كلمة المدير التنفيذي لشركة IFP Egypt، تامر صفوت، خلال المؤتمر الصحافي الرسمي لإطلاق الشركة في مصر.
باسم الشركة الدولية للمعارض (IFP Group)، نرحّب بكم جميعاً في هذا المؤتمر لإعلان تأسيس الشركة الدولية للمعارض – مصر (IFP Egypt)، التي ستتخذ من القاهرة مقراً لها، وهذا المكتب هو ثمرة تعاون بين الشركة الدولية للمعارض ومقرّها الرئيسي في لبنان، وشركة Konzept ومقرها القاهرة.
اسمحوا لي أن أقدّم بدايةً تلخيصاً سريعاً عن الشركة التي سيتم تأسيسها في مصر. إنّ الشركة الدولية للمعارض تعمل في مجال المعارض منذ أكثر من ثلاثين سنة، ضمن منطقة الدول العربية: الأردن، السعودية، لبنان، العراق، قطر، وإقليم كردستان. منذ ثماني سنوات إلى اليوم، ومصر تشارك في كل تلك المعارض تقريباً، والموزّعة على قطاعات مختلفة. وهكذا كان لشركة " Konzept " شرف التعامل والتعاون مع الشركة منذ حوالي ثلاث سنوات، كان من نتيجته أننا نؤسّس اليوم مكتباً للشركة في مصر، مهمّته أن يوالي ويتابع الشركات المصريّة وتواجدها في المعارض الخارجية، تمهيداً لإقامة معارض داخل جمهورية مصر العربية.
المعارض في مصر
نتكلّم اليوم عن قطاعَين يبدوان منفصلَين من حيث المنتج، هما قطاع الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعيّة، وقطاع مواد البناء. لكن الحقيقة أنّ ظروف هذين القطاعين تكاد تكون متشابهة من حيث القوة التصديرية، الفرص المتاحة، ومن حيث الاحتياجات أيضاً. نحن في مصر نتكلم عن التصدير، وعن كيفية دخول الأسواق الخارجيّة، ونتكلم عن المعارض الخارجية، والحقيقة أستطيع أن أقول أنه خلال السنوات السابقة تمّ تنفيذ مجموعة خطط أسهمت بشكل كبير في زيادة الصادرات المصريّة. كان التركيز يتم على المعارض الخارجية، وأودّ هنا أن أشكر جميع الجهات التي عملت في هذا المجال سواء القطاع الخاص الذي كان يتولّى مهمة تنظيم المعارض في السابق، أو فريق " هيئة المعارض المصريّة " الذي بدأ يتولّى أمرَ هذا الملف منذ ثلاث سنوات وإلى اليوم، في ظروف كانت صعبة جداً، لكنه تمكّن من أن يكمل ويواصل المشوار.
تشترك مصر في حوالي 60 معرضاً خارجيّاً، كلها معارض هادفة للتصدير. والقطاعان، أي قطاع الصناعات الغذائيّة والحاصلات الزراعيّة، وقطاع مواد البناء كقطاع آخر، يشتركان في حوالي 25 إلى 30 معرضاً سنوياً خارج مصر في مختلف الأسواق. وكان للشركة الدولية للمعارض نصيبها من هذه المشاركات في هذين القطاعين، وطبعاً في قطاعات أخرى كثيرة.
كان الكلام بمعظمه يدور حول المعارض الخارجية، وفي الوقت نفسه، كنا بدأنا نتكلّم منذ عدّة سنوات حول أهمية المعارض التي تقام داخل جمهوريّة مصر العربية ودورها في تنمية الصادرات، وكيف ستتمكّن مصر من أن تفرض حضورها على خارطة المعارض الإقليميّة، كمركَز دولي للمعارض، أو على الأقل، في المنطقة المحيطة بها، أي بالتحديد مناطق شمال، وسط وجنوب إفريقيا، والدول العربية بطبيعة الحال.
