نظمت دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي على هامش مشاركة وفد دولة الإمارات في معرض هانوفر الصناعي الدولي خلال الفترة من 13 إلى 17 أبريل الجاري ملتقى الإمارات للاستثمار بهدف تسليط الضوء على أبرز الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها إمارة أبوظبي في القطاع الصناعي وذلك بحضور عدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال الصناعيين المشاركين في المعرض.
ويضم وفد إمارة أبوظبي المشارك في الملتقى عددا من كبار المسؤولين من دائرة التنمية الاقتصادية ممثلة بمكتب تنمية الصناعة وقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية وموانئ أبوظبي «منطقة خليفة الصناعية» والمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وصندوق خليفة لتطوير المشاريع والشركة القابضة العامة «صناعات» وذلك بحضور سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى ألمانيا الاتحادية.
جمعة
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي الرئيس التنفيذي – موانئ أبوظبي في كلمة افتتح بها الملتقى: «إن التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا اكتسب زخماً جديداً منذ بدء الشراكة الاستراتيجية عام 2004، والتي تعد خطوة هامة على طريق إقامة علاقات متميزة بين البلدين».
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين الإمارات وألمانيا لا تزال ترتكز بشكل قوي على التبادل التجاري، فقد حققت التجارة غير النفطية بين البلدين معدل نمو بلغ نحو 6.7٪ في المتوسط خلال الفترة (2009 – 2013)، لتصل إلى نحو 11 مليار دولار بنهاية عام 2013، بينما بلغت نحو 5.8 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من عام 2014,5.3 مليار دولار منها عبارة عن واردات إماراتية من ألمانيا.
وأوضح الشامسي أن إمارة أبوظبي لديها علاقات تجارية قوية ومتطورة مع ألمانيا، فقد تجاوز حجم التجارة غير النفطية بين الجانبين 2 مليار دولار بنهاية أكتوبر 2014,95٪ منها عبارة عن صادرات ألمانية إلى أبوظبي.
وأضاف أنه بالنظر إلى الاستثمارات الألمانية، فإن الشركات الألمانية لها حضور قوي في الاقتصاد الإماراتي بما يتجاوز 1000 منشأة في الوقت الحالي، ليس فقط لخدمة السوق المحلي، ولكن أيضاً للاستفادة من موقع الإمارات الاستراتيجي الذي يتيح الوصول إلى أكثر من 3 مليارات مستهلك في المنطقة.
وأكد الشامسي أن إمارة أبوظبي لديها قصة نجاح مبهرة في التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة منوها بأن اقتصاد أبوظبي كان ومازال واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، حيث حقق معدل نمو حقيقيا بلغ نحو 6.5٪ في المتوسط خلال الفترة (2010- 2013)، على الرغم من الظروف غير المواتية إقليمياً وعالمياً خلال تلك الفترة، وما شهدته من تباطؤ الاقتصاد العالمي. وذكر أن الخطط والسياسات التي تنتهجها أبوظبي تأخذ في الاعتبار ليس فقط تسريع وتيرة النمو، ولكن أيضاً كيفية جعل هذا النمو مستداما ومتوازنا إقليمياً حيث لا تزال حكومة أبوظبي تنفذ العديد من المشاريع الصناعية الكبرى والمشاريع التنموية الضخمة، لضمان استدامة النمو وتحقيق التنويع الاقتصادي.
وأضاف أنه في ظل تدفق الاستثمارات إلى أنشطة الصناعات التحويلية بشكل مطرد، وتطوير العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل منطقة خليفة الصناعية (كيزاد)، فإنه من المتوقع أن تصبح الصناعات التحويلية إحدى الركائز الرئيسة التي يعتمد عليها اقتصاد أبوظبي بما ينسجم مع «الرؤية الاقتصادية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الموارد الهيدروكربونية.
الجنيبي
بدوره، ألقى جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى ألمانيا كلمة قال فيها إن دولة الإمارات استثمرت نحو 34 مليار دولار في قطاع الصناعة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2014، مشيرا إلى أن عدد المنشآت الصناعية في دولة الإمارات بلغ أكثر من 5600 منشأة.
وأكد اهتمام دولة الإمارات في الاستثمار بالمصانع الذكية التي تتميز بها ألمانيا رائدة الثورة الصناعية الرابعة من خلال شركاتها العالمية التي تتميز بالجودة العالية والتطور التكنولوجي للمنتجات والتي تحظى بتقدير جيد في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشاد بمستوى العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وألمانيا، لافتا إلى أن مجالي التجارة والاستثمار يعدان حجر الزاوية في شراكة البلدين الصديقين حيث تعد الإمارات الشريك التجاري الأول لألمانيا في الشرق الأوسط وذلك بعد أن بلغ حجم التجارة بينهما نحو 12.2 مليار يورو في عام 2014.
وذكر سفير الدولة بألمانيا أن البيانات الإحصائية لعام 2014 تظهر اتجاهات تصاعدية في الأداء الاقتصادي في كل من ألمانيا والإمارات العربية المتحدة التي حققت نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.8٪ في حين حققت ألمانيا 1.6٪ على الرغم من الأزمة الاقتصادية الأوروبية في حين تظهر التنبؤات الاقتصادية لعام 2015 تفاؤلا كبيرا لكلا البلدين.
وأوضح أن حكومة الإمارات وضعت هدفا استراتيجيا لتقليل الاعتماد على عائدات النفط إلى أقل من 10٪ في الناتج المحلي الإجمالي في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات قد ارتفع إلى 69٪ مع نهاية 2014. وأفاد بأن دولة الإمارات باتت تحتل مكانة رائدة كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية حيث تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية و22 عالميا في مؤشر الاستثمار العالمي لعام 2015 فيما تجاوز إجمالي حجم الاستثمارات الأجنبية 100 مليار دولار أميركي في العام الماضي، وسجلت دولة الإمارات في العام 2014 زيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة تجاوزت 13 مليار دولار أميركي بمعدل نمو بلغ 25٪.
مكاوي
من جانبه، قال المهندس أيمن مكاوي مدير مكتب تنمية الصناعة في عرض قدمه أمام المشاركين بالملتقى إن التوقعات الاقتصادية للقطاع الصناعي بالإمارة تعكس إيجابية ارتفاع تنافسية الإمارة بحسب آخر التقارير الدولية المعتمدة، وذلك نتيجة طبيعية لدعم القيادة الرشيدة لحكومة الإمارة لتعزيز تنافسية الإمارة في القطاع الصناعي.
خضير
بدوره، قدم مصطفى خضير مدير أول تطوير الأعمال بموانئ أبوظبي في عرض له أمام المشاركين بالملتقى أن من أهم أهداف شركة موانئ أبوظبي تطوير وإدارة وتشغيل الموانئ في الإمارة والمناطق الصناعية، مشيرا إلى أن هناك 9 موانئ على مستوى إمارة أبوظبي ترتبط بشكل مباشر بحوالي أكثر من 50 ميناء حول العالم وتخدم أكثر من 20 من خطوط الشحن العالمية الرئيسية.
من جانبه، أكد عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع أن الصندوق نجح في المواءمة بشكل جيد بين الاحتياجات التمويلية والاحتياجات الفنية والتدريبية لرواد الأعمال ما مكن العديد منهم من البدء بمشاريع واعدة ومميزة، لافتا إلى أن الصندوق طور نموذج عمل خاص به، يعد فريدا من نوعه في المنطقة كونه يقدم خدمات التمويل المباشرة إضافة إلى حزمة واسعة من خدمات الدعم في مختلف مراحل تأسيس المشروع.