رغم نمو التبادل التجاري بين السعودية وكندا بـ 515.4 في المائة خلال الـ11 عاما، إلا أن سلمان السديري نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي- الكندي، يجزم بأن حجم التعاون التجاري بين الرياض وأتاوا عضوتي مجموعة العشرين لا يرقى إلى قوة اقتصاد البلدين، ويقول: "على الأقل يجب على الحجم أن يتضاعف هذا المبلغ ليصل إلى ثمانية مليارات دولار".
وسيشرع أعضاء المجلس في حزم حقائبهم قريبا تمهيدا لرحلة يعتبرها السديري مهمة، مطلع شهر آذار (مارس) المقبل، ويأمل من خلالها إلى رفع مستوى التعاون التجاري القائم بين البلدين، ويقول "دعونا هيئة الاستثمار وهيئة المدن الصناعية وسابك ووزارة التجارة وأبدوا استعدادا كبيرا"، مضيفا: "ندعو الجانب الكندي لزيارة مماثلة وسنشرح لهم أنظمتنا المالية والتجارية والاستثمارية والضرائب".
ويؤكد السديري بأن تنشيط العلاقات التجارية مع الجانب الكندي يحتاج مزيدا من الجهد والتعاون.
فهل من الممكن رفع التعاون بشكل يفوق ما تم خلال الـ11 عاما ارتفع خلالها التبادل من 650 مليون دولار، إلى نحو أربعة مليارات دولار؟ الإجابة يمكن استنباطها من تقدم التبادل التجاري وكل أنواع التعاون، إذ تشير الأرقام إلى نمو سنوي بقيمة 304.5 مليون دولار وهو ما يعني التقدم بنسبة 45 في المائة كل سنة.وفقا لوحدة التقارير الاقتصادية في "الاقتصادية".
الطلبة السعوديون
ويبدو أنّ العلاقات التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي باتت تؤتي أكلا أكثر، فالطلبة السعوديون ارتفع عددهم من 600 طالب وطالبة في عام 2003، إلى ما يربو على 20 ألفا بنهاية العام الماضي، يدرس معظهم العلوم الطبية، بعدما تخرج آلاف قبلهم.
ارتفاع عدد الطلبة يعكس الإقبال الكبير على الدولة التي يرى سلمان السديري أن التعاون التجاري معها يلزمه جهدا دؤوبا، فالولايات مستقلة، ولتعزيز العلاقات التجارية ينبغي عقد لقاءات متعددة.
السديري
يقول السديري الذي استضاف ليلة الإثنين الماضي السفير السعودي في كندا نايف السديري ورجال أعمال من المجلس السعودي- الكندي: "كل مقاطعة كندية نظامها يختلف عن الأخرى، ولها وزير تجارة وغرفة تجارية مستقلة".
ويضيف "حاولنا التأقلم مع النظام الكندي، وهذا يزيد التحدي أمام تواصل القطاع الخاص في البلدين، لكن هناك مجهود كبير يبذل من قبل السفيرين لتطوير العلاقة وهناك مشاريع ضخمة وقعت حديثا مع شركات سعودية كبرى" مثل شركات "معادن"، و"سابك"، ومشاريع كبرى أبرزها "ميترو الرياض".
وبلغة لم يصبغها السفير السعودي لدى كندا بالدبلوماسية، قال نايف السديري "لا شك أن العلاقات السعودية- الكندية تعتبر على المستوى الدبلوماسي جيدة جدا، وتتميز بالتفاهم المستمر في اجتماعات ممثلي البلدين في أكثر من مناسبة ومحفل، على المستوى الثنائي والدولي، وفي إطار مجموعة العشرين، والأمم المتحدة والمنظمات الدولية.. هناك تعاون دائم".
ويؤكد السفير أن عقودا كندية ضخمة وقعت في السعودية حديثا، بين شركتي "أيسوز أوفليلين" و"معادن السعودية" في مدينة وعد الشمال، بقيمة تناهز المليار دولار.
ويقول السفير إن مجلس الأعمال السعودي- الكندي "يعد أداة فعالة في تعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح فرص لمجالات جديدة للمستثمر السعودي والجهة الأخرى.. رجل الأعمال الكندي يستفيد من السعوديين في الاطلاع على فرص الاستثمار المتوفرة في المملكة وتعزيز التعاون".