وسط جضور حاشد تقدّمه معالي وزير الصناعة فريج صابونجيان ممثّلاً الرؤساء الثلاثة، وحشد من الرسميين والسفراء والديبلوماسيين والإقتصاديين ورجال الأعمال والأكاديميين ورجال دين مسلمين ومسيحيين ووجوه إعلامية وصحافية بارزة، إفتتحت في فندق هيلتون الحبتور، سن الفيل، صباح يوم الإثنين في 25 آذار فعاليّات "مؤتمر بيروت 2013 – إقتصاد لخدمة الإنسان" الذي يقيمه برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان، كل من الملتقى الإسلامي المسيحي لرجال الأعمال في لبنان (MA’AM) والإتحاد العالمي لأرباب العمل المسيحيين (UNIAPAC) ومؤسسّة كونراد أديناور الألمانية للسياسات الإجتماعية والإقتصادية (K.A.S)، وتنظّم أعماله الشركة الدولية للمعارض (IFP Group).
ويشارك في المؤتمر 30 متحدّثاً من أبرز روّاد الأعمال الذين يعدّون من الأعلام في مجالاتهم محليّاً وإقليمياً ودولياً، ويحضره حوالي 400 صاحب ورب عمل من دول عدّة، أبرزها الأرجنتين، وألمانيا، والإمارات العربية المتحدة ، وأنغولا ، وإيطاليا ، والبرازيل، وبلجيكا، وتركيا، وتشيلي، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ونيجيريا، وهولندا، وغيرها.
صابونجيان
وقد نقل ممثّل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وزير الصناعة فريج صابونجيان، تحيّات فخامته إلى المؤتمرين، معتبراً أنّ "المؤتمر يعالج مسألة في غاية الأهمية في الزمن الراهن". وخاطب معاليه الحضور قائلاً "إنّكم بقدومكم إلى بيروت اليوم في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان والمنطقة، إنما تؤكّدون على دور وطننا المحوري في التعدّدية والتنوّع والحوار وإلتقاء الحضارات."
لوكوك
وكان رئيس مجلس إدارة الإتحاد العالمي لأرباب العمل المسيحيين، بيار لوكوك، قد أعلن إنطلاقة المؤتمر في كلمة رأى فيها أنّ "إجتماع هذا الحشد من أرباب العمل الذين وفدوا إلى بيروت من أكثر من 25 دولة يمثّل شهادة على إيمان مجتمع الأعمال حول العالم بالحاجة إلى أقتصاد أكثر توازناً وعدلاً." وأمل لوكوك أن "يكون مؤتمر بيروت مناسبة للتأسيس لرؤية تضع الإنسان موضع القلب من العملية الإقتصادية"، لافتاً إلى الدور الذي يلعبه الإتحاد العالمي لأرباب العمل المسيحيين في تعزيز مفاهيم الإنسانية والعدالة الإجتماعية في الممارسة اليومية للشركات أينما كان.
نقري
بدوره دعا رئيس الملتقى الإسلامي المسيحي لرجال الأعمال في لبنان، الدكتور محمد نقري، الحاضرين إلى "قراءة متأنّيّة للأفكار التي ستطرح خلال المؤتمر من أجل إستنباط أفضل الحلول المؤديّة إلى تقدّم ورقي المجتمع إقتصادياً وإجتماعياً وروحياً"، متمنّياً أن "تتحقّق من خلال المؤتمر ولادة إقتصاد أكثر إنسانية يكون فيه الإنسان محوراً أساسياً إلى جانب محرّك الربح وجودة الإنتاج".
صفير
أمّا أمين عام الملتقى الإسلامي المسيحي لرجال الأعمال في لبنان، ريمون صفير، فقد لفت في كلمته إلى المعاني المترابطة لمفهومي الإيمان والإنتاج، ليخلص إلى أنّ "العمل يجسّد إستمرار الخلق، ولا بد بالتالي من أن تحيط به القيم الإيمانية السامية كي يكون العمل مستداماً كما هو الخلق".
والرس
من جهته بدأ أمين عام مؤسسّة كونراد أديناور، غيرهارد والرس، كلمته بالتعريف بدور المؤسّسة التي تنشط في أكثر من 120 دولة حول العالم من خلال 100 مكتب و 200 مشروع، من أجل تعزيز الحريات والعدالة الإجتماعية والسلام. وأسهب والرس في بيان النموذج الألماني لإقتصاد السوق الإجتماعي الذي يستهدف الحد من الفقر من خلال الدمج بين مفاهيم الأسواق الحرة والعدالة الإجتماعية، فتكون النتيجة دولة قوية وسوقاً قوية.
يوسف
وشرح رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية، عدنان أحمد يوسف، رؤية مجموعة البركة المصرفية التي يرأسها للمسؤولية الإجتماعية في المؤسسات المالية الإسلامية، معتبراً أنّ "إختيار موضوع المسؤولية الإجتماعية للشركات كعنوان للمؤتمر هو أمر موفّق تماماً في وقت تدفع فيه تداعيات الأزمة المالية العالمية جميع أرباب العمل إلى تحسّس مسؤولياتهم بشكل أكبر".
الفيصل
وألقى الدكتور عوض البادي كلمة صاحب السموّ الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حيث تضمّنت الكلمة إقتراحاً بتأسيس ملتقى دولي يجمع فلاسفة ومفكّرين ورجال دين وسياسة وإقتصاد وأعمال للتحاور حول ما آلت إليه السياسات الإقتصادية العالمية، وكيفية الخروج من نفق الأزمة، وإدارة ظاهرة العولمة كي تكون الأخيرة خيراً للبشرية لا عبئاً عليها.
لامي
وقد جاءت كلمة مدير عام منظّمة التجارة الحرّة، باسكال لامي، لتسلّط مزيداً من الضوء على مسألة العولمة. حيث دعا لامي إلى ما أسماها "الحوكمة العالمية"، واضعاً لها أسساً ثلاث هي "تأسيس مجتمع القيم، والإلتزام بآليات التحكيم عند النزاعات، والعمل تحت مظلّة مؤسّسات تمتلك الشرعية." وقد أكّد لامي على أهمية إدارة العولمة ما أمكن، معتبراً أنّها "اليوم فاقدة للوجهة وتعوزها ثقة البشر في مآلاتها".
القصّار
وشكر معالي رئيس الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، الوزير السابق عدنان القصّار، أصحاب المبادرة لإختيارهم بيروت لعقد المؤتمر، مشيراً في كلمته إلى أنّ "ما نحتاجه في هذه المرحلة هو خيارات تنموية هيكلية وفق نماذج داعمة للإستثمار في قطاعات القيمة المضافة من صناعة وزراعة ومجالات الطاقة المتجدّدة، من أجل تحسين مؤشّرات الموارد البشرية ودمجها في عملية التنمية، وجبه الآفات الإجتماعية وتداعياتها".
غالواس
ختام كلمات اليوم الأول كان مع كلمة الرئيس السابق لشركة الفضاء والدفاع الجوي الأوروبية (EADS)، لويس جالواس، الذي فصّل دور رب العمل في إرساء ثقافة المؤٍسّسة وأثر تلك الثقافة على الطريقة التي تمارس بها المؤسّسة أعمالها، معتبراً أنّ "ثقافة المؤسّسة هي عنصر إستقرار في وجه المتغيّرات"، ليخلص إلى أنّ "على رب العمل أن يتحلّى بالوضوح والمصداقية تجاه مختلف الأطراف، وأن يعمل على نشر ثقافة المؤسّسة من خلال المثال الصالح والأفعال الخيّرة التي تخدم الغايات البشرية".
ifpinfo