وسط حضور ديبلوماسي وإقتصادي رفيع، شهد مقرّ غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان في الصنائع الإعلان عن الدورة التاسعة عشرة من المعرض التجاري الدولي لمواد ومعدات وتقنيات البناء في لبنان والشرق الأوسط، Project Lebanon 2014، الذي تنظّمه الشركة الدولية للمعارض (IFP Group) تحت رعاية معالي وزير الطاقة والمياه، الأستاذ آرثور نظاريان، في مركز "بيال" للمعارض في وسط بيروت بين 3 و 6 حزيران المقبل، بمشاركة أكثر من 400 شركة محليّة وإقليمية ودوليّة من حوالي 20 دولة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الشركة ضمّ إلى رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام، ألبير عون، كلاً من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، ورئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، محمد شقير، ومدير مكتب الوكالة الفرنسية لتنمية التجارة الدولية (UBI France) في بيروت، هنري كاستوريس، ومديرة المفوضية التجارية الإيطالية (ITA)، مارينا جياغراندي، والملحقة الإقتصادية والتجارية في السفارة البلجيكية، ندى عبد الرحيم، ورئيس المكتب التجاري في السفارة المصرية، سعد الشيخ.
كما حضر المؤتمر كل من الملحقة التجارية في السفارة الفرنسية، ماري معماري، والسكريتيرة الأولى للشؤون الإقتصادية والتجارية في السفارة الإيطالية، بالما دي أمبروسيو، ورئيسة قسم التعاون والتنمية الإقتصادية في السفارة الألمانية، حنان عبد الرضا، والمستشار في السفارة السويسرية، بوريس ريتشارد، والمستشار الإقتصادي والتجاري في السفارة الأسبانية، ريكاردو فيرنانديز كالفو، والسيّدة كاتالينا صوان غوزمان من القسم الإقتصادي في السفارة الأسبانية، ومستشار الشؤون اللبنانية في الممثليّة النمساوية، سايد كرم، والسكريتير التجاري في السفارة التركية في بيروت، إيلي رعيدي، والمستشار التجاري في السفارة الإيرانية، مير شاه ولايتي، وعدد من ممثّلي البعثات التجارية للدول المشاركة في المعرض.
شقير
ورحّب شقير بالمشاركين في المؤتمر في مقرّ الغرفة، معرباً عن سعادته بالمناسبة، لكونها "تعدّ تعبيراً عن إستمرارية خيار دعم المعرض الذي إتخذته الغرفة منذ 19 عاماً، والذي عاد على قطاع البناء، بل والإقتصاد اللبناني ككل بفائدة لا يمكن تجاهلها"، لافتاً إلى أنّ "لبنان بفضل موقعه الجغرافي وطبيعة إقتصاده الحر ووفرة الموارد البشرية يشكل موقعاً مميزاً لإستضافة هذا النوع من الفعاليّات التجاريّة."
وأشار شقير إلى أن "الشركات اللبنانية قد إكتسبت سمعة عالمية وقدرة راسخة على تنفيذ المشاريع الكبرى وبجودة عالية، ما سمح للشركات اللبنانية المعنية في قطاع البناء والعمران أن توسع نشاطاتها إلى دول المنطقة، الأمر الذي يوفّر للشركات الأجنبيّة المشاركة في المعرض فرصة كبيرة للدخول إلى الأسواق العربية من خلال التواصل مع الشركات اللبنانية."
عون
من جهته، أكّد عون أنّه ورغم الظروف المحيطة، "لا يزال الإقتصاد اللبناني يظهر مؤشّرات إيجابية تؤكّد قدرته على الصمود وتجاوز الصعوبات المحيطة"، مشدّداً على أنّ "مجتمع الأعمال اللبناني لا زال يتطلّع قدماً، ويتمسّك بإيمانه بمستقبل البلد، ودوره الإقتصادي، وهذا ما رأيناه وسمعناه بشكل واضح خلال معرض بيروت الدولي لليخوت الذي إختتمناه قبل أيام قليلة."
