في إطار المتابعة التي يقوم بها لاوضاع الصناعة الوطنية والتحديات التي تواجهها لا سيما على مستوى المناطق والقطاعات، التقى رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل مجلس الادارة الجديد لنقابة أصحاب الصناعات الغذائية برئاسة احمد حطيط، في مقر الجمعية في حضور عدد من أعضاء مجلس الادارة، وتم خلال اللقاء البحث في أوضاع القطاع والتعاون المشترك.
بدءاً، هنأ الجميل مجلس الادارة الجديد للنقابة بانتخابه، متمنياً للرئيس والاعضاء التوفيق في عملهم. ثم اطّلع من حطيط والاعضاء على وضع نقابة الصناعات الغذائية وواقع القطاع والتحديات التي تواجهه، وتمنّى على النقابة اعداد رؤية لقطاع الصناعات الغذائية للسنوات الخمس المقبلة، وكذلك خطة لزيادة صادرات الصناعات الغذائية خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشددا على انجازهما في اقرب وقت ممكن لمواكبة هذا القطاع الحيوي بعدما حقق نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية وأصبح في طليعة القطاعات المصدّرة حتى الى البلدان الاكثر تطلباً، مؤكدا انه قطاع يتميز بالجودة العالية والمواصفات العالمية والنكهة اللبنانية الأصيلة.
وأكد أن جمعية الصناعيين تعمل على تنفيذ خطتها الداعمة لكل القطاعات الصناعية وهي تدرك ان لدى الصناعيين تحديات ومشاكل عدة تعيق نمو مؤسساتهم وتوسعها. وقال «ان المؤسسات الصناعية والنقابات القطاعية مدعوة اليوم الى القيام بدور جديد في زمن العولمة. ففي الماضي نجح الصناعيون اللبنانيون في تميزهم بتنوع السلع التي ينتجونها في سوق ضيق، أما اليوم، فان تحديات العولمة وخصوصيات التصنيع في لبنان والاكلاف العالية تتطلب ان نكون متخصصين في نوعية وكمية المنتجات التي نصدّرها الى اسواق العالم وهذا بحد ذاته يتطلب المزيد من التعاون بين المؤسسات العاملة في القطاع الواحد«.
وحض الجميل الصناعيين على ولوج أسواق جديدة وتعزيز الصادرات الى البلدان الافريقية، الولايات المتحدة الاميركية، كندا، اميركا اللاتينية، العراق، ايران، الصين روسيا وانكلترا والسعي للحصول على شهادة BRC البريطانية (مواصفة اتحاد تجار التجزئة البريطانيين). ونبه الى انه «لدى توسعنا في بلدان جديدة، هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا وتتمثل بقدرتنا على تأمين كميات كبيرة لتلبية حاجات هذه الاسواق بشكل مستدام. لان عدم قدرتنا على تلبية هذه الطلبات قد يجذب منافسين جدد غير لبنانيين لبيع سلعا مشابهة لمنتجاتنا التقليدية في هذه الاسواق، لا سيما ان المنتجات اللبنانية عليها طلب كبير في الخارج. لذا المطلوب العمل بشكل جدي لكن يوازي انتاجنا وتسويقنا طلبات الأسواق الخارجية.
ودعا الجميل أهل القطاع الواحد لأن يجتمعوا ويعدّوا ورقة موحدة بالتحديات والصعوبات التي تواجههم، بالاضافة الى قدرات القطاع وامكاناته، فنتمكن من اتخاذ الخطوات والاجرءات المناسبة.
أضاف: «نطمح لربط كل القدرات في لبنان من القطاع الزراعي الى الصناعي الى المصرفي لمواكبة دينامية عمل الصناعي وذلك انطلاقاً من ايماننا بأن الصناعي اللبناني الذي عانى الأمرّين في الفترات السابقة والذي حافظ على صموده رغم غياب اي دعم واي اجراءات مساعدة من الدولة، قادر على ان يلعب المزيد من الادوار خدمةً للقطاع والاقتصاد الوطني«.
كما أشاد بحصول نحو 50 مصنعاً غذائيا على شهادة «الايزو» لجودة الغذاء وسلامته، لافتاً الى ان هذه الشهادة ستعطي ميزة اضافية للمنتج اللبناني وتزيد قدرته التنافسية في الاسواق الخارجية.
وعن سبل تطوير المنتجات اللبنانية، لفت الجميل الى انه يمكن للقطاع الاستفادة من خدمات معهد البحوث الصناعية وبرنامج «ليرا» (وهو برنامج تعاون بين وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين والمجلس الوطني للبحوث العلمية).
من جهته، شكر حطيط الجميل على استقباله مجلس ادارة نقابة الصناعات الغذائية، وعلى الاهتمام الذي تبديه الجمعية بتنمية القطاعات لا سيما منها الصناعات الغذائية. ورحب بدعم الجمعية وتشجيعها لدخول القطاع الى اسواق جديدة وتنمية صادراته. وأكد أن القطاع يحرص على تطبيق معايير سلامة الغذاء والجودة.
وطلب حطيط من الجمعية المساعدة في بناء قدرات النقابة وتطويرها، وانشاء مركز احتضان للنقابات، كذلك تقديم الدعم لاجراء البحوث وتطوير عمل النقابة. الا انه اشتكى ضعف الموارد البشرية في النقابة، فوعد الجميل بوضع قدرات الجمعية بمواردها البشرية في تصرف النقابة.