يتجاوز عمر هذا الكلام السبع سنوات، حين كنا نتكلّم، مع منظمي المعارض في الخارج، عن مختلف القطاعات، ومن ضمنها هذين القطاعين. هناك جهات كثيرة تواصلت مع منظمين في هذين المجالين. وقد تمّت مباحثات وتجارب كثيرة، لكن لم يتم التوصّل إلى نتيجة حقيقيّة فعّالة، وبالتالي فإنّ الهيئات أو القطاعات المصريّة حاولت أن تنظّم أحداثاً مماثلة للمعارض كالبعثات التجاريّة، وتمّ تنظيم بعثات تجاريّة لاستقدام مشترين لقطاعات مواد البناء وقطاعات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعيّة. وهنا تمّ بذل مجهود كبير، كما عملت جهات كثيرة في هذا المجال، وكان لها مردود إيجابي على الصادرات، لكنها، في النهاية، لم تكن معارض بالمعنى المتعارَف عليه دولياً، أي لم يتم تنفيذ معرض في مصر، يأتي إليه الزائرون من مختلف الأسواق المحيطة به والمستهدَفة. فكان هناك دائماً هاجس تنظيم معارض داخل جمهورية مصر العربية، يكون له مردود على الصادرات. هذا كان دائماً محط تساؤل: متى وكيف وما هو المطلوب لتقام داخل مصر معارض، في مجالات معيّنة، ويكون لهذه المعارض مردود على الصادرات ؟
مع مرور الوقت، واكتساب الخبرة من التجارب، والمشاركة في المعارض الخارجية، لمسنا أنّ السرّ يكمن في نوعيّة العارضين وفي هيكل الشركات العارضة. راقبنا المعارض التي تقام داخل مصر، وجدنا أنّ معظم العارضين هم من داخل مصر. هناك مشاركات خارجيّة، ولكن تبقى الغالبيّة المشاركة هي للشركات المحليّة المصريّة. في المقابل، لاحظنا، من خلال مشاركتنا في المعارض الخارجية، مثل معارض الصناعات الغذائيّة في " أنوغا " أو " سيان "، أنّ أكثر من 80% من العارضين هم من خارج الدولة المنظّمة لهذه المعارض، وهذا ما يدفع الناس إلى زيارة تلك المعارض، كما تكون محطّ اهتمام كبير من قبل رجال الأعمال الذين يعملون في هذا المجال. وبالتالي نحن لم نجد أمامنا أي تصوّر أو حلّ، لو أردنا أن نطوّر منظومة المعارض المحليّة وننقل مصر من طور المعارض المحليّة الخاصّة بالسوق المصري بصفة أساسيّة، إلى طور المعارض الإقليميّة لتخدم الأسواق المحيطة بنا، سوى العمل على تطوير هيكل العارضين والعمل على رفع مستوى نوعيّات الشركات العارضة، أي أننا يجب أن نزيد من نسبة العارضين الأجانب من دول مختلفة.
المشاركة الدولية
الكلام في هذا الموضوع هو اليوم أسهل مما كان عليه قبل سبع أو ثماني سنوات. في السابق، كان لدينا تصوّر أنّه يجب حماية الشركات المصريّة. كان هناك تخوّف لدى الشركات المصريّة التي لم تكن ترغب بوجود شركات أجنبية منافسة أو حتى أجنحة دولية في المعارض التي كانت تقام داخل مصر. ولكنني أعتقد أنه مع اشتراك تلك الشركات المصريّة نفسها، خلال السنوات الماضية، في المعارض المتخصّصة خارج مصر، اختلفت الصورة لديهم تماماً. تهدّم حاجز الخوف من منافسة شركات الدول الأجنبية، لأنّ العالم أصبح مفتوحاً. ففي كل قطاع من القطاعات التي نتكلّم عليها، يسافر المتخصّصون، ليس أقل من 10 إلى 15 مرّة في السنة، للمشاركة في معارض مختلفة، انطلاقاً من طوكيو في اليابان إلى أميركا، مروراً بإفريقيا وأوروبا، وكل البلاد تقريباً. لذلك فإنّ حاجز الخوف من المنافسة، ومن أن تقام معارض داخل مصر فيها أجنحة لشركات أجنبية مماثلة، أو قد تكون أقوى من الشركات المصريّة، أعتقد أنّ هذا الحاجز اختفى تقريباً. وهذا ما شجعنا أن نتحرّك في هذا المجال، لأنه يجب أن تكون هناك معارض تقام في مصر على المستوى نفسه من المعارض التي يشارك فيها المصريون في الخارج.
ومن هنا جاء البحث مع الشركة الدولية للمعارض بعد أن حضرنا معارضهم التي تقام في دول عدّة، وجدنا أنّ مصر لا تقلّ عن تلك الدول، وإنما على العكس، قد تتفوّق عليها. كما كنا نجد أن هناك معارض يشارك فيها بين 20 و 25 دولة إلى جانب الدولة منظمة. فوجدنا أنه لا بدّ من نقل هذه التجربة إلى مصر.
