افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المرحلة الثانية من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 200 ميجاوات، والتي تشكل مرحلة جديدة في تميز دولة الإمارات العربية المتجدة وريادتها في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، وتزامن مع اليوم الدولي للسعادة.
وتعد هذه المرحلة أول وأكبر مشروع من نوعه للطاقة الشمسية في المنطقة وفق نظام المنتج المستقل وتم تنفيذه من خلال شراكة هيئة كهرباء ومياه دبي مع الائتلاف الذي تقوده شركة "أكوا باور" السعودية، المطور الرئيسي للمشروع، وشركة "تي إس كيه" الإسبانية المقاول الرئيسي، وبتكلفة تصل إلى 1.2 مليار درهم، وتوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 50 ألف مسكن في دبي، وتسهم في تخفيض نحو 214 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً. وتضمنت هذه المرحلة تركيب 2.3 مليون لوح من الألواح الشمسية الكهروضوئية على مساحة 4.5 كيلومتر مربع. وتضمن العمل في المشروع أكثر من مليون ونصف مليون ساعة عمل آمنة من دون تسجيل أية اصابات خلال عملية التنفيذ. وكان لجهود شركة "شعاع للطاقة 1"، التي أسستها هيئة كهرباء ومياه دبي مع الائتلاف الذي تقوده شركتي "أكوا باور" و "تي إس كيه"، دوراً فاعلاً في إنجاز الأعمال بكفاءة وحرفية عالية.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "اليوم، تقود دولة الإمارات العربية المتحدة الجهود في الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، وتضاف المرحلة الثانية من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، هذا الصرح الوطني الذي سيساهم في تحقيق سعادة المجتمع والأجيال القادمة، إلى المسيرة المباركة لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حيث تولي الدولة موضوع الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة اهتماماً كبيراً، وتضعه في مقدمة أولوياتها، انطلاقاً من نظرة تستشرف المستقبل وتستهدف تحقيق سعادة المجتمع والتوازن بين التنمية والبيئة. ويعكس مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التزامنا ببناء مستقبل أفضل وأكثر أمناً وازدهاراً واستدامة للأجيال القادمة. ولا تقتصر أهمية المجمع على كونه يجمع بين جهود القطاعين الحكومي والخاص في مجال الطاقة الشمسية فحسب، وإنما تتعزز باعتباره بيئة حاضنة لمركز البحث والتطوير، الذي يشتمل على مركز اختبارات الطاقة الشمسية الذي سيكون من أكبر مراكز اختبارات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المنطقة".
وأضاف سعادة الطاير: "جاء نجاحنا في إتمام هذه المرحلة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والتي ستنتج 200 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قبل الموعد المحدد، ثمرة الدعم غير المحدود من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث تشكل رؤية سموه السديدة إلهاما ونبراساً نهتدي به في مسيرة التميز والانجازات غير المسبوقة في المجالات كافة، وجهودنا لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتوفير 7 بالمئة من طاقة دبي من مصادر نظيفة بحلول عام 2020، و25 بالمئة بحلول 2030، و75 بالمئة بحلول عام 2050. ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أبرز المشروعات التي تنفذها هيئة كهرباء ومياه دبي لتحقيق هذه الاستراتيجية الواعدة، وهو أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم (في موقع واحد) وفق نظام المنتج المستقل، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، وستصل طاقته الإنتاجية إلى 1000 ميجاوات بحلول عام 2020، و5000 ميجاوات بحلول عام 2030. وعند اكتماله، سيسهم المجمع في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، مما يدعم تحقيق أهداف إمارة دبي في تعزيز التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر".
وأشار سعادة الطاير إلى أن اهتمام الدولة بإنتاج الطاقة المتجددة أسهم في تراجع أسعارها عالمياً، إلى مستويات منافسة، وتجلى ذلك في حصول هيئة كهرباء ومياه دبي على أدنى سعر عالمي بلغ 5.6 سنت/دولار لكل كيلووات في الساعة للمرحلة الثانية من المجمع، ثم حصولها على سعر تنافسي عالمي جديد قدره 2.99 سنت من الدولار لكل كيلووات/ساعة للمرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات، بما يؤكد ذلك المستقبل الواعد للطاقة النظيفة.
كما نوه إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل على بناء أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة (CSP) في العالم بنظام المنتج المستقل، حيث ستدخل المرحلة الأولى بقدرة 200 ميجاوات التشغيل الفعلي بحلول إبريل 2021، للوصول الى 1000 ميجاوات بهذه التقنية بحلول عام 2030.
واختتم الطاير كلمته مخاطباً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، بالقول: "نحن في هيئة كهرباء ومياه دبي، لا نركن إلى الإنجازات التي تحققت، وإنما يشكل النجاح حافزاً لنا كي نضاعف الجهد والعمل، مستنيرين بقولكم يا صاحب السمو: "النجاح رحلة، كلما وصلت فيها إلى قمة تطلعت للقمة التي تليها". ونعاهدكم بمواصلة درب النجاح والتميز دوماً في كافة اعمالنا مسترشدين برؤيتكم وتوجيهاتكم ومستمدين عزمنا من عزمكم وتصميمنا من تصميمكم ياصاحب السمو، لتعزيز نمو قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة وترسيخ ريادة دولة الإمارات على الخارطة الدولية، ونسير بخطى واثقة نحو تحقيق المركز الأول عالمياً. وهذه ليست مجرد توقعات، أو خياراً من بين خيارات متعددة، بل التزام لا محيد عنه وإلى موعد آخر مع إنجاز جديد بإذن الله".