نظم رئيس مجلس إدارة مجموعة فرنسبنك عدنان القصار ونائبه عادل القصار، مؤتمرا في مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية، لإطلاق مشروع "حزام واحد في لبنان: مؤتمر طريق الحرير"، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وفي حضور رئيس الاتحاد العام للغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية نائل الكباريتي، ورئيس غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية لو جيان تشونغ والرئيس الفخري للمجلس الاستشاري لجنوب افريقيا ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في آسيا والمحيط الهادئ جمال إنيشفيلي. كما حضر المؤتمر ممثلون عن هيئات القطاعين العام والخاص الصينية واللبنانية وحشد من أهل الصحافة والإعلام اللبناني والصيني.
القصار
واستهل عدنان القصار بالترحيب بالحاضرين والتشديد على مدى أهمية هذا المؤتمر في تعزيز دور لبنان الاستراتيجي ووضعه على خارطة استراتيجية "حزام وحد وطريق واحد" التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكدا "دعمه الثابت لهذه الاستراتيجية التي ستكون بمثابة نقطة تحول في عالمنا الاقتصادي الحديث".
وقال القصار: "إننا كمجموعة فرنسبنك – المجموعة المصرفية والمالية الرائدة في 12 بلدا، وأول مصرف عربي يضم مكتبا للصين مكرسا لخدمة الأعمال والتجارة والثقافة والسياحة مع الصين – يسرنا أن نستضيف غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، وأن ننظم هذا المؤتمر".
ودعا المستثمرين الصينيين ورجال الأعمال الى لبنان "للاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي نظرا الى الدور المرتقب والمتوقع من الصين في مساهمتها في إعادة إعمار سوريا والعراق". وقال: "ستستفيد الشركات الصينية من الشراكات والمشاريع التي ستعقد مع الشركات اللبنانية"، مشيرا إلى أن "موقع لبنان الاستراتيجي هو الآن أكثر من أي وقت مضى مكان مناسب وبيئة مواتية للصين، ولدى لبنان الكثير ليقدمه للصينيين من حيث تسهيل المعاملات وحرية نقل الأموال، إضافة إلى موارده البشرية، عدا عن كونه البلد الأكثر أمانا في منطقتنا اليوم"، مثمنا الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني.
وشدد على ضرورة التعاون الثنائي من أجل تعزيز السياحة اللبنانية في الصين وإطلاق المراكز التجارية والصناعية والتجارية في لبنان. وقال: "نحن ممتنون لقبولكم دعوتنا لاختياركم لبنان نقطة انطلاق لانفتاحكم على العالم العربي. نأمل أن نرى فصلا جديدا من العلاقات بين لبنان والصين على أساس مبدأ تعلمناه منذ عقود عديدة من الصين – مبدأ المنفعة المتبادلة".
وتخلل المؤتمر تكريم عدنان القصار كرئيس فخري لغرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، التي أنشئت لتعزيز التعاون التجاري والثقافي بين دول طريق الحرير بدعم من المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية CCPIT وغرفة التجارة الدولية ICC.
فهد
وألقى نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد ممثلا رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، كلمة قال فيها: "كان لبعض اقتصادات العالم نصيبها من التباطؤ في السنوات الأخيرة. ومن جانبنا دفعنا ثمن الصراع السوري، ونتطلع إلى أصدقائنا للتخفيف من بعض هذا العبء على بلدنا واقتصادنا"، مشيرا الى ان القطاع الخاص في لبنان عمل بجد، للحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو.
ولفت الى ان "اتحاد الغرف اللبنانية والقطاع الخاص اللبناني عمل بجهد لفتح آفاق جديدة للاقتصاد اللبناني في الخارج للتخفيف من التضغط في الداخل، فنظم زيارات الى الكثير من عواصم العالم في اوروبا وآسيا والخليج وافريقيا لفتح الأبواب وتوقيع اتفاقيات تعاون لتوفير الفرص لرجال الأعمال اللبنانيين".
