إحتفل مجلس قطر للأبنية الخضراء، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، ومجموعة بروة العقارية، بالافتتاح الرسمي لأول مشروع فيلا «باسيف هاوس» موفرة للطاقة في قطر، في نقلة نوعية في قطاع الإنشاءات في قطر والمنطقة.
علامة فارقة
وقال المهندس عيسى المهندي، رئيس مجلس إدارة مجلس قطر للأبنية الخضراء، رئيس الهيئة العامة للسياحة في قطر: «يشكل هذا اليوم علامة فارقة في مجال الإنشاءات في دولة قطر، فنجاح هذه الشراكة بيننا وبين كهرماء ومجموعة بروة العقارية يدل على ما يمكن تحقيقه بوجود رؤية واضحة، وعمل جماعي متكامل، وإرادة لتغيير بصمة قطر الكربونية».
وأضاف المهندي: «مع افتتاح مشروع «بيتنا» فإننا نمهد الطريق لمستقبل مستدام لأجيال المستقبل، ومن خلال الحفاظ على موارد الطاقة في الدولة، كما نساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية الرامية لتحويل اقتصاد دولة قطر إلى اقتصاد قائم على المعرفة».
وأشار إلى أنه قد تم بناء فيلتين متطابقتين تبلغ مساحة كل منهما 225 متراً مربعاً في مدينة بروة، لدراسة مدى مواءمة المعايير التصميمية لما يعرف بـ «الباسيف هاوس» لطقس قطر الصحراوي. وتم تصميم الفيلا بطابع حديث ومريح، بينما تستهلك طاقة ومياه أقل بنسبة %50، مع انخفاض كبير في آثار البصمة الكربونية.
تجسيد الخطط
من جانبه، قال المهندس أحمد العبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بروة العقارية: «نرى اليوم خططنا الطموحة تتحقق على أرض الواقع، ويملؤنا التفاؤل بالنجاح الذي استطعنا تحقيقه حتى الآن بالتعاون مع جميع شركائنا في بناء أول مشروع «باسيف هاوس» في قطر «بيتنا»، هذه التجربة الفريدة التي ستقود فيما بعد ثورة في مجال الأبنية الخضراء على مستوى القطاع العقاري في قطر».
وأضاف العبدالله: «تجسد هذه التجربة استراتيجية بروة البيئية المستوحاة من رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تدعو إلى التنمية المستدامة, ليس فقط فيما يتعلق بمعايير البناء والتشييد, وإنما في كل ممارسات حياتنا اليومية، ونشكر جميع المدعوين والحاضرين، ونتوجه بالامتنان والتقدير لهؤلاء ممن أسهموا في بناء «بيتنا». أما الآن فسوف تتكاتف جميع هذه الخبرات والجهود لبدء عمليات متابعة المشروع وتأثيراته البيئية».
الساكن الأول
بدوره قال محمود صخيري, أول ساكن في فيلا «باسيف هاوس» في دولة قطر ضمن مشروع «بيتنا» في مدينة بروة, والذي يعمل مستشارا تجاريا بالسفارة الأميركية إن تجربة السكن في فيلا خضراء تعد فرصة فريدة من نوعها, خاصة أنها أول فيلا في قطر يتم تصميمها وإنشائها طبقا للمعايير الخضراء.
وأضاف: «عندما عرضت علي الفكرة بالسكن في أول فيلا خضراء في قطر لم أتردد واتخذت قرارا فوريا, خاصة أن كل الشروط الخاصة بالسكن متوفرة في أسرتي».
وأشار إلى تجربته الخاصة بالسكن في المساكن الخضراء قائلا: «عشت في باسيف هاوس لفترة قصيرة, ولكنها كانت مشجعة, وهناك فرق كبير بينها وبين المباني الأخرى أنها قليلة الاستهلاك في الطاقة, وهذه المباني موجودة في ألمانيا بكثرة, ومن يسكن بها يشعر بنوع من الراحة والاستمتاع.
معايير
وأوضح أن تطبيق معايير المباني الخضراء من شأنها تحقيق توفير إضافي يقدر بحوالي %15 للكهرباء و%20 للماء من إجمالي استهلاك المباني، علاوة على المميزات الأخرى التي توفرها المواصفات مثل البيئة الداخلية الصحية، وتدوير المواد والنفايات وغيرها. وأشار إلى أن سعر إيجار مبنى «الباسيف هاوس» لا يزيد على نظيره من المنازل الأخرى، وبالتالي فهناك فرق من حيث التكلفة والراحة.
