اقترن اسم الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله»، بعدد من الإنجازات الاقتصادية، ففي بداية عهده انضمت السعودية إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2005، وأصبحت في 2008 ضمن دول قمة الـ20.
وفي عهد الملك الراحل كانت الطفرة الاقتصادية للسعودية من حيث مشاريع البنية التحتية وبناء المدن الاقتصادية والصناعية.
ولعبت السعودية دوراً هاماً وبارزاً في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمة الله – في الاقتصاد العالمي، خصوصاً أثناء الأزمة العالمية، إذ أسهمت في استقرار الأسواق النفطية من خلال سياستها في إمداد الأسواق للحد من ارتفاع أسعار النفط في تلك الفترة.
البوعينين
وقال الاقتصادي الدكتور فضل البوعينين لـ«الحياة»: «إن السعودية لعبت دوراً رئيساً لحل الأزمة المالية العالمية التي حدث في عام 2008، إذ إن مشاركة السعودية في اجتماع قمة دول الـ20، بقيادة الملك الرحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمة الله – وإعلانها رصد مبلغ 400 بليون دولار لمجابهة الأزمة المالية العالمية، إضافة إلى إعلان السعودية لعدد من المبادرات خلال تلك القمة، ولعل من أبرزها استمرار دعم وتدفق النفط للأسواق العالمية لعدم الإضرار في الدول الصناعية والنامية على حد سواء».
وأردف قائلاً: «إن انجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله، في المجال الاقتصادي كانت كثيرة، ولعل من أبرزها هو بناء الاحتياطات المالية الضخمة، وخفض الدين العام للسعودية بنسبة كبيرة جداً، من 660 بليون ريال في عام 2003، إلى 44 بليون ريال فقط في هذا العام».
وأضاف: «خفض الدين العام السعودي أسهم بشكل كبير في تحقيق التوازن المالي والاستقرار للسعودية، خصوصاً مع انخفاض أسعار النفط عالمياً إلى ما يقارب 50 في المئة خلال الستة شهور الماضية، ووجود الاحتياطات الضخمة جعل السعودية تستمر في موازنتها التوسّعية وخططها التنموية ولم تتأثر بشكل كبير ومباشر بانخفاض أسعار النفط عالمياً».
وأوضح أن عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله، شهد تركيز كبير على التنمية الاقتصادية، إذ اختارها رحمة الله كخيار استراتيجي للسعودية، وقال: «شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله نهضة صناعية كبيرة بإنشاء المدن الاقتصادية والصناعية في جميع مناطق السعودية، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية».
وزاد: «كما تم التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في كل من رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان وتبوك».
وأكد أن السعودية حققت أرقاماً قياسية في موازناتها في عهد الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – جانب الإيرادات وكذلك المصروفات التي تجاوزت التريليون ريال في موازنة عام 2014».
العنقري
من جانبه أشار الاقتصادي محمد العنقري إلى أن السعودية أسهمت بشكل مباشر في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله، في عودة وتعافي الاقتصاد العالمي من أزمته عام 2008.
وقال لـ«الحياة»: «إن السعودية شاركت في أول قمة للـ20 تعقد على مستوى رؤساء الدول بوفد رأسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – والمنعقدة في واشنطن عام 2008».
وأشار إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله، أسهم بشكل مباشر في حل الأزمة المالية العالمية من خلال الإسهامات والمبادرات التي أعلنتها السعودية في تلك القمة لاسيما بما يتعلق بجانب الامتدادات النفطية للأسواق العالمية، وزيادة إنتاج السعودية من النفط بما يضمن استقرار أسعاره عالمياً في تلك الفترة.
وأكد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله كان قائداً لفترة مهمة في الاقتصاد العالمي، وأسهم بشكل كبير في حل الأزمة العالمية المالية، إضافة إلى أن وجود السعودية ضمن دول قمة الـ20 كان له أثر مباشر على الدول العربية والإسلامية لأنها كانت ممثل لها في اجتماعات القمة.
وقال: «بمراجعة القرارات المتخذة في قمة الـ20 خلال السنوات الماضية سنجد أن هنالك عدداً من القرارات الخاصة في الدول العربية والإسلامية التي كانت السعودية صوتها في قمة الـ20، وعملت على دعم جميع اقتصادات الدول المتضررة، من خلال برامج دعم توفير الغذاء، وتمويل برامج دعم الطاقة ومشاريع الأمم المتحدة».
البراك
وفي السياق ذاته أكد الاقتصادي عبدالله البراك في حديثه لـ«الحياة» أن السعودية حققت إنجازات ضخمة في الجانب الاقتصادي في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.
وقال: «على مستوى الموازنة العامة للدولة، فالسعودية حققت نمواً في موازنتها يبلغ 100 في المئة خلال عهده رحمة الله، لا سيما من خلال حجم الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية، الذي يعد الأكبر في تاريخ الدولة السعودية، إضافة إلى التوسع في المجال الصناعي لا سيما بما يخص صناعة البيتوركيماويات، التي توسعت وتطورات في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمة الله – بمعدل يصل إلى 200 في المئة».
ويرى البراك أن سوق المال السعودية حقق نمواً كبيراً في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ كان عدد الشركات العاملة في السوق 64 شركة ووصلت إلى 180 شركة تعمل حالياً في سوق الأسهم».
ولفت إلى أن معدلات الإنفاق في السعودية على مشاريع البنية التحتية تضاعفت بشكل كبير في عهد الملك عبدالله، إذ تم الإعلان عن مشاريع القطارات والمطارات الجديدة، إضافة إلى بناء مدن اقتصادية وأخرى صناعية، الأمر الذي أسهم في تضاعف الدخول، خصوصاً على القطاع الخاص مما أنعش الاقتصاد السعودي بشكل كبير.
وأكد البراك أن دور السعودية في قمة دول الـ20 كان رئيساً، إذ أنها عملت على وضع السياسات المالية العالمية ودعمت بشكل كبير ومباشر الاقتصاد العالمي من خلال مبادراتها بإمداد الأسواق العالمية بالنفط وضمان عدم انقطاعه عن الأسواق المالية أثناء الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008.