في ضوء التحديات البيئية التي يشهدها لبنان والمنطقة، وإنطلاقاً من تمتع لبنان بموارد طبيعية وبشرية تؤهله ليكون في صدارة دول المنطقة على صعيد تبني وتطبيق الحلول المستدامة في أكثر من مجال، تنطلق في مركز "بيال" للمعارض في وسط بيروت فعاليّات المؤتمر الدولي للتقنيات البيئية والإستدامة، وتقنيّة المياه والطاقة النظيفة، EcOrient 2013، الذي تقيمه على مدار يومين الشركة الدولية للمعارض (IFP Group) بالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة في باريس (CCI) بالتزامن مع المعرض التجار الدولي الثامن عشر لمواد ومعدات وتقنيات البناء، Project Lebanon 2013، والمعرض التجاري الدولي الثالث لتوليد الطاقة للكهرباء والإنارة والتكييف Energy Lebanon 2013.
ويشهد المؤتمر دعم ومشاركة أكثر من هيئة محلية وإقليمية بارزة، على رأسها غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، ونقابة المهندسين في بيروت، والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، والجمعية اللبنانية للطاقة الشمسية، ومجلس لبنان للأبنية الخضراء، الجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتبريد – فرع لبنان، والجمعية العربية للتنمية المستدامة، فضلاً عن مشاركة خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والمكتب الدولي للمياه، والوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة والمنظّمة الخليجية للبحوث والتطوير، وعدد كبير من المهندسين، والخبراء والمستشارين البيئيين من لبنان والمنطقة، الذين سيعالجون مجموعة من الموضوعات الحيوية والمؤثرة في مستقبل المنطقة البيئي بهدف التوصل إلى إجابات شافية، والخروج بتوصيات حول أمثل السبل لمواجهة التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة.
وستعقد على مدار اليومين 6 جلسات عمل يطلّ من خلالها أكثر من 25 متحدّثاً من الخبراء الذين يمثّلون كبرى منظمات حماية البيئة، والمؤسسات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والبديلة، وشركات إدارة ومعالجة النفايات، إضافة إلى مندوبين من مؤسسات البحوث والدراسات البيئية، والمعاهد العلمية، بحضور المسؤولين في الهيئات الحكومية المعنية. وتحلّ عناوين مثل "طاقة الرياح في لبنان والشرق الأوسط"، و"معالجة وتكرير مياه الصرف الصحي"، و"توليد الطاقة من النفايات"، و"التطبيقات المنزلية المستدامة"، و"نظم النقل المستدام"، على جدول أعمال المؤتمر، الذي سيشهد كذلك عرضاً لعدد من التجارب الناجحة في هذا المضمار.
أمّا على صعيد المتحدثين، فتبرز أسماء جان بول فيرميس، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة في باريس، ونيكولاس فيش من الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (IRENA)، والباحث بدائرة الطاقة الشمسية التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، الدكتور سعد الجندل، والسيّدة جولي بيرسون من مركز التنافسية البحرية في إقليم "آلب كوت دازور" الفرنسي (Pôle MER PACA)، ونائب رئيس الإدارة والخدمات العامة في مدينة مرسيليا الفرنسية، جان شارل لارديك، وغيرهم الكثير.
وبالتوازي مع الدور البيئي المأمول للمؤتمر، سيشكل المعرض المصاحب فرصة تجارية فريدة لجميع الشركات المحلية والإقليمية والعالمية التي تنشط في القطاع كي تستكشف فرص الأعمال المتوفرة في أسواق لبنان والمنطقة. إذ أن المعرض سيوفر لهذه الشركات مجالاً واسعاً لإطلاق ما لديها في الأسواق العربية، خصوصاً تقنيات وحلول ومنتجات الحد من إنبعاثات الكربون، وإدارة ومعالجة النفايات، وإدارة وحفظ الموارد المائية، وضبط نسب التلوث في الهواء، وغيرها من المجالات التي تشكل موضع حاجة ملحة وعاجلة. وسيتاح للمشاركين أن يستفيدوا من فرصة وجودهم في بيروت وما تمثله من بوابة واسعة على أسواق المنطقة كي يلتقوا مباشرة بقادة القطاع وأصحاب القرار فيه لا على مستوى لبنان فحسب، بل على مستوى دول الشرق الأوسط.
و في هذا الإطار، يرى النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة في باريس، جان بول فيرميس أنّ "لبنان يتمتّع بإمكانات كبيرة كي يطوّر مصادر للطاقة النظيفة"، معتبراً أنّ "السوق اللبنانية تعدّ مثاليّة لدفع النمو قدماً في هذا المجال على الصعيد الإقليمي." ويلفت فيرميس إلى أنّ "المؤتمر والمعرض المصاحب يلعبان دوراً حيوياً في نقل التجارب والخبرات الفرنسية في مجال البيئة والطاقة النظيفة على المستويين التقني والإقتصادي"، مشيراً إلى أنّ "قطاع التقنيّات الخضراء يعدّ أحد أسرع القطاعات نمواً في العالم مع حجم أعمال يبلغ أكثر من 500 مليار دولار بحسب تقديرات كليّة "إنسياد" لإدارة الأعمال، مع تقديرات بملامسته سقف تريليون دولار في غضون أعوام قليلة."
وبالحديث عن الفوائد الإستثمارية والعوائد التجارية للحدث، فلا شك أنها ستكون مضاعفة لتزامنه مع معرض "بروجكت لبنان 2013"، المعرض التجاري الدولي الثامن عشر للبناء والتقنيات البيئية، بما يمثله الأخير من وجهة مفضلة لدى سائر أهل الإختصاص في قطاع البناء والإنشاءات على صعيد لبنان والمنطقة. حيث يضم المعرض في دورة هذا العام حوالي 700 شركة عارضة من أكثر من 25 دولة حول العالم، مستقطباً ما يربو على 25 ألف زائر. وهي أرقام لا شك أنها ستنعكس إيجاباً بدورها على معرض ومؤتمر EcOrient 2013. وبالنظر إلى الإرتباط الوثيق بين مسألتي الطاقة والبيئة، يكتمل هذا الحدث الشامل بتنظيم معرض الطاقة اللبناني 2013، المعرض التجاري الدولي الثالث لتوليد الطاقة والكهرباء والانارة والتكييف، أحد أرقى المعارض تخصصاً وشمولية ضمن مجاله في المنطقة.
وفي خلاصة للحدث، نجد أن بيروت ستجمع بين الرابع والسابع من حزيران عشرات الخبراء والمتحدثين، والمئات من الشركات المحلية والدولية، وعشرات الآلاف من الزوار المتخصصين، في قمة واحدة تغطي كافة جوانب التنمية للمستقبل من حلول للبناء، والطاقة، والبيئة، مؤكدة بذلك مرة جديدة موقع لبنان الحيوي كمركز للتبادل التجاري والمعرفي والتنمية الإقتصادية والإستدامة في المنطقة.