وإنطلاقاً من الإيمان بدور لبنان الإقتصادي في المنطقة، وتأسيساً على موقعه الجغرافي الإستراتيجي كمدخل إلى أسواقها، أعلن عون أنّه " وفي تكرار لدور المعرض في المساهمة في إعادة إعمار لبنان في دوراته الأولى، يستعّد معرض "بروجكت لبنان" في دورته التاسعة عشرة للمساهمة في جهود إعادة إعمار سوريا التي بدأ المجتمع الدولي يعدّ العدّة لها، وبدأنا نسمع حديثاً حولها في مختلف الصالونات الإقتصادية، وذلك من خلال إطلاق "منتدى رجال الأعمال السوريين"، الذي يمثّل إستجابة مبكّرة لفرص الأعمال الضخمة التي ستتيحها ورشة إعادة الإعمار المرتقبة أمام مجتمع الأعمال والتجّار في لبنان."
منتدى رجال الأعمال السوريين
وتقام فعاليّات هذا المنتدى بين 4 و 6 حزيران، وتشمل في يومها الأول ندوةً حصريّةً تحضرها مجموعة مختارة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والعرب والأجانب بموجب دعوات خاصّة، ويتحدّث فيها الأستاذ عبد الله الدردري، كبير الإقتصاديين ومدير إدارة التنمية الإقتصادية والعولمة في "الإسكوا"، الذي يشرف على مشروع "الأجندة الوطنية لمستقبل سورية" الذي أطلقته "الإسكوا" لتقييم الإحتياجات الإنمائية في سوريا، إلى جانب خبراء ومسؤولين في مؤسّسات الأمم المتّحدة والقطاع الخاص.
المشاركة الدولية
وفي مؤشّر واضح على الإهتمام المتصاعد الذي توليه الشركات الدولية ورجال الأعمال الأجانب لمعرض "بروجكت لبنان" بوصفه أداة فعالة لتعزيز التواجد في السوق اللبنانية، بل وأسواق المنطقة عامة، تشارك في المعرض أكثر من 150 شركة دولية من ألمانيا، وأسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وسويسرا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، والنمسا، واليونان، وبولندا، والولايات المتّحدة الأميركية، والصين، وتركيا، وإيران، ومصر، والإمارات العربية المتّحدة، والكويت.
كاستوريس
وفي هذا الإطار لفت مدير مكتب الوكالة الفرنسية لتنمية التجارة الدولية (UBI France) في بيروت، هنري كاستوريس، إلى أنّه: "تأسيساً على النجاح المتواصل الذي لاقته التجربة منذ العام 2008، يقوم مكتب الوكالة الفرنسية لتنمية التجارة الدولية (UBI France) في بيروت بتنظيم الجناح الوطني الفرنسي في معرض بروجكت لبنان بهدف الإضاء على قدرات الشركات والصناعات الصغيرة والمتوسطة والمجموعات الفرنسية ذات الصيت الذائع عالمياً، وصاحبة الخبرات الفريدة والخلّاقة في مجالات الهندسة، والبناء والإنشاءات."
وأضاف كاستوريس: " تشير مشاركة الجناح الوطني الفرنسي في المعرض بشكل واضح إلى إهتمام مجتمع الأعمال الفرنسي بسوق البناء اللبناني من جهة، وبلقاء رجال الأعمال اللبنانيين الذين يشكّلون بإنتشارهم الإقليمي وسيطاً ممتازاً لنشر الخبرات والإمكانات الفرنسية في أسواق المنطقة من جهة أخرى."
جياغراندي
بدورها أشارت مديرة المفوضية التجارية الإيطالية (ITA)، ماريا جياغراندي، إلى أنّ "إيطاليا تشارك للمرة الثامنة على التوالي في معرض بروجكت لبنان بجناح وطني رسمي يضم نخبة الشركات العارضة. وبالرغم من الأحداث والإضطرابات السياسية الجارية في المنطقة، أصرّت المفوضية التجارية الإيطالية على المشاركة بجناح رسمي لتؤكّد على الإهتمام الكبير الذي تبديه الشركات الإيطالية بالسوق اللبنانية بشكل عام، حيث أنّ لبنان هو شريك تجاري بارز لإيطاليا التي تدرك الموقع الإستراتيجي الذي يتمتّع به لبنان كمنصة للإنطلاق نحو أسواق المنطقة، خصوصاً أنّ العديد من الشركات اللبنانية تمتلك إنتشاراً واسعاً في الشرق الأوسط والخليج العربي."
