تحت رعاية حكومة إقليم كوردستان، إنطلقت عصر الإثنين في 28 تشرين الأول في مركز معرض أربيل الدولي فعاليّات معرض "بروجكت العراق 2013"، المعرض التجاري الدولي السادس لمواد ومعدات وتقنيات البناء وحماية البيئة في العراق، الذي تنظّمه الشركة الدولية للمعارض – العراق (IFP Iraq) من 28 إلى 31 تشرين الأول الحالي، بالتزامن مع "معرض الطاقة العراقي 2013"، المعرض التجاري الدولي للكهرباء، والطاقة البديلة، وتقنية المياه، والانارة، والتكييف، و"معرض العقار والإستثمار في العراق 2013"، المعرض التجاري الدولي للإستثمار والتطوير العقاري في العراق.
وبحضور حشد رفيع من كبار الشخصيّات، ورجال الأعمال، والديبلوماسيين، وقادة قطاع البناء والإنشاءات في العراق والمنطقة، يتقدّمهم كل من فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، ونوزاد هادي محافظ أربيل، وممثلي وزارتي الكهرباء، والإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان، قام وزير الإعمار والإسكان في حكومة الإقليم، كاميران أحمد، بقص شريط الإفتتاح إيذاناً بإنطلاق واحدة من أضخم الدورات في تاريخ العراق والمعرض على حد سواء، في ظل مشاركة أكثر من 625 شركة عارضة من 27 دولة حول العالم، فوق مساحة عرض بلغت 22 ألف متر مربع.
وتمثّل هذه الأرقام بشكل واضح مؤشّراً للنمو في العراق، ورمزاً للإمكانات الهائلة التي يتمتع بها قطاع الإعمار والإنشاءات العراقي، حيث بات معرض "بروجكت العراق" يختصر الحيويّة التي يتمتّع بها القطاع التجاري في العراق بشكل عام، وقطاع البناء بشكل خاص، والذي تصل قيمة المشاريع الجارية فيه إلى حوالي 124 مليار دولار، مستقطبةً بذلك كبرى الشركات العالمية الرائدة في المجال.
وقال وزير الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان كاميران احمد، خلال حفل الإفتتاح، إن "إفتتاح مثل هذه المعارض السنوية والذي يعتبر السادس من نوعه في إقليم كوردستان يتيح فرصة سانحة أمام القطاعين الخاص والحكومي لعرض منتوجاتهم التي تدخل في مجال إنعاش قطاع البناء وتعزيز البنية الإقتصادية بشكل عصري."
وأضاف أحمد، "إن المعرض يتيح فرصة جيدة للشركات المحلية لتنفيذ المشاريع المشتركة"، منوهاً "بأن حكومة إقليم كوردستان تدعم نشاطات مثل هذه الشركات للإستفادة من آخر ما توصلت إليه هذه الشركات من تقدم، فضلاً عن الإستفادة من فرص العمل التي تقدمها الشركات لمواطني إقليم كوردستان."
وبنظرة تفصيليّة على الشركات المشاركة في المعرض، يتضّح أن حوالي 90% من هذه الشركات هي شركات دوليّة، وهي نسبة تضاهي النسب التي تسجلها أرقى المعارض العالمية. حيث يشهد المعرض على سبيل المثال مشاركة ما يقرب من 80 شركة إيرانية في أكبر تمثيل آسيوي، فيما تقود إيطاليا المشاركة الأوروبية بحضور حوالي 100 شركة، أمّا تركيا فتتمثّل بأكبر الأجنحة في المعرض بمساحة تفوق 1,700 متر مربع، فيما تشغل الشركات الإيطالية مساحة تصل إلى 800 متر مربع.
وتشارك في دورة هذا العام أكثر من 27 دولة هي أرمينيا، أسبانيا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، أوكرانيا، إيطاليا، إيران، باكستان، البرتغال، بلجكيا، بولندا، تركيا، جمهورية التشيك، الصين، العراق، فرنسا، فييتنام، كندا، الكويت، لبنان، مصر، ماليزيا، المملكة المتحدة، النمسا، الهند، الولايات المتّحدة الأميركية، واليونان. وتشارك 15 دولةً من هذه الدول بأجنحة وطنية رسمية برعاية من الهيئات والمنظمات الرسمية المعنية في كل دولة، حيث تحضر في المناسبة أكثر من 35 جهةً من البعثات والهيئات ووكالات التنمية التجارية الدولية.
