والاجتماعات. وتعرف أيضاً بـ"سياحة الاعمال" (Business Tourism) حسب منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأنها الرحلات لغرض حضور المعارض والمؤتمرات والإجتماعات.
كما تعد صناعة الإجتماعات من أهم الأدوات الاقتصادية. وقد اهتمت الدول بها اهتماما خاصاً لتنميتها، فاستحدثت الجمعيات والمنظمات ومراكز الأبحاث المتخصصة، وازدادت الاستثمارات في المنشآت والشركات المنظمة والموردة لها، وتنامى عدد العاملين فيها، حتى أصبحت صناعة لها كيانها، ومصدراً اقتصادياً مهماً، مع توفر جهات خاصة تستفيد منها وجهات حكومية تشرف عليها وتعمل على تطويرها ودعمها.
كذلك تُشكل صناعة الإجتماعات عنصراً مهماً في النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي، وجزءاً أساسياً في نقل المعلومات وانتشار المعرفة والممارسات المهنية، وعاملا رئيسا في بناء التفاهم والعلاقات بين الدول والثقافات والحضارات.
ويمكن تلخيص الفوائد الاقتصادية لقطاع المعارض والمؤتمرات في ما يلي:
التوظيف
يعد قطاع المعارض والمؤتمرات مولداً كبيراً للوظائف الدائمة والمؤقتة، العاملة في مجال توريد الفعاليات وتنظيمها وإدارتها، كذلك الخدمات المصاحبة لها.
الآثار الاقتصادية المباشرة
تتركّز أهميّة قطاع المعارض والخدمات على الاقتصاد، من خلال التبادل التجاري والمعرفي والصفقات التي تعقد خلال المعارض والمؤتمرات، كذلك إيرادات الجهات المالكة، والموردة، والمنظمة للمعارض والمؤتمرات. هذا فضلاُ عن تسويق المنتجات وزيادة الأنشطة الدعائية، ومصاريف الزوار الدوليين على السكن، المواصلات، والخدمات السياحية.
ونظراً لأهميّة هذا القطاع، نشهد زيادة استثمار الدول فيه، من خلال إنشاء مدن ومراكز، مرافق المعارض والمؤتمرات، شركات إدارة مراكز المعارض والمؤتمرات، شركات تنظيم الفعاليات، المؤسسات الموردة للفعاليات، وشركات إدارة الوجهات.
الآثار الاقتصادية غير المباشرة
من ناحية أخرى، ينتج عن تفعيل قطاع المعارض والمؤتمرات آثاراً اقتصاديّة إيجابيّة، تسهم في خلق حركة حيويّة في قطاعات عدّة، كما تسهم في مساندة التنمية الحضارية وتطوير البنية التحتية. هذا إضافة إلى الفوائد التي تطال المزارعين، أصحاب المصانع، وموردي الخدمات. كذلك يتم إبراز الفرص الاستثمارية وتحفيزها في الوجهة المقام فيها المعرض أو المؤتمر.
ويقوم الزوار، من خلال هذه المعارض، بإنفاق المال على الخدمات العامة الأساسيّة مثل: الكهرباء، الماء، الإتصالات، ووقود للسيارات. كذلك ينفقون على المطاعم، المقاهي، التسوق، وشراء الهدايا.
الآثار السياحية
هناك ارتباط كبير بين قطاع المعارض والمؤتمرات وصناعة السياحة وبخاصة الفنادق، منظمي الرحلات، ووكالات السفر، وغيرها من الأنشطة والمهن السياحية، وتأثير كل منهما على الآخر. حيث تضم الفنادق أكثر قاعات المؤتمرات، ويقيم المشاركون فيها. وتقوم الكثير من الدول بربط استراتيجياتها السياحيّة باستراتيجيات تنمية قطاع المعارض والمؤتمرات فيها.
الآثار الثقافية
يؤدّي قطاع المعارض والمؤتمرات دوراً محورياً في جلب الخبراء وتوطين المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم والخبرات الجديدة والممارسات المهنية المطورة. ويُشكل هذا القطاع عنصراً رئيساً من الاقتصاد القائم على المعرفة، بوصفه وسيلة لتطوير قطاعات الأعمال والمجتمعات المهنية والأكاديمية.
الآثار الاجتماعية
تعد المعارض والمؤتمرات بيئة خصبة لمشاركة المجتمع، وبالأخص تنمية التواصل والترابط بالمجتمع المحلي، والمجتمعات ذات المصالح المشتركة، وبالتالي تنمية رأس المال الاجتماعي. حيث يعد رأس المال الاجتماعي مثل غيره من أشكال رأس المال. فهو يشكل أحد الأصول التي يمكن استخدامها، فقد تزداد وقد تنضب، وليس من السهل استبدالها أو تعويضها.