وأضاف: "يجب أن يكون طريق الحرير الحديث مستوحى من طريق الفينيقيين، الذين غامروا في جميع أنحاء العالم ونشروا ثقافة التجارة، والأبجدية والقطع النقدية، التي تم إنشاؤها كوسيلة للتبادل التجاري". اضاف "اليوم، نفتخر بأن نعلن انضمامنا إلى غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية حيث يمكننا العمل معا على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لتنفيذ مبادرة "حزام واحد وطريق واحد في لبنان".
ونوه بتوقيت هذه المبادرة "التي ستساعدنا في بناء استراتيجيات فعلية لزيادة فرص الاستثمار، خصوصا أن لبنان يستعد لعدد من المشاريع الكبرى مثل إعادة إعمار سوريا واستخراج الغاز والنفط، واعادة تطوير البنى التحتية بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
وأمل فهد أن "نتمكن من إقامة مركز طريق الحرير في منطقة طرابلس الاقتصادية الخاصة".
الحريري
من جهته، ثمن الحريري أهمية إطلاق مشروع "طريق الحرير" في لبنان قائلا: "كان لبنان دائما ملتقى طرق بين الشرق والغرب في الثقافة والحضارة والدين والتجارة. إن العلاقات بين لبنان والصين قديمة، وقد تطورت مع نمو النقل والاتصالات بشكل مستمر مما أدى إلى تقلص المسافات".
وأضاف: "لقد رسم أسلافنا طريق الحرير، لأنهم أدركوا أهميته الاقتصادية والاجتماعية. واليوم، هذه الأهمية تضاعفت لدفع النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة. هذه الأهمية نفسها تصبح لا تقدر ولا تحصى عندما نفكر في معيار تلاقي الحضارات والثقافات والأديان، والذي هو الطريقة الوحيدة لمكافحة التطرف والتعصب والعنصرية والانعزال. وبعبارة أخرى، فإنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاستقرار العالمي والسلام".
وعبر الحريري عن شكره للجهود المشتركة التي يبذلها القطاعان الخاص والعام في لبنان والصين من أجل إنجاح هذا المشروع، مؤكدا أن "لبنان نموذج للتعايش والحوار والأمل".
لو
ثم كانت كلمة للسيد لو أضاء فيها على أهمية لبنان الاستراتيجية والمتزايدة في بناء طريق الحرير الجديد. وقال: "يشرفني أن أكون اليوم في بلدكم لبنان مع وفد من بلادي لنرسخ وإياكم آليات التعاون الثنائي التي تم الاتفاق عليها من قبل غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية وأعضاء الغرف التجارية، بما في ذلك www.eSilkRoad وصندوق تنمية طريق الحرير الدولي".
وشهد المؤتمر ثلاثة مراسم توقيع وأربع طاولات مستديرة انعقدت في إطار تأكيد دور لبنان وموقعه في خريطة "حزام واحد، طريق واحد" وتعزيز مكانته كنقطة انطلاق الصين نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات الأعمال والتجارة والتمويل والبنية التحتية، والثقافة، والسياحة.
وتضمن حفل توقيع اتفاقيات التعاون بين الجهات اللبنانية والعربية والصينية:
– اتفاقية تعاون بين اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير.
– اتفاقية تعاون بين اتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير.
– اتفاقية تعاون بين مجلس بلدية بيروت وتحالفات الأمم المتحدة لطريق الحرير القارية والبحرية.
أما الطاولات المستديرة التي نظمتها مجموعة فرنسبنك وأدارت نقاشاتها، فسلطت الضوء على سبل تعزيز التعاون المشترك، وحملت العناوين التالية:
– التعاون في مشاريع البنية التحتية والاستثمار.
– التعاون المصرفي والمالي لدعم استراتيجية حزام واحد وطريق واحد.
– شراكات التبادل السياحي والأكاديمي والثقافي.
– التجارة المتبادلة والمشاريع المشتركة في الصادرات.