وتعوّل هذه الشركات وإلى جانبها المئات من الشركات المحليّة الكثير على مشاركتها في المعرض الذي أرسى دعائمه كمنصّة أساسيّة لإطلاق المشاريع الجديدة، وأضبح صلة وصل مباشرة تسمح بتشكّل علاقات مثمرة بين العملاء والشركاء من مختلف أنحاء العالم، حيث باتت هذه الشركات ترى في المعرض وجهتها المفضلة وخيارها الأول لتثبيت وتعزيز حضورها في الأسواق العراقية الواعدة.
وباستعراض سريع لأبرز الفرص التي تتسابق شركات البناء والإنشاءات لنيل حصة منها، تبرز مجموعة من المشاريع التي يمضي بها العراق في إطار مسيرة الإعمار المتواصلة منذ سنين عدّة، حيث تمضي وزارة الإعمار والإسكان حالياً بتنفيذ 57 مشروعاً سكنياً تقدّر قيمتها بأكثر من 10 مليارات دولار في مختلف المحافظات، فيما يجري العمل حالياً على 450 مشروع بناء في إقليم كوردستان بقيمة مجتمعة تفوق 20 مليار دولار، يتم تمويل 21% منها من الإستثمارات الأجنبية المباشرة. وبالحديث عن الإستثمارات الأجنبية، فقد إستقطب العراق العام الماضي أكثر من 55 مليار دولار من هذه الإستثمارات بصيغة عقود وخدمات تركّز معظمها في قطاعات الإعمار والتطوير العقاري والنقل والكهرباء والطاقة.
ويشكّل إعلان وزارة التخطيط العراقية تخصيص ما يتراوح بين 250 و 275 مليار دولار للإنفاق على مشاريع البنية التحتية خلال الأعوام القليلة المقبلة فرصة لا تعوّض للشركات المشاركة في "بروجكت العراق" كي تضمن لأعمالها حصة منها مع إنتقال هذه المشاريع إلى مرحلة العطاءات وترسية العقود قريباً.
ويعدّ معرض "بروجكت العراق" واحداً من القنوات الفعّالة جداً في توجيه الشركات والإستثمارات الأجنبية نحو أسواق البناء والطاقة العراقية في ظل الدعم العريض الذي يلقاه من مجتمع الأعمال في إقليم كوردستان والعراق متمثلاً بكل من حكومة إقليم كوردستان، ووزارة الأعمار والإسكان العراقية، ووزارة الأعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان، ووزارة الكهرباء العراقية، ووزارة الكهرباء في حكومة إقليم كوردستان، وهيئة الإستثمار في حكومة إقليم كوردستان.
وبالإشارة إلى ضم الحدث لثلاث معارض متزامنة تحت سقف واحد وفي عنوان واحد، يلفت مدير الشركة الدولية للمعارض – العراق (IFP Iraq)، فادي درويش، إلى أنّ المقصود من تزامن المعارض الثلاث معاً هو رفع المستوى التخصصي للحدث بشكل عام، بحيث يتاح لأصحاب المشاريع والمقاولين وسائر الأطراف المعنية تحديد إحتياجات أعمالهم بدقة من خلال كل معرض من هذه المعارض من جهة، ومن جهة أخرى يسمح هذا التوزيع للشركات العارضة أن تبرز بشكل أكبر قيمة معروضاتها. إذ سيجد الزائر في معرض "بروجكت العراق" أقسام الأدوات الصحية والسيراميك، والحجر والخرسانة، والأخشاب ومنتجاتها، والمعادن، والمصاعد، والأمن والسلامة، والبلاستيك والأنابيب، والأصباغ والدهانات، وآليات البناء. أمّا معرض الطاقة فسيضم أقسام الإنارة، والإلكتروميكانيك، والغاز، والتدفئة والتهوئة والتبريد، والمولّدات، والكهرباء. فيما سيكرّس معرض العقار والإستثمار مساحة تجمع أصحاب الأعمال ببعضهم البعض، وبالمستهلكين على حد سواء، مقصّراً المسافات بين المطورين العقاريين والمشترين المحتملين، وموفّقاً بين إمكانات المطورين وحاجات السوق وتطلّعات المشتري. كما يسلّط المعرض الضوء على فرص التمويل، والخيارات المتوفّرة من خلال مشاركة المصارف والصناديق والمؤسسات المالية المعنية.
وقد لاحظ درويش أنّ "الأرقام الأوليّة للزوار في اليوم الأول من المعرض تبدو مشجّعة للغاية"، متوقّعاً أن يستمر المعرض بنفس هذا الزخم وأن يشهد إتمام العديد من الإتفاقيات والصفقات الواعدة. ودعا درويش جميع من لم يتح لهم زيارة المعرض في يومه الأوّل أن لا يفوّتوا على أنفسهم الفرصة في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنّ المعرض مستمر حتى يوم الخميس في 31 تشرين الأول، فاتحاً أبوابه من الثانية ظهراً حتى الثامنة مساءً.