زوجة الساكن
من جانبها أكدت زوجته سماح الخطيب بأهمية البيئة لضمان حياة مستقرة للأجيال القادمة وتربيتها على هذه المبادئ البسيطة, وأن نكون أصدقاء للبيئة ونوفر الطاقة، وأن نكون أكثر قربا من كل ما هو طبيعي, خاصة أن الحياة أصبحت معقدة, وابتعدنا كثيرا عن الأمور الطبيعية, وهو ما تسبب في كثير من المشاكل، ومن هذا المنطلق اتخذنا قرارا فوريا بالسكن, ونعتبر أنفسنا محظوظين, خاصة أننا نعيش في بلد عربي. وحول توجه بروة لبناء مساكن خضراء صديقة للبيئة قالت: «أشجع هذا التوجه, خاصة أن منطقة الخليج بشكل عام من المناطق التي تتمتع بثروة هائلة من الطاقة الشمسية التي يجب استغلالها الاستغلال الأمثل واستخدامها, بدلا من عناصر الطاقة الأخرى التي تسبب أضرارا بالبيئة، ويفترض استغلالها لأبعد حد ممكن، ونتمنى أن تكون هذه التجربة بداية موفقة لمزيد من المشاريع التي تعتمد معايير البناء الأخضر كنموذج في المستقبل».
وطالبت بإلزام الجميع بالتقيد بأقل مواصفات المباني الخضراء مثل العزل الحراري وتقنية الفتح والإقفال لأنظمة التكييف والإنارة, بواسطة خلايا وحساسات أوتوماتيكية, والبحث عن البدائل الحديثة والصديقة للبيئة قبل أن نضطر إلى استيرادها.
الكلف
يشار إلى أن مشروع «بيتنا»، نجح في خفض التكاليف الإضافية في بناء فيلا «باسيف هاوس» الذي بدأ العمل بتشييدها في أغسطس 2012، كي لا تتعدى أكثر من %16 من تكلفة بناء الفيلا التقليدية. علما بأن هدف المشروع الأساسي كان الوصول لتكلفة إنشائية لا تزيد عن تلك الخاصة بالفلل التقليدية بنسبة تتراوح بين 15 و%20.
وتبدأ الآن الفترة التجريبية المحددة بستة أشهر، لاختبار أداء الفلل الجديدة وقدراتها التشغيلية دون أن يشغلها أحد. وبعد انتهاء هذه الفترة سيتم اختيار عائلتين متماثلتين في عدد الأفراد بحيث تشغل كل واحدة منهما إحدى الفلتين. وعلى مدى عام كامل سوف تجري مراقبة العائلتين، وذلك لمتابعة كيفية سير حياتهم اليومية, ومدى استفادتهم من التطبيقات الصديقة للبيئة خلال إقامتهم في الفلل. ويتوقع أن تنتقل العائلتان للسكن في الفلل النموذجية المؤلفة من 3 غرف نوم في أواخر العام 2013.
بحوث البناء المستدام
وفي إطار مساهمته بدعم بحوث البناء المستدام في المنطقة، يساهم مشروع «بيتنا» في تأسيس منصة للدراسات المقارنة في مجال التكنولوجيا المتطورة والممارسات المستدامة في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية، وإنشاء أنظمة ري بديلة، ومحطات محلية لإعادة تدوير المياه، إلى جانب إنشاء مناظر طبيعية مستدامة، باستخدام الأشجار والنباتات المحلية.
يشار إلى أن مجلس قطر للأبنية الخضراء مع مجموعة بروة العقارية وكهرماء أسسا لجنة شراكة علمية متخصصة للمشروع، وذلك بغرض التأكد من تطبيق أعلى المعايير العلمية لجميع الأعمال التجريبية, وكذلك نشر النتائج العلمية المحصلة من المشروع بشكل واسع.
مشاركة واسعة
يشارك في مبادرة مشروع «بيتنا» نخبة من الشركات الرائدة في دولة قطر ومنظمات علمية ومؤسسات مختلفة, وهي: وزارة البلدية والتخطيط العمراني، جورد، جي أي إنيرجي، جامعة تكساس أيه أند أم في قطر، سيمنز، أي بي أس، شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية، قطر لإدارة المشاريع، إيكوم، بلفنجر بيرجير، إيميك قطر، النخيل، إي تي آي ستار، شابورجي بولونجي، شركة وصيف، مجموعة أبريوري، ريد دوت للأفلام، كيو دي آر جي، إعمار، شركة سميت، دوموبان، جلف كونتراكتنج، تيران بوليبايبس جلف، دايكن مكواي الشرق الأوسط، ألومكو، البِنا، مجموعة جيرسي، تدمر، أف تي سي قطر، سي تي بي آي، تكنوكيو، ثري دي أس، خزانة، شركة جازوي وشركائه في قطر، دون لمواد البناء، إيديل ستاندرد إنترناشيونال، سبيشالتيس قطر، مجموعة المفتاح، كيو بي بي سي، هنتر دوجلاس، إنوفيشنز أنليميتيد الشرق الأوسط، دوحة إكستراكو، بي جي تو جلوبال قطر، باركيتي بوزجاج، سي أم سي، بريميير، همبل، ميل هيل، أفيردا قطر، وبن عمران للتجارة والمقاولات.
© Al Arab 2013