لعب معرض "بروجكت لبنان" منذ إنطلاقته في العام 1994 دوراً في مرحلة إعادة الإعمار التي كان يمرّ بها لبنان آنذاك، موفّراً للشركات الإقليمية والدولية مدخلاً مباشراً إلى السوق اللبنانية التي كانت تشهد أعلى معدّلات الطلب في تلك المرحلة، وإلى أسواق دول الجوار، وأمّن لها قاعدة للإنطلاق نحو كامل المنطقة العربية، وبالخصوص في سوريا. وقد شكّل المعرض على مدار دوراته المتعاقبة وجهة ثابتة ودائمة لرجال الأعمال السوريين والعرب للقاء مجتمع الأعمال الدولي، وتجّار الإغتراب اللبناني المنتشرين في مختلف أسواق المنطقة.
وبناءً على هذا الدور، وبالإستفادة من موقع لبنان الجغرافي المميّز، أطلقت الشركة الدولية للمعارض (IFP Group)، مساء يوم الأربعاء في 4 حزيران في مركز "بيال" للمعارض في وسط بيروت، "منتدى رجال الأعمال السوريين"، المنتدى الدولي للتنمية في سورية، وذلك إستجابة مبكّرة لفرص الأعمال الضخمة التي ستتيحها ورشة التنمية المرتقبة أمام مجتمع الأعمال في لبنان.
وقد بدأت أعمال المنتدى بندوةً حصريّةً حضرتها مجموعة مختارة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والعرب والأجانب، وشاركت فيها أكثر من 40 شركة سورية من شركات التجارة والمقاولات، وعلى رأسها إتحاد غرف التجارة السورية.
وقد إفتتح معالي وزير المالية اللبناني الأسبق، دميانوس قطّار، الندوة بكلمة حول آفاق التنمية المرتقبة في سورية، والدور المفترض أن يلعبه لبنان والإقتصاديون اللبنانيون في هذا الإطار. تلاه الأستاذ عبد الله الدردري، كبير الإقتصاديين ومدير إدارة التنمية الإقتصادية والعولمة في "الإسكوا"، الذي يشرف على مشروع "الأجندة الوطنية لمستقبل سورية" الذي أطلقته "الإسكوا" لتقييم الإحتياجات الإنمائية في سوريا، في مداخلة حول الإقتصاد الكلّي لما بعد الأزمة في سورية.
ثمّ تحدّث خبير الأسواق المالية، ونائب المدير التنفيذي السابق لهيئة الأوراق والأسواق المالية السورية، صقر أصلان، حول التهديدات والفرص في السوق المالي السوري مستقبلاً. وكان ختام الندوة مع مداخلة للمستشار المتخصّص في شؤون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الإسكوا، علي خونده، حول الطاقة والبنى التحتية في سورية بعد الأزمة.
ويهدف المنتدى إلى مواكبة الجهود الدولية في التحضير للتنمية في سوريا، وتوفير إطار جامع يلتقي فيه رجال الأعمال السوريين بنظرائهم من المنطقة والعالم لبحث الخيارات والإمكانات المتاحة للمباشرة في وضع الخطط التنفيذية للإنماء، وتطوير شبكة العلاقات والشراكات بين رجال الأعمال السوريين أنفسهم، وكذلك الشركاء الدوليين و الإقليميين، و تعزيز قدرات هذه الشبكات في مختلف الإختصاصات على المشاركة بنشاط وفعالية في مرحلة التنمية المرتقبة، وذلك من خلال برنامج لقاءات عمل ثنائية مباشرة تجمع بين قادة مجتمع الأعمال السوري، وممثّلي الشركات، والبعثات التجارية والديبلوماسية، والمنظّمات الإقليمية والدولية المشاركة في معرض"بروجكت لبنان"، وتتم على مدار يومين في 5 و 6 حزيران.
ويوفّر المنتدى مساحةً حصريةً لكبار رجال الأعمال، والمهندسين، والصناعيين، والتجّار السوريين للقاء المورّدين، والمستثمرين، والمقاولين من المنطقة والعالم للبحث في كل ما تحتاجه السوق السورية من مواد ومعدّات وخبرات وإمكانات للمرحلة المقبلة.
إشارة إلى أنّ "الإسكوا" قد قدّرت الحاجة إلى حوالي 200 مليار دولار لإطلاق عملية الإعمار في سوريا، من بينها 22 مليار دولار لإعادة بناء 1,2 مليون منزل، و 6 مليار دولار إضافية لتوفير الكهرباء والماء والغاز وغيرها من البنى التحتية الأساسية.