فيما يستقطب معرض بروجكت قطر هذا العام حوالي 2500شركة دولية من 50دولة حول العالم، من بينها كبرى الشركات العالمية الرائدة في مجال صناعة البناء، إلا أنّ وجود عمالقة القطاع في المعرض لم يحجب أهمية مشاركة عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تجد في المعرض ممراً مثالياً للعبور إلى سوق البناء القطرية وتطوير أعمالها فيه.
فمن وجهة نظر الزوار، فإنّ قيمة مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة تكمن في تقديمها لحلول ومنتجات مبتكرة لم يسبق أن جرى تطبيقها أو إستخدامها في قطر. بينما تبحث معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في المعرض عن شركاء محليين أو وكلاء قادرين على التسويق لمنتجاتها وحلولها. وتدرك هذه الشركات أنّ تعزيز تواجدها في السوق المحلية وتوسيع رقعة إنتشار منتجاتها يعتمد بشكل كلي على إيجاد الشريك الملائم.
وفيما تسعى قطر للإستثمار بشكل جاد في مؤسساتها الصغيرة والمتوسطة من ضمن توجهها للتنويع الإقتصادي، يمثّل وجود الشركات الأجنبية من هذا النوع دعامة مهمة لهذا التوجه. حيث يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة من الجانبين التنسيق والتعاون بسهولة بفضل القواسم المشتركة بينها، بما يمكنها من بناء علاقات طويلة الأمد وشراكات صلبة تستند إلى الجاذبية القوية لمستوى التخصّص العالي الذي تتمتّع به شركات كهذه، والكلفة المعقولة نسبياً لما تنتجه. وبهذا المعنى فإن العروض التي يجري تقديمها خلال معرض بروجكت قطر لا تقتصر على الشركات الكبيرة فحسب، بل إنّه من المؤكد أنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة قد وجدت في المعرض مساحتها لنيل حصتها من الأعمال أيضاً.
وقد أبدى مدير الشركة الدولية للمعارض – قطر المنظّمة للمعرض، جورج عياش، سعادته بالصدى الإيجابي الذي تلقاه مشاركة هذه الشركات في المعرض. وهو علّق على ذلك بالقول: "عندما إنطلق المعرض قبل عشر سنوات كان الهدف هو إطلاع العالم بأسره على المشاريع الجارية في قطر والنهضة العمرانية هنا بشكل عام، أما اليوم فقد أصبحت سمعة قطاع البناء في قطر راسخة في أذهان الجميع حول العالم، وأصبحت معظم المشاريع الجارية ذائعة الصيت ومدار حديث مجتمع الأعمال إقليمياً ودولياً، وبالتالي أصبحت الحاجة إلى تسويق هذه المشاريع أقل إلى حد ما، وإنتقل التركيز لينصب على ما لدى العالم ليقدمه لهذه المشاريع. ومن المهم جداً أن يعمل المعرض على فتح قنوات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة لتزوّد هذه المشاريع بمنتجاتها وحلولها التي غالباً ما تمتاز بالتخصّص العالي المستوى. وإنطلاقاً مما لمسناه من الشركات التي حضرت دورة هذا العام، نحن واثقون أنها ستعود للمشاركة في دورة العام المقبل بأعداد أكبر، فضلاً عن مشاركتها الأكيدة في ملتقى الأعمال الخليج الأوروبي المخصّص للشركات الصغيرة والمتوسطة حصراً الذي نقيمه العام المقبل."
هو معرض ضخم بكل المقاييس بالفعل، لكن ما يميّز معرض بروجكت قطر هو قدرته على إحتضان الأعمال الناشئة ومدّها بزخم الإنطلاق نحو أسواق واعدة تحت سقف يضم الكبار والصغار معاً.
ifpinfo