شكّلت مشاركة رئيس المجلس البابوي للعدل والسلام في حاضرة الفاتيكان، نيافة الكاردينال بيتر تركسون، في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر بيروت – إقتصاد لخدمة الإنسان، مناسبة لعرض نظرة الفاتيكان إلى عالم الإقتصاد اليوم، والدور الذي تتوسّمه الكنيسة لأصحاب العمل.
وقد عرض الكاردينال الغاني بشكل مسهب للوثيقة التي أصدرها المجلس البابوي للعدل والسلام حول هذه المسألة والتي حملت عنوان "الدعوة في حياة رجال الأعمال"، وجرت ترجمتها من الإيطالية إلى الفرنسية والأسبانية والبرتغالية والإنجليزية والعربية.
وتمثّل الوثيقة بحسب نيافته نداء قداسة لأرباب العمل من أجل أن يكونوا أصحاب دعوة في عالم بات يتّصف بالمنافسة الحادة والميل الجامح لتكديس الأرباح، مع كل ما يتركه ذلك من إنعكاسات على الإنسان بغض النظر عن موقعه في السوق. ودعا تركسون إلى إعتماد منطق "الهبة" بديلاً عن منطق الربح كوسيلة لإعادة توجيه الأسواق نحو خير الإنسان بقيادة أرباب العمل أنفسهم.
وتدعو الوثيقة إلى تبني مبادئ العقيدة الإجتماعية للكنيسة في ممارسة الأعمال، وهي الحقيقة والحرية والعدالة والسلام خدمةً للغاية القصوى وهي الحفاظ على الكرامة الإنسانية. واعتبر تركسون أنّ إعتناق هذه المبادئ من قبل أرباب العمل لا يجعل منهم دعاة للخير فحسب، بل يذلّل أمامهم التحديّات التي يواجهها إقتصاد اليوم، وهي بحسب ما عدّدتها الوثيقة العولمة، والمتغيّرات الثقافية، والأزمات المالية.
كذلك وضعت الوثيقة إطاراً عاماً للحكم على الممارسة الرشيدة للأعمال، ويعنى هذا الإطار بعناصر ثلاث، هي المنتج أو الخدمة الخيّرة، أي تلك التي تلبي حاجة حقيقية، وأسلوب الإنتاج الخيّر الذي يحفظ حقوق العمّال ويتيح لهم تطوير ذواتهم، وبالتالي الثروة الخيّرة التي تنمو بشكل مستدام يسمح بإعادة توزيعها بعدالة على كافة أفراد المجتمع.
ifpinfo