ليس هذا كل شيء. يتطلّب منا الدخول في قطاع تنظيم المعارض، إحضار شركات أجنبية. إنما ليس هنا الموضوع، بل سنقوم بتقديم خدمات من جانبنا. فالعارض الأجنبي الذي سيأتي، سيسأل عن الخدمات التي نستطيع أن نقدّمها له: الشحن، التسهيلات، الإقامة، التنقلات، وكل الخدمات المصاحبة للمعرض. كيف يستطيع العارِض الأجنبي، عندما يزور مصر، ألا يشعر بأي فرق عن الدول الأخرى كألمانيا ودبي والدول الأخرى التي سبقت واتخذت خطوات كبيرة جدا في مجال تنظيم المعارض المتخصصة ؟
الشق الأهم أيضاً يتعلق بمَن هم الزائرون الذين ستتم دعوتهم ؟ وعندما يأتي الزائر، ماذا سنقدّم له ؟ خاصة وأنّ السوق المصري ضخم جداً، إذ يضم حوالي 90 مليون مهتم بين متخصّص وزائر في مجال الغذاء وحده. كذلك يشهد مجال الاستثمار العقاري نمواً كبيراً جداً. أي يوجد في مصر سوق محلي جاذب جداً للعارض الأجنبي. ولكن ليس هذا كلّ ما نريده. نريد أن تصبح مصر مركزاً إقليمياً للمعارض. نريد لرجل الأعمال الإفريقي من كينيا أو وسط إفريقيا أو غربها مثلاً، أن يفكّر في ضرورة حضور المعارض التي ستقام في مصر، أي أن تكون هذه المعارض مكتوبة على أجندته، ومن أولويّات اهتماماته، لتصبح مصر كسائر البلدان التي يسافر إليها رجل الأعمال لحضور معارضها كل عام، ويوقّع عقوده.
سنقوم بهذه الأعمال من دون أن نلجأ إلى دعم من الحكومة، لأنّ البعثات التجارية التي أشرنا إليها سابقاً، كانت مهمة جدا ومفيدة جداً، لكنها كانت تعتمد، بشكل أساسي، على دعم الحكومة. نحن لن نستطيع أن نبني صناعة معارض تعتمد على دعم الحكومة، لأنّ الدعم الموجود اليوم لا نضمن وجوده غداً. لذلك على المعارض التي تقام داخل مصر أن تكون معتمدة على ذاتها، على تمويل داخلي منها. يجب أن تقدّم خدمة للعارضين وكذلك للزائرين القادمين، وهذا ما سنحاول العمل عليه.
ولدى الشركة الدولية للمعارض شبكة علاقات تمتد على أكثر من 40 دولة تقريباً. نحن خبرنا شبكات علاقاتهم في المعارض التي حضرناها خارجاً، كما رأينا الهيئات والوكلاء الذين يتعاملون معهم، والذين يغطّون عدداً كبيراً من الدول. حيث تصل أجنحة المعارض إلى أكثر من ألف وألفَي متر مربع في دول أصغر من مصر بكثير.
هدف شركة IFP Egypt
هدفنا أن ننقل هذه التجربة إلى بلدنا، أن يصبح في مصر معارض ذات مستوى دولي تخدم السوق المحلي، وتخدم زيادة الصادرات في الوقت نفسه، دون الاعتماد على دعم مالي من الحكومة أو من أي جهه أخرى. الدعم الحكومي طبعاً سيبقى مطلوباً وضرورياً، لكنه يقتصر على تقديم التسهيلات، الإنشاءات، والبنية الأساسيّة لصناعة المعارض. على أمل أن يتمّ إنجاز مشروع هيئة المعارض في أقرب وقت، ويتم وضعه على أوّل الطريق.
تجدر الإشارة إلى أنّ هناك مشكلة في مصر، وهي أنّ أرض المعارض غير متوفرة كمكان، فالضغط كله يقع، حالياً، على مركز المؤتمرات. لذلك نأمل أن يتم تنفيذ المشروع الجديد كي تلبي أرض المعارض، بمساحاتها الجديدة، طموحات المنظمين القادمين من خارج مصر. كما نأمل أن نكون على مستوى الطلب الموجود في السوق المصري.
في الختام، نحن واثقون من قدراتنا، ومن قدرات شركائنا، وواثقون من الهيئات التي ستتعاون معنا، وكذلك الشركات والقطاعات التي لديها فرص، ونحن لمسنا كم أنّ لديهم فرصاً تصديريّة، وفرصاً لإثبات فرضيّتنا أنّ مصر ممكن أن تكون مركزاً إقليميّاً في مجال الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية وكذلك في مجال التشييد والبناء في كافة أقسامه. وقبل ذلك كلّه، نحن واثقون من أنّ مصر تستحق أن يكون لها دور ووضع أفضل بكثير مما هي عليه الآن في مجال المعارض وفي مجال التبادل التجاري بين الدول المختلفة في المنطقة.
ifpinfo