أكد خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية أن قطاع الصناعات الكيماوية والأسمدة يعد أحد القطاعات الصناعية الهامة والواعدة لما يتوافر لها من قاعدة انتاج عريضة تستوعب خبرات وعماله كثيفة في كافة التخصصات والمجالات.
وأوضح ان صادرات الصناعات الكيماوية حققت ما قيمته 4,5 مليار دولار خلال العشر شهور الأولي من عام 2019 وهذا يمثل نسبة 81 % من إجمالي قيمة صادرات القطاع لعام 2018 . ويستهدف المجلس طبقا لاستراتيجية تنمية الصادرات الموضوعة من قبل الوزارة مضاعفة الصادرات خلال ال 5 سنوات القادمة باستهداف الاسواق ذات الفرص التصديرية الواعدة من خلال تحديد مستوى الاسواق وفقا لمعدلات الطلب على المنتج المصري من القطاعات الكيماوية والاستفادة منها طبقا لنظرية )الفرصة التصديرية الضائعة(.
وشدد على أن الأهمية النسبية لصادرات الصناعات الكيماوية تزيد للسوق الأفريقي عن المتوسط العام لنصيب هذا السوق من إجمالي الصادرات بنسبة بلغت حوالي 15 %، وأن هناك 3 أسواق هي كينيا وأثيوبيا ونيجيريا تستوعب أكثر من ثلثي صادرات الصناعات الكيماوية.
وأضاف أن هناك فرصة كبيرة لنمو قطاع الكيماويات بالسوق الافريقي حيث تتنوع منتجات القطاع بين سلع وسيطة ومغذية ومدخلات إنتاج لكافة القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية، ومنها المنتجات تامة الصنع التي تباع للمستهلك النهائي مباشرة، وبرامج المساندة المقدمة من الدولة الخاصة بالشحن لأفريقيا، فضلاً عن الاستغلال الايجابي لمميزات السوق الافريقي من تنوع شرائح الطلب وأذواق المستهلكين ومستويات الدخل، ورغبة الدول الأفريقية لتعزيز التجارة البينية فيما بينها، والاستفادة من الإعفاءات الجمركية المتاحة بنسبة 100 % بين 13 دولة افريقية، وذلك من خلال الاتفاقات التجارية الموقعة بين مصر وهذه الدول مثل الكوميسا….
وأوضح أن المجلس قام بإعداد استراتيجية مصغرة تعنى بالتوجه نحو دول القارة الإفريقية وبالأخص إلى 18 سوقا أفريقيًا وهم كالتالي: )كينيا، السودان، زامبيا، أوغندا، نيجيريا، تنزانيا، انجولا، الجابون، السنغال، الكاميرون، جيبوتي، غينيا الاستوائية، الكونغو الديموقراطية، جنوب افريقيا، اثيوبيا، كوت ديفوار، غانا، الصومال( ، مشيراً إلى أن المجلس يعمل على رفع صادراته إليهم خلال الأعوام القليلة المقبلة على اعتبار أن المنتجات المصرية تلقى رواجًا كبيرًا في تلك الأسواق.
وأضاف أنه سيتم التركيز على دول بعينها في كل عام لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الزيارات التي سيتم تنظيمها، فالدول المستهدفة خلال المرحلة المقبلة من قبل المجلس تتمثل في )غانا، تنزانيا، كينيا، أوغندا(، وقد قام المجلس بالفعل بتسيير بعثة تجارية لدولة غانا خلال شهر سبتمبر من عام 2019 قوامها 15 شركة مصرية، وسيتم تسيير بعثة تجارية جديدة إلى دولة تنزانيا خلال الربع الأول من عام 2020 ، فضلا عن استغلال الخطوط الملاحية التي تم تدشينها خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب التحركات التي تقوم بها وزارة قطاع الأعمال العام في إطار الجسر الذي تم البدء في تنفيذ مراحله بالتعاون مع المصدرين بين مصر ودولة كينيا .
