أكّدت سعادة الدكتورة حصة الجابر وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن دولة قطر ماضية قدمًا في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والارتقاء بمعدلات مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق النمو والتنمية المستدامين لتصبح رائدة في الاقتصاد الرقمي.
جاء ذلك في البيان الذي ألقته سعادتها حول السياسة العامة لدولة قطر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال فعاليات افتتاح النسخة التاسعة عشرة من مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات (PP-14)، المنعقد بمدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
وأشارت في بيانها إلى النجاحات المحرزة في دولة قطر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأهداف الطموحة للقطاع خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكّدت أن قطر تواصل جهود تطوير هذا القطاع والارتقاء بمعدلات مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وفي تحقيق النمو والتنمية المستدامين على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي من خلال الشمولية الرقمية، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وضمان وصول فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الجميع.
وتابعت "إن حضورنا اليوم يؤكّد التزامنا برسم ملامح مستقبل تتمكن فيه الشعوب أينما كانت من خلق المعلومات والمعرفة، والنفاذ إليها، واستخدامها، والاستفادة منها، وتبادلها بهدف إدراك كامل طاقاتهم وإمكاناتهم، وتحفيز اقتصادهم الوطني."
مراكز متقدّمة
وأضافت سعادة وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن دولة قطر في وضعٍ جيدٍ لصناعة هذا المستقبل، مستشهدة بمراكز قطر المتقدمة في تقارير حديثة أصدرها المنتدى الاقتصادي العالمي، وأبحاثٍ محلية تبين اقتراب معدلات انتشار الإنترنت بين الأسر والأفراد في قطر من المعدلات العالمية، إضافة إلى توافر تقنية الجيل الرابع LTE في مختلف أرجاء البلاد، ومعدل 185 بالمائة لاستخدام الجوال، وتوفر شبكة ألياف ضوئية عالية السرعة تربط حوالي 85 بالمائة من المنازل.
وشدّدت على أن الهدف الرئيس هو أن تصبح دولة قطر الأفضل توصيلاً في العالم ورائدة في الاقتصاد الرقمي الابتكاري.. وقالت "نحن كدولةٍ، لا يمكننا التفكير في هدف أكثر أهمية من الشمولية وضمان وصول فوائد التكنولوجيا إلى الجميع بغض النظر عن أعمارهم، أو جنسهم، أو دخلهم، أو مكانهم، أو قدراتهم".
وأوضحت سعادة الدكتورة حصة الجابر أن دولة قطر بدأت منذ عدة سنوات مجموعة من البرامج التدريبية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مخصصة للنساء، والعمال ذوي المهارات المتدنية، وذوي الإعاقة، وكبار السن.
الشباب
وتحدثت سعادتها عن الشباب باعتبارهم العماد الرئيس لترجمة هذه السياسة إلى واقعٍ ملموسٍ، وقالت "ندرك تمامًا أن شبابنا القطري هم من يقودون مسيرة دولة قطر نحو المستقبل، وبهدف تزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين التي هم بحاجة إليها ليصبحوا قادة المستقبل في هذا القطاع، فقد أطلقنا مؤخرًا برنامجًا جديدًا يهدف إلى تدريب شبابنا على مهارات متقدمة مثل الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الكبيرة، والتشفير، والمهارات الإعلامية الرقمية."
وأكّدت سعادة الدكتورة حصة الجابر وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مواصلة دولة قطر جهود زيادة مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي، وتشجيع الابتكار، وخلق بيئة أكثر تحفيزًا للاقتصاد الرقمي الابتكاري.
كما أشارت إلى الدور الذي يلعبه "مركز حاضنات الأعمال الرقمية" في مساعدة روّاد الأعمال الشباب والشركات الناشئة في الانتقال من مرحلة الفكرة الإبداعية إلى مرحلة النجاحات التجارية.
ولفتت سعادتها إلى تبني دولة قطر رؤية التوصيل في 2020 والغايات الأربع المتضمنة بها وهي: النمو، والشمول، والاستدامة، والابتكار والشراكة.
وفي ختام كلمتها دعت سعادتها جميع الحضور إلى حضور المعرض العالمي للاتصالات 2014 الذي يقام في دولة قطر للمرة الأولى تحت شعار "التركيز على المستقبل".. مشيرة إلى أن المعرض يستعرض عبر مداولات ونقاشات مكثفة ومثمرة، التحولات في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف سيبدو مستقبل هذا القطاع ودوره في تغيير حياتنا.
كما أوضحت سعادتها أن دولة قطر سوف تعرض لأول مرة خلال فعاليات المعرض الابتكارات الجديدة من "التكنولوجيا الذكية" مثل المدن والأبنية والملاعب الذكية". حيث إن قطر في طليعة الدول التي تتبنى هذه التقنيات بصفتها الدولة المستضيفة كأس العالم 2022".
مؤتمر المندوبين
يذكر أن مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات هو أوسع اجتماع دولي لواضعي السياسات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من مختلف دول العالم.
ويناقش المؤتمر مجموعة كبيرة من القضايا والملفات التي يثيرها أعضاء الاتحاد العالميون ويتألفون من 193 بلدًا عضوًا، وأكثر من 700 عضو من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومؤسسات بحث وتطوير، ومؤسسات أكاديمية.
وخلال هذا الحدث الدولي الذي يعقد كل أربع سنوات، يتم وضع الخطة الإستراتيجية لعمل الاتحاد، وانتخاب قيادة جديدة، ووضع ملامح المستقبل وكيفية مساهمة كل دولة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وكانت سعادة الدكتورة حصة الجابر قد شاركت أمس في الاجتماع الوزاري السنوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي عقد تحت عنوان "الدور المستقبلي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات – تنمية مستدامة من خلال شمولية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بحضور نحو 50 وزيرًا من مختلف دول العالم.
وشهد الاجتماع التصديق على " إعلان /بوسان/ حول الدور المستقبلي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق التنمية المستدامة" الذي ينصّ على التزام الدول بحزمة الالتزامات المتفق عليها دوليًا لتحقيق هذه الغاية، وتحفيز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق النمو المستدام والتنمية الاقتصادية المستدامة، وسد الفجوة الرقمية لتحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز استدامة النظام الإيكولوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحفيز الابتكار والإبداع والشراكة، مع التأكيد على أهمية توفير البنى التحتية من الاتصالات والتنمية البشرية.