— بقلم: توفيق دبوسي
رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي
كتب السيّد دبوسي هذه المقالة خصيصاً لموقعنا "ifpinfo" لمناسبة قرب انعقاد "مؤتمر طرابلس 2017"، وورد فيه:
تحتاج مدينة طرابلس، ومنطقة لبنان الشمالي، الى إستراتيجية إنمائية شاملة متكاملة تساعد على إنحسار معوقات التنمية وتراجع مؤشرات النمو، لا سيما انها باتت في المرحلة الراهنة تنعم بمناخ إقتصادي وإجتماعي يتسم بالإيجابية ويساعد على تطوير وتحديث ركائز دورة حياتها الإقتصادية، لا سيما إذا أحسنت إدارة مرافقها وإداراتها ومؤسساتها بعقلية القطاع الخاص لإعادة تشغيل محركات الإنماء الأساسية بهدف إبراز مواطن القوة وكذلك الصورة الحقيقية لمكانتها الإقتصادية ولتعزيز الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص للدخول في مرحلة جديدة عنوانها إيجاد "بيئة حاضنة للتنمية والنمو"، وهذا ما شكل الدافع الأساسي لدى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي للمشاركة في إنعقاد مؤتمر يلقي الضوء على الفرص الإستثمارية وتحدياتها لإيماننا الوثيق بأن الوطن اللبناني والعالم العربي والمجتمع الدولي يحتاجون الى طرابلس والى موقعها الإستراتيجي وأن ثرواتها ومصادر غناها هي ملك الدولة اللبنانية وهي بتصرف كافة مكونات المجتمع اللبناني والهدف الأساسي والمحوري هو تفعيل دور لبنان الإقتصادي والإستثماري من طرابلس".
وبالرغم من هذا التوجه الإستراتيجي الإنمائي الإستثماري فإن غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، تدرك مسؤولياتها كاملةً تجاه المجتمع الإقتصادي اللبناني، وتشدد على دعم القطاع العام، لذلك بادرت أمام خيار الإنماء والإستثمار الى إطلاق مسيرة النهوض الإقتصادي والتقدم الإجتماعي ومواجهة كافة المعوقات بغرادة صلبة لا تلين وهي تتحفظ كلياً على مقولة الفقر والبؤس وخلافها من الأطروحات التشاؤمية لأن نقاط الضعف التي لا يخلو منها مجتمع بشري لا يمكن مقارنتها بنقاط القوة إقتصادياً وإستراتيجياً وموارد بشرية متخصصة تسجل قصص نجاح على مختلف المستويات وطنياً وعربياً ودولياً.
ومن أجل ترسيخ دائم مسيرتها الإنمائية والإستثمارية، تشارك غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، في إطلاق مؤتمر فرص وتحديات الإنماء، لتؤكد على مدى إلتزامها بإستثمار مقومات القوة الإنمائية والإستثمارية التي يتمتع بها لبنان من طرابلس وهي تتوسل الخطوات العملية بالإستناد الى الديناميكية الحيوية التي يتصف بها القطاع الخاص وهي:
* التعاون مع مصلحة إستثمار مرفا طرابلس لتجديد بنية المرفأ وتحديث دوره في تنشيط الحركة التجارية لا سيما أن المرفأ بات يلعب دوراً على صعيد حركة الملاحة التجارية المعاصرة من خلال رصيف الحاويات حيث لعبت غرفة طرابلس دوراً حيوياً في تشجيع وجذب كبريات شركات النقل البحري على إعتماد مرفا طرابلس.
* تقديم الدعم الكامل للمنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس حيث وضعت غرفة الشمال بتصرف هذا المشروع الإقتصادي الإستثماري الكبير مكتباً خاصاً وتغطية نفقات تتطلبها عملية إنطلاقة العمل فيه، وتعيين خبير في شؤون المناطق الإقتصادية الخاصة تم وضعه بتصرف مشروع المنطقة،على إعتبار ان الغرفة تدعم كل المرافق التي تشكل قيمة مضافة في الإقتصاد الوطني.
