شدد حاكم مصرف لبنان، رياض سلامه رئيس «هيئة الأسواق المالية» على دور الهيئة في «توجيه الادخار نحو توظيفات منتجة، ممّا يساهم في زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، لبنان بأشدّ الحاجة إليها»، وذلك خلال افتتاحه الندوة الاستشارية حول إطلاق المجموعة الأولى من الأنظمة التطبيقية للأسواق المالية، التي انعقدت امس في «فندق فينيسيا انتركونتينتال ـ بيروت»، بحضور عدد من رؤساء مجالس إدارة المصارف ومسؤولين عن المؤسسات المالية ومؤسسات الوساطة ومؤسسات التدقيق والشركات القانونية.
وإذ شدد سلامه على «ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات الرقابية لتلافي حدوث أزمات مالية كتلك التي حصلت في العام ٢٠٠٨، دعا الى «ضرورة تعزيز الثقة بأسواق رأس المال مما يساهم بدوره في خلق صناديق إستثمار محلية ودولية تهتم بالشركات اللبنانية أو بسنداتها»، مشيرا الى أن «الهيئة بدأت بتوسيع مروحة علاقاتها الدولية عبر توقيع مذكرات تفاهم كان آخرها مع هيئة الأسواق الفرنسية في أيار 2014» ومنوهاً «بأهمية أسواق رأس المال للقطاع الخاص، من حيث توفير مصادر تمويل منوعة وطويلة الأجل مكملةً بذلك دور المصارف. وكذلك فان لأسواق رأس المال دورا مهمّا في تمويل القطاع العام من قبل الجمهور ممّا يسمح بتنوّع مصادر هذا التمويل».
ومؤكدا «انّ من أهم متطلّبات تطوير ونجاح أسواق رأس المال وجذب المستثمرين هو الاستقرار المالي والسياسي والأمني»، شدد على أنّ مصرف لبنان يحرص على تأمين الاستقرار النقدي، آملاً أن يتحسّن المناخ السياسي حتى لا يؤثّر في جاذبية لبنان للاستثمار، ممّا ينعكس سلباً على الأسواق الماليّة.
من ناحيته، استهلّ الأمين العام لهيئة الأسواق المالية، الدكتور سعادة الشامي جلسة الافتتاح بالاشارة الى ان «الأنظمة الصادرة عن الهيئة أتت لتلبّي حاجات السوق اللبناني وقد بنيت على معايير دولية مثلى مطبّقة في أكثر البلدان تقدّماً في هذا المجال».
وتناول الشامي «أهمية مراقبة الأسواق لحماية المستثمر وتقليص مخاطر النظام»، مشيراً الى أنّ الرقابة يجب ألاّ تكون على حساب تقييد المبادرة والابتكار في القطاع الخاص، والعمل على إيجاد توازن بين مستويات عالية من النزاهة والشفافية والمساءلة جنباً إلى جنب مع أسس قويّة للابتكار والقدرة التنافسية.
بدوره ألقى نائب رئيس الهيئة فراس صفي الدين كلمة في مستهلّ الجلسات التقنيّة أوضح فيها أنّ هيئة الأسواق هي تطور طبيعي في السياق التاريخي للأسواق المالية في لبنان، وأنّ الأنظمة الجديدة أُعدت على قاعدة أفضل التطبيقات التي ستخوّل لبنان الانضمام قريباً إلى المنظمة العالمية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO).
تجدر الإشارة إلى أنّ الندوة استكملت بجلسات عمل ونقاش بين الحاضرين.