أعلنت شركة السكك الحديد العراقية عزمها على إعادة بناء منظومة شبكة سكك الحديد على غرار التطور في المجال النفطي والقطاعات الاخرى، واكدت أن احياء منظومة السكك الحديد ستسهم بـ"وحدة البلد"، مشيرة إلى الى كلفة هذه المشاريع ستصل 60 مليار دولار.
وقال مدير محطة القطار في محطة بغداد العالمية هادي علي في تصريح لوكالة رويترز إن "الخطط الموضوعة لإحياء منظومة السكك الحديدية تحظى بنفس الخطى التي تخطوها البلاد في تعزيز قطاعها النفطي والقطاعات العامة الاخرى".
وتابع علي "إذا ما نجحت هذه الخطط لإحياء منظومة السكك الحديد فأنها لن تجلب منافع اقتصادية بتسهيل عملية التجارة والسياحة الداخلية فقط بل تجعل عملية السفر أسهل وحتى ربما تساهم بوحدة البلد السياسية".
ولفت علي الى أن "شركة السكك الحديدية أنتهت العام الماضي من إنشاء خط بطول 32 كم بين المسيب في جنوب بغداد ومدينة كربلاء لنقل مئات الالاف من الزوار الى المراقد المقدسة في المناسبات الدينية".
من جهته قال مدير قسم المشاريع في شركة السكك الحديدية محمد علي هاشم، أن "في حال إكتمال مشاريع سكك الحديد والتي من المتوقع أن تصل تكاليفها الى 60 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة"، مشيرا الى أن " هذه المشاريع سسهم بنقل نحو 25 مليون طن سنويا من البضائع".
وأوضح هاشم أن "العقبات التي تواجه ذلك هو التمويل، إذ خصصت الحكومة 175 مليون دولار فقط لمشاريع سكك الحديد لهذا العام".
وأضاف هاشم أن "هناك حلين لمواجهة العقبات التي تقف في طريق تطوير السكك الحديد تتمثل بالتخصيص الحكومي السنوي او الاقتراض من الشركات التي تقوم بمشاريع اعادة الاعمال وجعل التسديد على مراحل حسب الدفع بالاجل
ولفت مدير قسم المشاريع في شركة السكك الحديدية أن "الهدف من هذه المشاريع هو تفريغ البضائع القادمة من آسيا في الموانئ الجنوبية ونقلها عبر سكك الحديد الى مدينة زاخو وإلى اوربا عبر تركيا"، مبينا أن "العراق سيصبح نقطة ترانزيت لنقل البضائع والتي تستغرق 24 ساعة فقط بدل من الرحلة الطويلة الى قناة السويس والبحر المتوسط".
وأكد هاشم أن "الشركة تقوم أيضا ببناء خط سكك جديد موازي للخط القديم بين بغداد والبصرة بكلفة تصل الى 700 مليون دولار ومن المؤمل ان يدخل الخدمة بنهاية هذا العام ليرتفع عدد المسافرين الى 2000- 3000 مسافر على طريق بغداد البصرة بدل نحو 250 مسافر طوال يوميا في الوقت الحالي".
وبيّن مدير قسم المشاريع في شركة السكك الحديد أن "العراق وقع العام الماضي صفقة مع الصين لاستيراد 10 قطارات بقيمة 115 مليون دولار"، مشيرا الى أن " كل قطار يستوعب حوالي 450 مسافر وتصل سرعته من 140- 160 كم/ ساعة ".
وأوضح هاشم أن "طول خطوط سكك الحديد الحالية في العراق تبلغ حوالي 2000 كم ومن المؤمل أن تصل في النهاية الى 10000 كم بخطوط مزدوجة تصل جميع مدن العراق الرئيسية بالدول المجاورة".
ويعتبر العراق من الدول الرائدة في مجال إستخدام النقل بواسطة السكك الحديد في المنطقة لما يمتلكه من شبكة كبيرة تغطي أجزاء واسعة من البلاد، وأول قطار تم تسييره في العراق كان في حزيران سنـة 1914 .
وتعاني أجزاء كبيرة من شبكة السكك الحالية في العراق من التقادم وعطل أنظمة الإشارات والاتصالات بما يؤدي الى انخفاض السرع التشغيلية لها الى مستويات متدنية وتعريض سلامة الركاب والبضائع الى الخطر، وعليه فقد تمت المباشرة بإعادة تأهيل هذه الخطوط لغرض رفع كفائتها في حين يجري العمل على إزدواجية الخطوط المفردة لزيادة طاقاتها وتأمين مستوى أكبر من السلامة.