* العمل على تطوير بنية معرض رشيد كرامي الدولي وتحديث أنظمته وتشريعاته بالتعاون مع مجلس إدارة المعرض لتحويل هذا المرفق الى بيئة إستثمارية لبنانية وعربية ودولية والعمل الجاد في سبيل تحقيق هذا الهدف من خلال السعي لتأسيس شركة لبنانية مغفلة من القطاعين العام والخاص، تعتمد خيار الخصخصة لتحريك عجلة مشاريعه.
* المطالبة بإطلاق ورشة تأهيل وتطوير مطار الرئيس رينه معوض (القليعات) ووضعه بتصرف الملاحة الجوية التجارية المدنية وكذلك سكة الحديد ومصفاة طرابلس لما تشكل من مرافق قادرة على توفير آلاف فرص العمل لمواردنا البشرية والأيدي العاملة وبصورة خاصة الشابة منها.
* توفير الدعم لقطاع المفروشات والصناعات الخشبية والحرفية عبر تضافر الجهود المشتركة بين "الغرفة" و"جمعية الصناعيين اللبنانيين" و"كفالات" و"اليونيدو"، وتأمين أفضل الوسائل المساعدة على " تنمية التجمّعات في الصناعة الثقافية والإأبداعية"، وتعزيز حركة صادرات هذا المنتج التراثي الوطني العريق لدخول الأسواق العربية وفقاً للمعايير المعتمدة، إضافة الى حصول العاملين في هذا القطاع على دورات تدريبية لصقل مهنيتهم ومهاراتهم وكذلك قروض ميسرة من عدد من المصارف على أن تكون هذه القروض مكفولة من شركة "كفالات"، إضافة الى إعداد فيلم وثائقي عن هذا القطاع وتم توزيعه على بعض السفارات اللبنانية في دول مجلس تعاون الخليج العربي.
* خيار القيام بمشاريع تتوسل الطاقة البديلة والمتجددة والصديقة للبيئة وإمتلاك غرفة طرابلس ملفاً متخصصاً وتقنياً في هذا المجال وتنسجم الغرفة بذلك تمام الإنسجام مع إستراتيجيات التنمية المستدامة، لا سيما في الحفاظ على البيئة اللبنانية ضناً بلبنان الوطن والإنسان والمجتمع".
* الوقوف الى جانب نقابات المهن الحرة وإحتضان غرفة طرابلس في مقرها "المركز اللبناني للتعليم المستمر لأطباء الأسنان".
* الإهتمام الزراعي بتقديم التسهيلات الممكنة لدعم الصادرات الزراعية والإهتمام بقطاعي الزيتون وزيت والزيتون للحفاظ على زراعة شجرة الزيتون ومنتجها من الزيت، وإبقاء العناية بشجرة الزيتون على الأهمية التي تحتلها على مدى تاريخ لبنان الإقتصادي والإنتاجي، والتشجيع على تأسيس التعاونيات الزراعية والوقوف الى جانب المزارعين في تطلعاتهم المطلبية لا سيما خلال تعرض مواسهم للاضرار من جراء الكوارث الطبيعية التي تطال منتجاتهم ومراجعة مجلس الوزراء والهيئة العليا للإغاثة لتامين التعويضات المساعدة، وكذلك الشروع بإطلاق عمليات تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية والصناعات الغذائية بواسطة السفن المدحرجة(الرورو) والعبارات وتامين الدعم اللازم لها من المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان "إيدال".
* دعم التحرك المطلبي لنقابة معلمي الخضار والفاكهة ومتابعة الإسراع بتشييد السوق الجديد للخضار والفاكهة وتنفيذه وإنهائه.
* التعاون مع هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان لإستثمار نقاط القوة الإستراتيجية التي يمثلها النفط والغاز ومشتقاته ومصادر الطاقة الأخرى.
* توفير الدعم لتفعيل دور الصادرات الوطنية في الأسواق الدولية لا سيما الزراعية الصناعات الغذائية منها وتوقيع بروتوكولات تعاون غير مسبوق مع القطاعين العام والخاص في دولة روسيا الاتحادية خلال "زيارات العمل" المستمرة والتي التي تفتح المجالات واسعة، أمام مباحثات مع دولة روسيا الإتحادية في المجال الإقتصادي ونالت الغرفة تخفيضات على الصادرات اللبنانية الرسوم الجمركية الروسية.
