أعلنت إدارة محافظة ذي قار، يوم امس الاربعاء، عن ارتفاع أعداد السائحين في المحافظة بنسبة 50% خلال الفترة الماضية، وأكدت أن المحافظة مازالت تفتقر إلى المرافق والبنى التحتية للسياحية، وفيما دعت إلى تفعيل دور الاستثمار في القطاع السياحي، أبدى سائحون أجانب اهتمامهم بمناطق الأهوار كونها موطن الإنسان الأول.
وقالت رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة ذي قار اجيال الموسوي، إن "ذي قار تضم العديد من المواقع الأثرية والسياحية وهذا ما يوفر العوامل المشجعة على ازدهار وتطوير القطاع السياحي"، مبينة أن "المحافظة شهدت مؤخرا ارتفاع أعداد السائحين المحليين والعرب والأجانب بنسبة تقرب من الـ50%".
وعزت الموسوي، تلك الزيادة إلى "تسليط الضوء إعلاميا على المعالم السياحية والأثرية في المحافظة"، مشيرة إلى أن "ذي قار تضم أكثر من 1200 موقع اثري، وتتميز بمناطق واسعة من الأهوار، بالإضافة إلى الاستقرار امني الذي تشهده المحافظة والذي يشجع السائحين والفرق التنقيبية الدولية على القدوم للمحافظة والتنقيب في مواقعها لعدة مواسم".
تنقيب المواقع الأثرية
وأوضحت رئيسة لجنة السياحة والآثار، أن " خمس بعثات دولية من ايطاليا وبريطانيا وأميركا وفرنسا تعمل في تنقيب المواقع الأثرية في المحافظة"، مؤكدة أن "المحافظة مازالت تفتقر إلى المرافق والبنى التحتية للسياحية، ولاسيما الفنادق السياحية"، داعية إلى "تشجيع الاستثمار في هذا المجال".
ومن جانبه ، قال قائممقام الجبايش بديع الخيون، إن "الأسبوع الماضي شهد توافد أفواج من السياح على مناطق أهوار قضاء الجبايش، (90 كم شرقي الناصرية ) بعد أن عادت المياه إلى جزء كبير من الأهوار الوسطى التي تعرضت العام الماضي إلى الجفاف"، مؤكدا "حرص إدارة القضاء على توفير أماكن ومواقع سياحية، تتناسب مع أهمية مناطق الأهوار التي باتت محط أنظار السائحين من مختلف بلدان العالم".
وأضاف الخيون أن "المدة الماضية شهدت توافد مجاميع سياحية أجنبية وعربية، فضلا عن الوفود سياحية من المحافظات العراقية وطلبة الجامعات العراقية"، مشيرا إلى أن "إدارة القضاء تعمل على تبني خطة لتطوير السياحة في أهوار الجبايش، من شانها تحقق مردود اقتصادي كبير في ظل الأزمة المالية الراهنة".
وتابع قائممقام الجبايش أن "مفردات الخطة تتضمن إنشاء منتجع سياحي ومرافق سياحية، وتشجع المستثمرين على بناء فنادق سياحية في مناطق الأهوار"، معربا عن أمله "بتفعيل دور المؤسسات الحكومية المحلية والمركزية في تشجيع السياحة وتأهيل البنى التحتية المناسبة لاستقبال السائحين، سواء عبر الاستثمار أو التمويل الحكومي".
بدورها قالت مديرة متحف الناصرية الحضاري إقبال كاظم عجيل، إن "متحف الناصرية الحضاري ومنذ افتتاحه في 26 آذار 2015 وحتى الآن استقبل 1811 زائرا من جنسيات مختلفة، بعد أن ظل مغلقا على مدى 25 عاما". وأضافت عجيل أن "الزائرين من السياح الأجانب يبدون اهتماما اكبر بمقتنيات المتحف من القطع الأثرية التي تعود لعصور ما قبل التأريخ والعصور السومرية والبابلية والأشورية والحضرية والإسلامية وغيرها من الأدوار والعصور الحضارية".
الى ذلك ، قال السائح الايطالي دي في دي، خلال زيارته أهوار الجبايش إن "زيارتي لأهوار الناصرية وجنوب العراق هي الثالثة، وذلك لجمالية تلك المناطق واتساعها وتنوعها الإحيائي، في حين لم أزر العاصمة بغداد سوى مرة واحده".
وأضاف السائح الايطالي أن "الاهتمام بمناطق الأهوار يأتي من كونها موطن الإنسان الأول ومهد الحضارة الإنسانية، وتساعد على استعادة ما تمت دراسته في المعاهد والجامعات عن حضارة وادي الرافدين"، مؤكدا أن "هناك الكثير من الأوربيين والإيطاليين الذين يرغبون بزيارة الأهوار والاطلاع على أثار العراق بدءا من أسرتي والعديد من أصدقائي".
وكانت إدارة محافظة ذي قار نظمت، في (27 آذار 2016)، احتفالية بمناسبة مرور عام على إعادة افتتاح متحف الناصرية الحضاري بعد 25 عاماً من إغلاقه، وأكدت استقبال أكثر من 1800 زائر من جنسيات مختلفة على مدى عام كامل، فيما دعت تقديم المزيد من الاهتمام بالمواقع الأثرية وزيادة البعثات التنقيبية الدولية.
استقبال الحجاج المسيحيين
وكان محافظ ذي قار يحيى الناصري، أعلن في (24 كانون الثاني 2016 )، استعداد المحافظة لاستقبال الحجاج المسيحيين وتأمين الظروف الآمنة لأداء طقوسهم الدينية في مدينة أور الأثرية، وفيما أكد حاجة المحافظة إلى النهوض بالقطاعين السياحي والاثاري وتفعيل دورهما الاقتصادي في "مواجهة تداعيات الأزمة المالية"، دعا وزارة الثقافة والسياحة والآثار إلى "عدم تعطيل المشروع تحت أية ذريعة". وكانت هيئة السياحة أعلنت، يوم الجمعة، (22 كانون الثاني 2016)، عن توقف مشروع توافد الحجيج المسيحيين إلى مدينة أور الأثرية، نتيجة دمج وزارتي السياحة والثقافة.
وكان مئات المسيحيين من دول عالمية مختلفة حجوا، يوم السبت (14 كانون الأول 2013)، إلى بيت النبي إبراهيم في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، وفي حين دعا رئيس مؤسسة الحجيج العالمية التابعة للفاتيكان المطران اندريانا ليبريو مسيحيي العالم إلى القدوم إلى مدينة أور الأثرية، فيما عد محافظ ذي قار حضور وفد الفاتيكان إلى العراق "رسالة تطمين للجميع المسيحيين والسياح" في العالم.
يذكر أن إدارة محافظة ذي قار كانت قد أعدت مشروعاً لإحياء مدينة أور الأثرية وتأهيل بيت النبي إبراهيم الخليل (ع)، استعدادا لاستقبال أفواج السياح والوفود الدينية القادمة من أنحاء العالم.
وكان العشرات من المسيحيين، توافدوا الجمعة (22 تشرين الثاني 2013)، إلى مدينة أور الأثرية في ذي قار، للاحتفال بـ(نهاية السنة الإيمانية)، وفيما عدت حكومة المحافظة المحلية الاحتفالية "منطلقا لتشجيع السياحة الدينية والآثارية"، أكدت أنها تنتظر وصول وفد من الفاتيكان لإقامة صلوات دينية في المحافظة.
وتضم محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية، (375 كم جنوبي العاصمة بغداد)، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المحافظات العراقية بالمواقع الأثرية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.