أكد سعادة السيد كارلوس دي إيكاسا نائب وزير الخارجية المكسيكي على العلاقات القوية التي تربط بلاده بدولة قطر، مشيرًا إلى أن قطر تعد بوابة بلاده للعبور والوصول إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط، وذلك لما تمتلكه الدولة من إمكانات اقتصادية هائلة تضعها في مصاف الدول المتقدمة. جاء ذلك خلال لقاء عقد مساء أمس الأول بغرفة تجارة وصناعة قطر (غرفة قطر) بحضور وفد من رجال الأعمال المكسيكيين.
وأشار نائب وزير الخارجية المكسيكي إلى أن هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم فيها وفد من المكسيك بزيارة دولة قطر في وقت قصير، بما يؤكد رغبة الجانب المكسيكي في التعرف على المزيد من الفرص المتاحة بالدولة الشقيقة وأيضًا فتح المجال أمام رجال الأعمال من الجانبين للتعرف على المزيد من الفرص المتبادلة، بما يضمن إيجاد آلية مشتركة تعود بالنفع على البلدين.
وقال إن الوفد المكسيكي يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية بالإضافة إلى تعريف الجانب القطري بما تمتلكه المكسيك من فرص استثنائية كبيرة خاصة أنها شهدت خلال الآونة الأخيرة جملة من الإصلاحات السياسية والتشريعية ما جعلها تتمتع بفرص متنوعة في مجالات مختلفة وأهمها الطاقة والصناعة والاستثمار والبنية التحتية.
وأشار إلى ما حققته دولة قطر خلال فترة قصيرة من تقدم اقتصادي وضعها في مصاف الدول العالمية وجعلها وجهة المستثمرين من جميع أنحاء العالم، لافتًا إلى أن ذلك لا يتأتي إلا بإرادة قوية من قيادة حكيمة وشعب عريق.
ولفت سعادته إلى أن بلاده تؤمن بالانفتاح على العالم الخارجي والتجارة الحرة وترغب في التقرب من قطر والأخذ بنصيحتها في كيفية تعزيز العلاقات الثنائية وإيجاد البيئة الملائمة لتعزيز الأعمال والعلاقات في شتى المجالات المختلفة.
ولفت إلى أن الوفد المكسيكي يضم عددًا كبيرًا من رجال الأعمال وممثلين حكوميين ومديري شركات، وهو ما يؤكد اهتمام الجانب المكسيكي بتعزيز العلاقات بين البلدين والنهوض بها إلى مستويات أعلى.
وأشار إلى أن المكسيك شرعت في تنفيذ مشروع أكبر مطار في العالم يتسع لـ120 مليون شخص سنويًا وهو مشروع كبير وضخم يوازي العديد من المشاريع الضخمة التي تقام في دولة قطر وهو يعد أيضًا فرصة لتبادل الخبرات المشتركة مع الجانب القطري في مجال الطيران وغيره.
وأشار إلى أن استضافة دولة قطر لفعاليات كأس العالم 2022 أمر يدعو إلى الفخر ويزيد من رغبة بلاده في التعرف على هذا الملف، متمنيًا الأفضل لدولة قطر قيادة وشعبًا.
الجانب القطري
من جانبه أكد السيد محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر أن العلاقات بين قطر والمكسيك تشهد تطورًا ونموًا سريعين فلقد وقع البلدان اتفاقيات في بداية العام الجاري لتبادل السفارات، وهناك اتفاقية أيضًا بين بنكيهما المركزيين لتعزيز التعاون في الجوانب المالية، وهناك اتفاقيات أيضًا موقعة في مجال الطاقة والنفط مع شركات مكسيكية.
وأوضح بن طوار أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2012 حوالي 9ر1 مليار ريال قطري، حيث بلغت صادرات قطر منها للمكسيك 1ر1 مليار ريال تمثلت في بضائع مختلفة كالوقود والنفط والزيوت وغيرها، وبلغت واردات قطر من المكسيك حوالي 800 مليون ريال تمثلت في بضائع كالآليات والمعدات.
وقال إن التركيز المشترك بين البلدين على الاستثمارات يتعلق بالعديد من المجالات وأهمها البنية التحتية، خاصة أن دولة قطر رائدة في هذا المجال وبها العديد من المشاريع الضخمة وخبرات كبيرة في إقامة المشاريع المتعلقة بالموانئ والمطارات.
وأشار السيد بن طوار إلى أن السوق القطري يجذب رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم ليس فقط للاستثمار وإنما للقيام بمشاريع ضخمة خاصة لما تشهده دولة قطر من مشاريع هائلة فيما يتعلق بالبنية التحتية بجانب استعدادها لاستضافة فعاليات كأس العالم 2022.
وأكد أن التعاون بين القطاع الخاص القطري والمكسيكي يشهد تطورًا كبيرًا حاليًا، خاصة أن رجال الأعمال من كلا الجانبين يسعون للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في خاصة تلك المتاحة في مجال صناعة البتروكيماويات والتي تحتل فيها قطر والمكسيك مكانة عالمية.
وأشار إلى أن غرفة قطر كانت وقعت اتفاقية مع مجلس الأعمال المكسيكي في عام 2011 لمنع الازدواج الضريبي، موضحًا أن غرفة قطر تشجع رجال الأعمال القطريين للحصول على شراكة حقيقية مع نظرائهم المكسيكيين، بجانب التعرف على واستكشاف الاستثمارات المتاحة في السوق المكسيكي والتي تشمل مشاريع زراعية وصناعية وغيرها من مشاريع البنية التحتية. وأعرب عن أمله في أن تثمر زيارة الوفد المكسيكي لدولة قطر عن نتائج إيجابية تعود بالنفع على كلا الجانبين.