وقال أنه في ظل استمرار استقرار الأوضاع الاقتصادية للبلاد وحرص الحكومة على توفير حلول عاجلة لبعض المشكلات الملحة وأهمها توفير الطاقة الكافية لتشغيل المصانع وإزالة المعوقات التى تواجه المنتجين والمصدرين من بعض الجهات المعنية ودون إصدار قرارات مفاجئة تؤثر سلباً على أوضاع الإنتاج والتصدير وانتظام صرف مستحقات المصدرين من برامج رد الأعباء من خلال صندوق تنمية الصادرات، فمن المتوقع أن يتحقق هدف الوزارة بتنمية الصادرات وتحقيق نسبة نمو 10 %، وهو المستهدف تحقيقه عام 2019 ، ويستهدف القطاع تحقيق نمواً بنسبة لا تقل عن 15 % خلال 2020 .
وعلى صعيد الفرص الاستثمارية أوضح أبو المكارم أنه وفقا لخريطة مصر الاستثمارية يتوفر لقطاع صناعة الكيماويات فرص واعدة تصل لحوالي 437 فرصة استثمارية، تتنوع بين حجم المشروعات ليدخل بقوة قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضمن القطاعات التى تمتلك فرصا استثمارية واعدة.
وقال أنه في ظل السياسة الاقتصادية التى تنتهجها الدولة حاليا وظهور حقول الغاز الطبيعي مثل حقل ظهر فمن المتوقع نمو عدد المصانع العاملة في القطاع خاصة الصناعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن المشاريع العملاقة التى تنفذ مثل: مجمع مرغم لصناعات البلاستيك بمرحلتيه الأولي ويضم حوالي 240 مرغم « مصنع فى مرحلته الأولي، ومجمع 2 الذي » لصناعات البلاستيك يجرى إنشاؤه على مساحة 51 فدانًا، بإجمالي 204 وحدة إنتاجية بمسطح 144 مترا , ومجمع شركة إيثيدكو للبتروكيماويات في الإسكندرية، حيث يعد أكبر مجمع للبتروكيماويات في الشرق الأوسط، إذ تقدر استثماراته بنحو 1.9 مليار دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 460 ألف طن من الإيثلين و 400 ألف طن من البولي إيثلين، وهما المادتان اللتان تغذيان صناعات مثل أنابيب المياه والصرف الصحي، والكهرباء، وعبوات المياه الغازية والزيوت والخزانات البلاستيكية ، ومشروعات توسعات شركة سيدي كرير “سيدبك” بالإسكندرية لإنتاج البروبيلين ومشتقاته والذي ينفذ على مرحلتين باستثمارات تزيد على 1.7 مليار دولار .
وأشار إلى افتتاح الرئيس السيسي لعدد من المصانع العاملة في قطاع الكيماويات مثل مصنع الغازات الطبية والصناعية التابع لشركة النصر للكيماويات الوسيط، وطرح 3 مجمعات صناعية بالعاشر من رمضان ومرغم والغردقة… وغيرها من فرص ومشاريع استثماريه تخص القطاع.
ولفت إلى معرض باك بروسيس، مؤكداً إنه لأول مرة سوف تستضيف مصر هذا المعرض الهام بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والذي يعد أحد أهم المعارض الدولية التي تنظمها هيئة معارض دوسلدورف، وسيتم تنظيمه سنويا بالقاهرة بدءاً من شهر ديسمبر 2019 وبالتزامن مع معرض “فوود أفريكا”، ويشمل العديد من قطاعات الصناعات الكيماوية من مواد ووسائل التغليف والتكنولوجيات الصناعية ذات الصلة ومجالات إعادة التدوير والتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وتابع : أن استضافة مصر لهذا المعرض الدولي الهام دليل على نظرة العالم للسوق المصري على أنه نافذة للسوق الإفريقي، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين مصر وعدد كبير من الدول والتكتلات الاقتصادية الرئيسية بالقارة، كما نه يبرز وضع مصر الآن على الخريطة الدولية للمعارض والتطور الشديد الذي تشهده هذه الصناعة من بنية تحتية واستعدادات لاستضافة معارض دولية بهذا الحجم ، كما أن المعرض يسهم في تعزيز الروابط والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وعدد كبير من الشركاء التجاريين على المستويات الإقليمية والقارية والعالمية، ويمثل نقطة انطلاق حقيقية للمنتجات المصرية لأسواق القارة الأفريقية، ويسهم في توسيع نطاق وزيادة حركة التجارة البينية بين مختلف الدول .