كشف نائب وزير التجارة والصناعة السويدي أوسكار ستنستروم أنه يعمل، خلال زيارته الحالية إلى السعودية، على إيجاد مسارات أعمال جديدة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، خصوصاً أن السعودية واعدة بالمشاريع، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 6 بلايين ريال العام الماضي، منها 4.88 بليون ريال للصادرات السويدية إلى السعودية.
وأوضح نائب وزير التجارة والصناعة السويدي في حديث لـ«الحياة»، أن مفتاح الشفافية المالية التي تميز بلاده تعود إلى استخدام التقنية الإلكترونية في التعاملات، ما يعزز ثقة المواطن بأي مصاريف أو قرارات للدولة.
ووصف السوق السعودية بأنها «واعدة في ظل وجود مشاريع ضخمة طرحتها الحكومة»، مبيناً أن التحديات ما زالت كبيرة لتحقيق الاستفادة القصوى من تنفيذ المشاريع والخدمات مع التركيز على الجودة، والبحث دوماً عن أساليب للإبداع والابتكار، لافتاً إلى وجود نحو800 مواطن سويدي، و40 شركة سويدية تعمل في المملكة منذ عقود.
وبين أن بلاده التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة تتابع بالتأكيد حركة أسعار النفط، لأن قطاع النقل مهم جداً للمواطنين كافة، والأسعار النفطية تؤثر على الجميع، إلا أن الانخفاض يصب في مصلحة السويد وليس العكس، وأي قرار خاص بالنفط تتخذه السعودية يكون له صدى وتبعات عالمية، علماً بأنه يجب أن ندرك أن النفط لن يبقى إلى الأبد، ما يستدعي البحث عن بدائل ضمن أبحاث وطرق علمية.
الاستثمار المعرفي
وأشار إلى أن الاستثمار في المجال المعرفي بين الجامعات السويدية والسعودية يعد حلقة وصل ضرورية، ويوجد 280 طالباً وطالبة سعودية موزعين على الجامعات الـ25 المنتشرة في السويد، لافتاً إلى أن مستقبل الأعمال مرهون بمستوى التميز المعرفي لتحقيق اقتصاد وطني قائم على إيجاد حلول بطرق علمية.
ولفت إلى أن الشفافية التي تتمتع بها بلاده تعد من أسرار تقدمها، إذ يحق لأي سويدي أن يسأل عن الرواتب والأموال الداخلة إلى خزينة الدولة، لأن من يدفع الضريبة من أبسط حقوقه أن يكون مطلعاً على أموال الدولة لأنه شريك بها، مشيراً إلى تطور التعامل النقدي والاعتماد على التحويلات والتعامل الإلكتروني.
وأضاف: «إذا أرادت أي دولة أن تقضي على الفساد المالي، ما عليها سوى تحويل جميع عملياتها إلى إلكترونية، لتكون واضحة بدقة للجميع». ولفت إلى أن «الشباب السعوديين مشهورون جداً بولعهم بالمواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي». من جهتها، بينت منسقة الغرف التجارية السويدية رئيسة غرفة ستوكهولم ماريا رانكا أنها في زيارتها الحالية التي تعد الثالثة إلى السعودية، تسعى إلى بناء أنماط جديدة من الأعمال بين البلدين، والتنسيق مع الغرف التجارية، مشيرة إلى أنها تسعد في كل مرة بتبادل التجارب والخبرات مع سيدات أعمال سعوديات، خصوصاً أن المرأة السعودية تسهم حالياً في تطوير المشاريع والأنشطة المهمة في المملكة. بدوره، قال السفير السويدي في السعودية داج يولين دانفليت أن سفارة بلاده أصدرت 4 آلاف تأشيرة، معظمها لسعوديين لزيارة السويد، نصفها بغرض السياحة، ويستغرق إصدار التأشيرة في العادة أسبوعين من تقديم الطلب.