عبد الرحيم
كذلك ذكرت الملحقة الإقتصادية والتجارية في السفارة البلجيكية، ندى عبد الرحيم، أنّ "بلجيكا تشارك للعام الخامس عشر في المعرض، فيما تشارك دولة لوكسمبورغ للمرة الخامسة، في مؤشر على ثقتهما بالمعرض ودوره الفعّال في تنمية حركة التبادل التجاري والتصدير بالنسبة إليهما، إذ أنّ بلجيكا تعتبر من الشركاء التجاريين البارزين للبنان، حيث إزداد حجم الصادرات البلجيكية إلى لبنان بشكل متواصل في السنوات القليلة الماضية."
الشيخ
وقال رئيس المكتب التجاري في السفارة المصرية، سعد الشيخ: "إن العلاقات التي تربط مصر بلبنان تتجه من حسن إلى أحسن، ومازالت هناك آفاق كبيرة لتنمية هذه العلاقات ولعل مشاركة مصر في معرض بروجكت لبنان هي إحدى الأدوات الهامة لتحقيق ذلك"، مضيفاً "يأتي عدد كبير من رجال الأعمال ممثلين لكبرى الشركات المصرية في المجالات المختلفة واضعين نصب أعينهم التعاون مع الشركات اللبنانية على المستوى الثنائي وكذلك على المستوى متعدد الأطراف مع الشركات اللبنانية الناجحة في دول الاغتراب."
معرض الطاقة
ويقام معرض "بروجكت لبنان" بالتزامن مع المعرض التجاري الدولي الرابع لتوليد وتوزيع الطاقة، والكهرباء، والتهوئة والتكييف، والطاقة البديلة والمياه والتقنيات البيئية، Energy Lebanon 2014.
ويلفت المنظمون إلى أنّ المقصود من هذا التزامن هو رفع المستوى التخصصي للحدث بشكل عام، بحيث يتاح لأصحاب المشاريع والمقاولين وسائر الأطراف المعنية تحديد إحتياجات أعمالهم بدقة من خلال كل معرض من هذه المعارض من جهة، ومن جهة أخرى يسمح هذا التوزيع للشركات العارضة أن تبرز بشكل أكبر قيمة معروضاتها. حيث تم تقسيم مساحات العرض الداخلية إلى أقسام محدّدة بحسب المنتجات، إذ سيجد الزائر في معرض "بروجكت لبنان" أقسام الأدوات الصحية والسيراميك، والحجر والخرسانة، والأخشاب ومنتجاتها، والمعادن، والمصاعد، والأمن والسلامة، والبلاستيك والأنابيب، والأصباغ والدهانات، وآليات البناء. أمّا معرض الطاقة فسيضم أقسام الإنارة، والإلكتروميكانيك، والغاز، والتدفئة والتهوئة والتبريد، والمولّدات، والكهرباء، وتقنيّات وحلول ومنتجات الطاقة البديلة، وإدارة وحفظ الموارد المائية، وغيرها من الحلول البيئية والخضراء.
EcOrient
ويفتتح معالي وزير البيئة، محمّد المشنوق، يوم 4 حزيران مؤتمر EcOrient، المؤتمر الدولي الثالث للتقنيات البيئية والإستدامة، والطاقة النظيفة، الذي يقام على مدار يومين بالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة في باريس (CCI).
وستعقد على مدار اليومين 6 جلسات عمل يطلّ من خلالها أكثر من 30 متحدّثاً من الخبراء الذين يمثّلون كبرى منظمات حماية البيئة، والمؤسسات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والبديلة، إضافة إلى مندوبين من مؤسسات البحوث والدراسات البيئية، والمعاهد العلمية.
ويشهد المؤتمر دعم ومشاركة أكثر من هيئة محلية وإقليمية بارزة، على رأسها وزارة البيئة، ونقابة المهندسين في بيروت، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، والجمعية اللبنانية للطاقة الشمسية، ومجلس لبنان للأبنية الخضراء، والجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتبريد – فرع لبنان، والجمعية العربية للتنمية المستدامة.
وتشير تقديرات الشركة المنظمة إلى أن الحدث بكافة أقسامه وفعاليّاته سيشهد وفود أكثر من 20 ألف زائر متخصص من المهندسين بكل فئاتهم، والمقاولين، وأصحاب المشاريع، والمستثمرين، والتجّار، فضلاً عن الحضور المرتقب لحشد من المسؤولين والديبلوماسيين وأصحاب القرار. وإلى هؤلاء توجّه عون في ختام المؤتمر بالدعوة لزيارة المعرض والفعاليات المصاحبة، متمنياً أن تكون المناسبة تأكيداً على دوام الإستقرار والإزدهار.