* وجود سلة مشاريع تعتمدها غرفة طرابلس ولبنان الشمالي لتوفير خدمات نوعية متقدمة للمجتمع الإقتصادي اللبناني بكل مكوناته وقطاعاته، ومنها:
1- حاضنة الأعمال (بيات) للتشجيع على إنشاء وتأسيس المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
2- الدعم المتواصل لرواد الأعمال من الشباب ومساعدتهم على تطوير مشاريعهم الإبتكارية والإبداعية.
3- تعزيز الدور المتنامي لـ(مختبرات مراقبة الجودة) في تشديدها على إحترام تطبيقات معايير الجودة والسلامة الغذائية.
4- التأسيس لإطلاق مركز التطوير الصناعي وأبحاث الغذاء (إدراك) .
5- إعتماد دورات تدريبية مهنية وتقنية لصقل مهارات الأيدي العاملة الشابة ورفدها في سوق العمل والتعاون مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص في هذا المجال.
* التواصل مع الهيئات والفاعليات الإقتصادية اللبنانية وكافة مكونات مجتمعنا الإقتصادي اللبناني من أجل العمل في مناخ من الشراكة على وضع طرابلس على خارطة الإستثمار والإنماء، حيث تجلى هذا الخيار بإستضافة عدد كبير من الفاعليات الإقتصادية اللبنانية وفي مقدمتهم حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي قدمنا له المفتاح الذهبي كهدية رمزية لنؤكد على غنى طرابلس ووضع كنوزها الإنمائية والإقتصادية والإستثمارية في خدمة الإقتصاد الوطني بكل مكوناته وقطاعاته ومناطقه.
* التواصل مع الوفود الديبلوماسية والقنصلية والإقتصادية والمالية الدولية والمنظمات والوكالات المتخصصة في هيئة الأمم المتحدة وخلافها من مؤسسات المجتمع العربي والدولي، والتشديد خلال المباحثات على أهمية "مكانة" طرابلس الإستراتيجية بإعتبارها عاصمة إقتصادية للبنان و"منصة" لإعادة إعمار العراق وسوريا في المستقبل الواعد، والإضاءة على الزيارة المميزة التي إتسمت بها زيارة سفير جمهورية الصين الشعبية ومعالي رئيس الهيئات الإقتصادية اللبنانية عدنان القصار وتحديد مكانة طرابلس ولبنان على نطاق حزام طريق الحرير التاريخي.
* إستثمار قصص النجاح التي يسجلها اللبنانيون في بلدان الإنتشار والإستفادة القصوى من طاقاتهم بإعتبارها من الروافد الأساسية لدعم مرتكزات الإقتصاد الوطني.
* بناء أوسع العلاقات مع إتحاد الغرف اللبنانية والعربية والغرف الأجنبية المشتركة لدعم تطلعات رجال وسيدات الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص.
* الإصرار على أهمية التطبيقات العملية للشراكة بين القطاعين العام والخاص ليس من أجل النهوض بطرابلس والشمال وحسب وإنما بلبنان وبكل بلدان الجوار العربي، وتوقيع بروتكولات التعاون مع البلديات لا سيما إتحاد بلديات الفيحاء كسلطة محلية.
* إعتماد صيغة الإنفتاح على القضايا المجتمعية التي باتت من صميم إهتمامات الغرف التجارية في المرحلة المعاصرة وتشبيك العلاقات وتوثيقها على مستوى هيئات ومنظمات المجتمعين الأهلي والمدني، وتقديم الدعم للأنشطة والمناسبات والمهرجانات التي تنظمها الجمعيات السياحية والتراثية لإظهار الصورة الجميلة التي تتحلى بها طرابلس وكل لبنان.
* تطوير وتحديث الخدمات النوعية والمتنوعة التي يقدمها الصندوق التعاضدي لمنتسبي الغرف اللبنانية.
* تعزيز دور مركز الوساطة والتحكيم في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي.
* توثيق الروابط مع المجتمع الأكاديمي المتمثل بالجامعة اللبنانية وكافة الجامعات الخاصة العاملة في طرابلس ولبنان الشمالي.
وكل ذلك من أجل أن يكون لطرابلس والشمال دوراً محورياً في بنية الإقتصاد الوطني وأن تشكل نقطة إنطلاق لمشاريع وخطط إعادة إعمار بلدان الجوار العربي.