يحتفل معرض "بروجكت قطر" خلال دورة هذا العام التي تقيمها الشركة الدولية للمعارض – قطر (IFP Qatar) في مركز معارض الدوحة بين 6 و 9 مايو بدروته العاشرة، مسجّلاً بذلك عشر سنوات من النجاح المتواصل في أحد أسرع الأسواق نمواً في العالم.
وقد ترافقت مسيرة المعرض مع زيادة مستمرة في عدد العارضين ومساحات العرض ليصبح المعرض بعد عقد من إنطلاقته أضخم معرض للبناء والإنشاءات في المنطقة، حيث يتوقّع أن تشهد دورة هذا العام مشاركة أكثر من 2100 شركة من أكثر من 50 دولة حول العالم.
فما هي وصفة نجاح المعرض، وما هي الأسباب التي تدفع الشركات العالمية للتسابق لحجز مكان لها فيه؟
فرص واعدة في سوق صاعدة
تتمتّع قطر بواحد من أسرع الإقتصادات نمواً في العالم، ويعدّ معدّل الدخل الفردي فيها الأعلى على الإطلاق على المستوى الدولي.
وفيما كان قطاع النفط والغاز هو المحرّك الرئيسي لهذا النمو لحد سنوات قليلة مضّت، غيّر فوز قطر بشرف إستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المشهد في هذه الدولة الطموحة. فمباشرة بعد الإعلان عن هذا الفوز، إنطلقت قطر على طريق المشاريع الضخمة في قطاعات البناء والبنية التحتية والمنشآت السياحية والرياضية، ما أحدث فورة عمرانية هائلة يقدّر حجم المشاريع التي تتضمّنها بأكثر من 150 مليار دولار.
ولم تتوانى الحكومة القطرية عن تخصيص إقتطاعات ضخمة من موازنتها لدعم هذه النهضة، حيث وصل حجم ما خصّص من نفقات لهذه المشاريع إلى ما يساوي 40% من الموازنة العامة للدولة. ويتوقّع أن تستسثمر الحكومة القطرية خلال العقد القادم حوالي 200 مليار دولار على شبكات الطرق والمواصلات والمطار والموانئ وغيرها من المرافق الأساسية.
أسمت هذه الخطوات في دفع الإقتصاد القطري عموماً للسير بقوة لكي يصبح ثاني أكبر إقتصاد خليجي بعد المملكة العربية السعودية في غضون أعوام قليلة، حيث شكّل الناتج المحلي القطري في العام 2012 حوالي 12% من إجمالي الناتج في منطقة الخليج العربي. وبطبيعة الحال، إستمر القطاع العقاري في قطر بتسجيل نسب نمو عالية عاماً بعد آخر، حيث سجّل هذا القطاع نمواً بنسبة 20% في الربع الأول من العام 2013 فقط.
وبالحديث عن العام 2013، يبدو هذا العام من الأعوام المفصلية في حركة المشاريع الضخمة في قطر، إذ سيطرح الكثير منها خلال هذا العام للترسية، وسيطلق بعضها الآخر، ما يجعل من هذا العام حافلاً بالفرص للمقاولين والمورّدين والتجّار.
معرض يواكب النمو ويدعمه
بموازاة هذه النهضة العمرانية، سجّل معرض "بروجكت قطر" منذ إنطلاقته في العام 2004 صعوداً مذهلاً في حجمه ونجاحه وسمعته ومستوى الإقبال المحلي والدولي للمشاركة في فعالياته، دون أن ننسى بطبيعة الحال الدعم الحكومي والرعاية الفائقة التي بات يحظى بها من كبار المسؤولين في دولة قطر، حيث يحظى المعرض بشرف الرعاية الكريمة من معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فضلاً عن رعاية عدد هائل من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في قطر والمنطقة.
وبالأرقام، يعدّ معرض "بروجكت قطر" أسرع معارض البناء نمواً في المنطقة بلا منازع، مسجّلاً 50% من النمو في مساحات العرض من عام إلى آخر، مع توقّعات بملامسة مساحة المعرض حاجز 70 ألف متر مربع هذا العام. كذلك يشهد المعرض أعلى معدّلات الإقبال، لا بل التسابق على المشاركة في فعالياته، حيث سجّل على سبيل المثال نسبة زيادة في عدد العارضين بلغت 73% بين العامين 2010 و 2011، أما في العام 2013، فقد تجاوز المعرض حاجز الألفي عارض، ويستمر في تسجيل المزيد من العارضين. وعلى صعيد المشاركات الدولية، يشهد المعرض زيادة بنسبة 45% في عدد الدول المشاركة من عام إلى آخر، حيث تجاوز عددها لدورة هذا العام الخمسون دولة حتى الآن. وكذلك هو الحال مع عدد الزوار الذين يتوافدون لزيارة المعرض بأعداد أكبر عاماً بعد عام، مع نسبة زيادة تصل إلى 20%.
في المحصّلة، عندما تجتمع الفرص الواعدة كتلك التي تزخر بها الأسواق في قطر، والإمكانات التنظيمية العالية كتلك التي تتمتّع بها الشركة الدولية للمعارض، تكون النتيجة حدثاً من مستوى "بروجكت قطر". ولا مبالغة في القول أن دورة العام 2013 ستشهد العالم كله مجتمعاً تحت سقف واحد خلال أيام المعرض الأربعة في قمّة تجارية صناعية بكل ما للكلمة من معنى.
ifpinfo