تستعدّ مدينة أربيل في إقليم كوردستان العراق التي تتمتع بالأمن والاستقرار لإستقبال مشاريع تنموية ضخمة، ولعلّ أضخمها، مشروع "إمباير سيتي" الذي سيحول المدينة حين يُنجز بحلول عام 2017 الى دبي مصغرة.
مشاريع عملاقة
وتطرز الرافعات العملاقة اليوم سماء أربيل البالغ عدد سكانها 1.3 مليون، في مؤشر على تنفيذ مشاريع عملاقة ستغيّر معالمها جذريًا.
ومن أكبر هذه المشاريع مشروع "إمباير سيتي" الذي سيحول اربيل حين يُنجز بحلول عام 2017 الى دبي مصغرة. ويهدف المشروع الذي تنفذه شركة امباير وورلد العراقية الى بناء عشرات العمارات السكنية، العديد منها يرتفع اكثر من 30 طابقًا، و300 فيلا على أكثر من 13 مليون قدم مربع بكلفة 2.3 مليار دولار، بحسب تمارا برليز مديرة تطوير الأعمال في شركة امباير وورلد.
إمباير سيتي
وقالت برليز لصحيفة نيويورك تايمز إن شركات ماراثون وشيفرون وتوتال وهانت وشركات نفطية أخرى وقّعت عقودًا للعمل في إمباير سيتي.
ولكن مشروع امباير العملاق مثال واحد على حملة أطلقتها القيادة الكردية لتحويل اربيل الى ملاذ آمن للشركات الغربية في بلد ابتلى بالعنف والأزمات والصراعات بين قواه السياسية في المنطقة الخضراء. واقترن بتزايد اقبال الشركات على اقليم كردستان توسع كبير في قطاع الفنادق.
فنادق فخمة
وعلى سبيل المثال، إن ماريوت وهي أول سلسلة فنادق اميركية في اربيل التحقت بمشروع امباير العملاق وستفتح فندقًا في عام 2015.
كما تخطط بيست ويسترن وكمبنسكي وهلتون وشركات عالمية أخرى لفتح فنادق في اربيل، حيث سبقتها شركتا روتانا الاماراتية وديوان التركية اللتان تديران فنادق فاخرة قبالة موقع امباير ستي.
وقالت برليز التي تحمل الجنسية الكندية إن المنطقة الكردية منطقة آمنة حتى للمرأة التي تقود سيارة مثلها واصفة مشروع امباير ستي بأنه "مدينة داخل مدينة".
وجهة للطيران
وأكد اندرو جونز المستشار التجاري لمطار اربيل الدولي أن شركات الطيران زادت رحلاتها الى المدينة. وقال جونز الذي انتقل من بلده بريطانيا الى اقليم كردستان منذ عام 2010 إن 23 شركة طيران ربطت اربيل بـ15 بلدًا.
مشاكل الموظفين المهرة
ومع النمو الاقتصادي المتسارع في اقليم كردستان أخذت الشركات تواجه مشاكل في تشغيل الأيدي العاملة المطلوبة.
وقال حال ميران وهو كردي نشأ في بريطانيا ويعمل منذ عام 2010 مديرًا لشركة أم سيلكت للتوظيف في اربيل إن شركته تلاقي صعوبة في إيجاد فنيين ماهرين.
واوضح ميران قائلاً لصحيفة نيويورك تايمز "أن هذا متوقع بعد كل ما مرت به المنطقة. ففي زمن صدام لم يكن مسموحًا للأكراد بالعمل في الصناعة النفطية، وبالتالي لم تكن هذه المهارات جزءاً من الثقافة العامة".
وأكد ميران أن اكبر الشركات المتعاملة مع شركته هي اكسون موبل وشيفرون وستاندرد تشارترد وشركة لافارج الفرنسية لصناعة الاسمنت وشركات عالمية أخرى تعمل في القطاع التجاري والانشاءات.
فرصة لصغار المستثمرين
وتوفر اربيل فرص عمل حتى لصغار المستثمرين. وعلى سبيل المثال، إن خوليو دومار جاء من كولومبيا في اميركا اللاتينية الى اقليم كردستان حيث أنشأ شركة لاستيراد القهوة منذ عام 2010.
وقال دوما "أنا من بلد معروف بزراعة البن وأفضل منتوج لدينا هو البن". وأوضح دومار أنه يعمل في اربيل ومدينة البصرة ايضًا جنوبي العراق ولكن ليس في بغداد مؤكدًا أن افضلية اربيل هي "الأمن والأمان".
وقال جريمي اوليفر وهو اميركي يعمل مستشارًا امنيًا لمجموعة زاغروس ويعيش في اربيل منذ عام 2009 إن الوضع في اربيل عاد الى حالته الطبيعية منذ الهجوم على المقر الأمني في ايلول/سبتمبر "وأن الجميع يشعرون مجددًا بالأمان".