تحوّل اللقاء الذي دعا إليه رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير مع سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد أمس في مقر الغرفة، إلى ورشة عمل حقيقيّة لدرس سبل تنمية العلاقات الاقتصاديّة بين لبنان ومصر على المستويات كافة، وبحث مفصل في النظرة المستقبلية للعلاقات الثنائيّة، لجهة تذليل المعوقات، والإجراءات الواجب التركيز عليها لجذب الاستثمارات وتنمية التبادل التجاري في الاتجاهين.
وحضر اللقاء الوزير المفوّض رئيس المكتب التجاري في السفارة محمود مظهر وفريق عمل السفير، وعن الجانب اللبناني حضر الى شقير، رئيس اتحاد رجال أعمال المتوسط جاك الصراف، نائب رئيس الغرفة محمد لمع، رئيس غرفة صيدا محمد صالح، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، القائم بأعمال رئاسة غرفة طرابلس توفيق دبوسي، رئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش، رئيس مجلس الاقتصاديين اللبنانيين سمير رحال، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة الاقتصاد والاعمال» رؤوف ابو زكي، وعدد من أعضاء مجلس ادارة الغرفة والمستثمرين اللبنانيين في مصر.
شقير
بدأ شقير الاجتماع متحدثاً عن عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين وشعبيهما، وقال «إنه الوقت المناسب للبحث في العلاقات للتعاون سوياً ووضع خارطة طريق لتطوير علاقاتنا الاقتصادية الثنائية». وأوضح ان استيراد لبنان من مصر تراجع بشكل كبير في السنوات الماضية، كما ان عدد السياح اللبنانيين الى مصر انخفض بشكل قياسي، «وكان الامر لمصلحة تركيا حيث ازدادت مستورداتنا منها، وكذلك بات عدد السياح اللبنانيين الى تركيا عشرة اضعاف الذين يقصدون مصر».
وشدد شقير على «أمور عدة أبرزها: تسهيل عملية إدخال المنتجات اللبنانية الى مصر، تسهيل اعطاء تأشيرات دخول للبنانيين الى مصر، تفعيل التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وزيادة وتيرة التواصل بينهما، البحث في خلق شراكات عمل بين رجال الأعمال اللبنانيين ونظرائهم المصريين في أكثر من مجال». وأكد أن «كل هذه المواضيع من الضروري ان تتابع بشكل عملي ودوري للوصول الى النتائج المرجوة، بشكل تعكس العلاقات الاقتصادية مستوى العلاقات الاخوية بين البلدين».
زايد
وتحدث السفير المصري، مشيداً بأهمية هذا الاجتماع، وما يقوم به شقير لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد الاهمية الخاصة التي توليها مصر للبنان وشعبه، وطمأن الى ان «عقارب الساعة لن تعود الى الوراء وأن مصر تعافت وهي تلعب دورها كاملاً على الساحتين العربية والعالمية».
أما في الموضوع الإقتصادي، فأشار زايد الى أن «الاقتصاد المصري على طريق التعافي والنهوض، والاجراءات الاقتصادية والمالية التي اتخذتها الحكومة المصرية والمشاريع الكبرى التي تم إطلاقها لا سيما إنشاء قناة سويس ثانية وتبني الشعب المصري لهذا المشروع، ستعطي حتماً ثمارها الاقتصادية، ونتوقع أن يبلغ معدل النمو في مصر 4 في المئة خلال العام الجاري»، مشيرا الى ان العام الجاري سيشهد زخما قويا للعلاقات الاقتصادية بين البلدين سيعيد التبادل التجاري بينهما الى مستواه الطبيعي.
ولفت الى أن «مصر تستورد حالياً 75 في المئة من التفاح اللبناني، وهي على استعداد لاستيراد المزيد»، مؤكداً أن بلاده «سهّلت كثيراً إعطاء تأشيرات الدخول الى اللبنانيين، فـ90 في المئة من التأشيرات تصدر في يوم واحد، و10 في المئة تأخذ بعض الوقت».
نقاش
بعد ذلك جرى عرض مستفيض من قبل المشاركين حول العلاقات الاقتصادية الثنائية، وأبدوا ملاحظاتهم على بعض العوائق التي تحدّ من تنميتها، كما تقدموا باقتراحات كثيرة في هذا السياق.
وأكد السفير زايد استعداد بلاده «لدرس كل النقاط التي تم البحث فيها خلال الإجتماع،» وشدد على أنه سيعمل على» زيادة التبادل التجاري في الاتجاهين»، وقال «من مهامي أيضاً الترويج للبنان في مصر».