أكدت سعادة السفيرة دانا سميث سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة أهمية الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين قطر وأمريكا حيث تعد قطر رابع أكبر وجهة للصادرات الامريكية في الشرق الاوسط.
وقالت بعد عودتها من واشنطن حيث شاركت في "منبر السفراء الإقتصادي والتجاري" السنوي الثالث، والذي حضره أحد عشر سفيراً امريكياً يمثلون الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، قالت : " إنّ مثل هذه الفعاليات تعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية. واليوم تزخر هذه العلاقات بفرص واعدة وغير مسبوقة، فدولة قطر تتطلّع إلى الولايات المتحدة كوجهة رئيسة للاستثمار كما أنّ الشركات الأمريكية يزداد حضورها قوّةً في العديد من قطاعات السوق القطري. وعلينا أنْ نواصل سعينا إلى الاستفادة من هذه الفرص التي من شأنها أنْ تعزّز الروابط الاقتصادية والتجارية بما يعود بالنفع على شعبي البلدين ".
واضافت أن كلّا من قطر والولايات المتحدة قد طورتا روابط تجارية وثيقة، إذ إنّ قطر هي رابع أكبر وجهة للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتُعتبر الولايات المتحدة أكبر مستثمر أجنبي ومُصدّر إلى قطر، ويتجاوز عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في قطر 120 شركة.
التعاون القطري الأمريكي
وحول جديد التعاون القطري الامريكي في مجال التعليم قالت السفيرة سميث " إنّ حجر أساس التعاون القطري – الأمريكي في مجال التعليم هو المدينة التعليمية في مؤسسة قطر، فهي تجمّعٌ يُقدّر بمليارات الدولارات لعددٍ من مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث المحلية والغربية. كما أنّ المدينة التعليمية تحتضن فروعاً لـ 6 من أعرق الجامعات الأمريكية: جورج تاون، وفيرجينا كومنولث، و ويل كورنيل للطب، وتيكساس إيه أند إم، وكارنيجي ميلون، ونورث ويستيرن. جميعها عزّزتْ تطوّر نظام التعليم العالي في البلد على نحوٍ فعال، وكانت بمثابة منصّةٍ لأحدث مراكز البحوث والتنمية إقليمياً." وفيما يتعلّق بالابتكار التقني، لفتت السفيرة سميث الى قيام شركات أمريكية مثل شركة مايكروسوفت، وجينيرال إليكتريك، وإيكسون موبيل بافتتاح منشآت للبحوث في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، تعمل بشكلٍ متواصل على إجراء الأبحاث الحديثة والمبتكرة بهدف دعم جهود قطر في تطوير الاقتصاد القطري وتحويله إلى اقتصاد قائم على المعرفة، في إطار رؤية قطر الوطنية 2030.
وحول آخر المستجدات فيما يتعلق بالشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين نوهت السفيرة الامريكية الى ان دولة قطر تخطط لإنفاق أكثر من 200 مليار دولار على مشاريع البنية التحتية في ضوء استعدادها لاستضافة الحدث الرياضي الأهم عالمياً: بطولة كأس العالم 2022. وقد فازت شركات أمريكية بمناقصات للعديد من المشروعات الضخمة المتعلّقة بقطاع البنية التحتية، من بينها مشروع مطار حمد الدولي الذي اكتمل بتكلفة زادت على 16 مليار دولار، وافتُتح في شهر نيسان من عام 2014، بالإضافة إلى مشروع مترو الدوحة، ومشاريع بناء الملاعب لبطولة كأس العالم 2022، ومشاريع أخرى.
شريك تجاري
وقالت سميث : " تُعدّ قطر أحد أهمّ شركائنا التجاريين في المنطقة، حيث تجاوزتْ قيمة الواردات القطرية من البضائع الأمريكية الـ5 مليارات دولار عام 2014. ومنذ عام 2005، ودولة قطر تعمل بشكلٍ فاعلٍ على توسيع استثماراتها في الولايات المتحدة، من خلال "جهاز قطر للاستثمار" والشركات التابعة له ومن ضمنها شركة قطر القابضة وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري. وكذلك من خلال استثمارات القطاع الخاص مثل شركة الريان للإستثمار السياحي وهي الذراع الاستثماري لشركة الفيصل القابضة. وتتضمّن المحفظة الاستثمارية لجهاز قطر استثمارات في شركة (تيفاني آند كومباني: Tiffany & Co)، و(بنك أوف أمريكا: Bank of America)، و(جلوبال إكسبريس بيزنس ترافل: American Express Global Business Travel). وافتتحت الديار القطرية مكتباً لها في واشنطن، بعد نجاحها في إطلاق أول استثماراتها هناك بقيمة 1.5 مليار دولار في سيتي سنتر دي سي ومشروع عقارات بشراكة مع شركة هاينس كونستراكشن الامريكية .
وتستثمر شركة الريان للإستثمار السياحي في مشروعات فندقية وعقارات حيث تغطي محفظتها الاستثمارية الى الان كلا من شيكاغو وميامي ونيويورك ، وفي عرض قدمته قطر امام الغرفة الامريكية في يناير عبرت قطر عن رغبتها في الاستثمار بقيمة 35 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة".
ووفق بيانات رسمية لمكتب التحليل الاقتصادي الامريكي فان حجم الاستثمارات القطرية بلغ مع نهاية عام 2013 نحو 3.32 مليار دولار .
كانت غرفة التجارة العربية الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية استضافت في الرابع والعشرين من مارس "منبر السفراء الاقتصادي والتجاري" السنوي الثالث، حيث شارك في الفعالية احد عشر سفيراً امريكياً يمثلون الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وثمانية من نظرائهم العرب الذين يمثلون بلدانهم لدى الولايات المتحدة. وانعقدت الفعالية بوزارة الخارجية الامريكية وحضرها اكثر من 400 من قادة الاعمال حيث استمعوا إلى مناقشات السفراء، ومنهم السفيرة دانا سميث حول الفرص التجارية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتحديات التي تواجهها.