تزداد في المرحلة الراهنة أهمية تركيز منتجي الأسمدة على الاستثمار في تنويع قاعدة منتجاتهم وتعزيز القيمة المضافة التي يحققها هذا القطاع من جهة ولمجابهة التحديات المستقبلية المتعلقة بإمدادات الغاز الطبيعي ، وهو ما أكده الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا).
وفي ضوء تنامي الطلب على الطاقة وتحلية المياه في دول المجلس، تزداد المنافسة لتأمين ما تحتاجه الصناعة من إمدادات الغاز الطبيعي لإدامة مسيرة النمو القوي الذي ميزها في العقود الأربع الماضية.
وبهذا السياق قال الدكتور عبدالوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات(جيبكا): "يتجه منتجو الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي لتنويع قاعدة منتجاتهم والتي تميزت خلال الفترة السابقة بتركيزها على الأسمدة النتروجينية ( الأمونيا واليوريا ) لتتضمن الأسمدة الفوسفاتية. وإضافة إلى قيمتها العالية يتطلب إنتاج الأسمدة الفوسفاتية كميات أقل من الغاز الطبيعي ، فضلاً عن كونها من الموارد الطبيعية المتاحة في دول المجلس لكن لم تتم الاستفادة منها حتى الآن".
وأعزى الدكتور السعدون الفضل في التطور المستمر الذي يشهده قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي في المقام الأول إلى وفرة إمدادات الغاز ووفرة الكبريت (المستخلص من البترول الخام الثقيل) بأسعار تنافسية نظراً لتدني كلفة إنتاجها في دول الخليج. وتشير البيانات الصادرة عن جيبكا إلى أن الطاقة الإنتاجية لدول المجلس من الأسمدة النتروجينية،(الأمونيا واليوريا)، تبلغ حالياً نحو 11.4 مليون طن و14 مليون طن تباعاً. ومن المتوقع أن تشهد الطاقة الإنتاجية لتلك الأسمدة ارتفاعاً إلى 13 مليون طن من الأمونيا و16.5مليون طن من اليوريا بحلول العام 2020.
ومن ناحية أخرى، لا تمثل الأسمدة الفوسفاتية سوى نسبة ضئيلة من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الأسمدة في الوقت الحاضر وتبلغ طاقتها الإنتاجية 3.4 مليون طن، علماً بأنها ستصل إلى 5.5 مليون طن بحلول نهاية العقد الحالي. ويتم تصدير أكثر من نصف إنتاج دول مجلس التعاون من الأسمدة إلى الخارج، الأمر الذي يسهم في تعزيز عائداتها ومكاسبها الوطنية.
ويجري تصدير أكثر من نصف الأسمدة المنتجة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الخارج، مما يثمر عن تحقيق عائدات قيّمة لهذه الدول. وقد شهد العام 2012 وحده تصدير أكثر من 7ملايين طن من الأسمدة الخليجية إلى الأسواق الآسيوية، الأمر الذي يعكس مكانتها كأكبر أسواق التصدير لمنتجي الأسمدة في دول المجلس.
وأضاف الدكتور السعدون: "تمثل الأسواق الآسيوية حالياً حوالي 60% من حجم الطلب العالمي على الفوسفات، مما يبرز الحاجة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية لتعزيز الطاقة الإنتاجية للفوسفات في الخليج، وذلك لترسيخ المكانة المميزة التي يتمتع بها منتجو الأسمدة الخليجيون في الوقت الحاضر".
من جهة أخرى، يتوقع "جيبكا" تأثر حركة التصدير على المدى الطويل بسبب توفر الإمدادات الهيدركربونية للمنافسين بتكاليف أقل نتيجة توسع إنتاج الغاز الصخري في أمريكا الشمالية.
ويبقى منتجو الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي متفائلين في ضوء التوسع المستمر للقطاع، وفقاً للتقارير الصادرة عن "جيبكا". فعلى سبيل المثال، ستقوم شركة التعدين العربية السعودية (معادن) بإضافة 1.5 مليون طن إلى قدرتها الإنتاجية من الفوسفات الصخري عبر مشروع مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية المقرر إنجازه بحلول العام 2016.وتشكل المرحلة الأولى لهذا المشروع التي تبلغ قيمته 7 مليارات دولار مؤشراً إيجابياً على توجه القطاع نحو التنويع.