فيما يمضي العراق على درب التطوّر الإقتصادي والإجتماعي، تزداد الحاجة إلى الإستثمار في الطاقات البشرية من أجل ضمان مستقبل مزدهر لهذا البلد الغني بثرواته الطبيعيّة، وتحتلّ مسألة تطوير مستوى التعليم العالي أولوية قصوى من أجل ضمان إستمرارية مسار النمو..
لهذا قامت الحكومة العراقية مؤخّراً وفي خطوة غير مسبوقة من قبل بإطلاق إستراتيجية وطنية جديدة للتربية. وبحسب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور علي الأديب، فإنّ هذه الإستراتيجية "تستجيب لحاجات 3 ملايين طالب عراقي على مستوى التعليم العالي، وهي تأتي إستمراراً لخطوات متتالية قامت بها الوزارة لرفع المستوى الأكاديمي للخريجين العراقيين"
فقد دأبت الوزارة على سبيل المثال على منح آلاف الطلاب الجامعيين منحاً دراسية لإتمام دراساتهم العليا في أرقى الجامعات الدولية خارج العراق. وكانت الوزارة قد أطلقت في العام 2009 مبادرة لإرسال خمسين ألف طالب عراقي للدراسة في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا وفق برنامج للمنح يمتد على مدار 5 أعوام. وتستمر الوزارة في توسيع إطار الدول والجامعات التي يشملها البرنامج بشكل دائم لتمنح الطلاب مزيداً من الخيارات.
كذلك أعلنت الحكومة عن نيّتها إنفاق 9 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة لإعادة بناء قدرات البحث العلمي، وتعزيز القدرات البحثية والتكنولوجية، من خلال تأسيس 12 جامعة و 28 مركزاً للبحث العلمي، إضافة إلى تحديث كافة المرافق البحثية القائمة حالياً في الجامعات ذات الإختصاص، وخصوصاً الطب والعلوم والهندسة والزراعة.
وفي سياق موازٍ، لا تقلّ الخطوات التي تنكبّ على تنفيذها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كوردستان أهمية ولا قيمة عن تلك التي تطبّقها الحكومة المركزية. فقد أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإقليم برامج عدّة لتحديث وتوسيع نظام التعليم العالي، ومنها برنامج بناء القدرات البشرية، حيث تقوم الوزارة بتوفير 100 مليون دولار أميركي من المنح الدراسية سنوياً للطلاب المميّزين من أجل إستكمال دراساتهم في جامعات دولية رائدة.
وبحسب أرقام الوزارة، يستفيد أكثر من 4500 طالب و ألف موظف في القطاع العام من برامج البعثات الحكومية سنوياً. وتعمل في إقليم كوردستان حالياً 19جامعة ومؤسسة للتعليم العالي بعد أن شهد الإقليم منذ العام 2006 تأسيس 12 جامعة خاصة جديدة. وتمضي حكومة الإقليم حالياً في إستثمار ما يقرب من 3.2 مليار دولار في التعليم العالي بهدف تأسيس مجمّعات جامعية جديدة، وتطوير تلك القائمة، فضلاً عن توفير الدعم للجامعات الدولية الراغبة بإفتتاح فروع لها في الإقليم.
تقود هذه الأرقام والبرامج كلّها إلى جعل العراق واحداً من أكبر أسواق التعليم العالي ذات وتيرة النمو المتسارعة في المنطقة. من هنا، بادرت الشركة الدولية للمعارض – العراق (IFP Iraq) إلى إطلاق "المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في العراق 2013"، لتفتح من خلاله قنوات التواصل والتعاون بين القيّمين على القطاع ومؤسسات التعليم العالي الإقليمية والدولية. ويفترض أن يوفّر هذا الحدث الذي سيقام في قصر الشهيد سعد للمؤتمرات في مدينة أربيل في إقليم كوردستان – العراق بين 11 و 13 نيسان (أبريل) 2013، منصّة للتواصل وتبادل الخبرات والمعارف، وتأسيس الشراكات ومشاريع التعاون بين أكاديميي العراق ونظرائهم الدوليين.
وقد لقي الإعلان عن الحدث ترحيباً واسعاً في الأوساط التعليمية والتربوية محلياً وإقليمياً، بدليل الإقبال الكثيف من قبل مؤسسات التعليم العالي، حيث سجّلت الأرقام حتى الساعة مشاركة ما يقرب من 100 مؤسسة تمثّل 15 دولة، هي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا والسويد وأستراليا ونيوزيلندا وبولندا والهند وماليزيا وتركيا وإيران والعراق والإمارات العربية المتحدة ولبنان.
ويعد نائب الرئيس لشؤون المبيعات الدولية في الشركة الدولية للمعارض (IFP Group)، فادي قدّورة، بأن يكون الحدث "رافعة لمستوى التعاون والعلاقات بين وزارات التعليم العالي وغيرها من الوزارات المعنية، والجامعات والمعاهد ومؤسسات التعليم العالي الدولية،" مشيراً بشكل خاص إلى إمكانية الإستفادة من المناسبة من أجل "الإنضمام إلى إلى لائحة المؤسسات المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كوردستان التي تضم 850 مؤسسة من 25 دولة."
ويلفت قدّورة إلى أنّ الحدث سيستقطب " حشداً من كبار المسؤولين والإداريين والأكاديميين في قطاع التعليم العالي في العراق، إلى جانب آلاف الطلاب وأولياء الأمور من مختلف المحافظات العراقية، من ضمنهم شريحة واسعة من الطلاب الساعين إلى متابعة دراساتهم العليا في الخارج، بمن فيهم المؤهلين لبرامج المنح والبعثات من القطاعين العام والخاص."
ifpinfo