تبرز بريطانيا بقوّة في قطاع النفط والغاز في لبنان؛ إحدى شركاتها هي التي تُجري المسوحات البحرية. وتأكّد ذلك الحضور أمس مع رعاية وزير خارجية المملكة المتحدة إطلاق المسوحات البرية ومناصرة حظوظ شركات بلاده للحصول على عقود في المرحلة المقبلة.
شكّل وجود وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ في بيروت دعماً لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل عندما حلّ ضيفاً عليه أمام آلة ضخمة؛ هي واحدة من خمس آليات رجّاجة يُفترض أن تمسح البرّ اللبناني بطول 500 كيلومتر لتحديد مكامن النفط الخام، وربما الغاز أيضاً.
في المبدأ، يُمكن تفسير وجود هيغ على أنّه مناصرة لدور شركات بلاده في المسيرة النفطية اللبنانية. وهو تحدّث صراحة عن هذا الأمر: «لبنان يُمثّل فرصة ثمينة للشركات البريطانية التي ستُساهم في جلب الخبرة والمعرفة إلى هذه القطاعات… وتتطلّع المملكة المتّحدة إلى تقديم المساعدة التقنية في إدارة عمليات المسح والبناء والبنى التحتية واستخراج النفط والغاز. وأتمنّى للشركات البريطانية المشاركة في استدراج العروض أفضل الحظوظ».
وبالفعل، فإنّ الشركة التي تتولّى المسوحات حالياً في البرّ هي «Spectrum» البريطانية المنخرطة أيضاً في المسح الثنائي والثلاثي الأبعاد في المياه اللبنانية التي تُشكّل المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ). وأوضح باسيل أنّ عملية المسح المرتقبة تأتي بعد ظهور أثر لوجود أحد مشتقات الكاربون فيها. وقال: «توصّلنا إلى اتفاق مع الشركة يقضي بمسح بري ثنائي الأبعاد يمتد على مسافة 500 كيلومتر وجرى تحديد هذه المسافة بطريقة تضمن تخطي المسافات التي تمّ حفرها بين عامي 1947 و1968».
وتأتي خطوة المسح البريّ بعدما أطلق لبنان أخيراً دورة التأهيل المسبق للشركات وهي بداية مرحلة تمتدّ عاماً وتنتهي بتوقيع العقود في شباط 2014 مبدئياً، على أن يجري بعدها التنقيب في البحر، وصولاً إلى بدء الإنتاج في عام 2017.
وتعمل آلات المسح الخمس التي ستبدأ شركة «Spectrum» بتشغيلها قريباً في البرّ اللبناني وتحديداً في منطقة البقاع، بنظام ضغط على الزيت (Hydraulic) يولّد موجات اهتزازية تخترق الطبقات الداخلية بقوّة قصوى تبلغ 60 ألف باوند. وعدد الآليات مهمّ لأنّه يؤمّن الحصول على أفضل معلومات ممكنة على عمق 6 آلاف متر في الموقع نفسه لتغطية كل الأماكن في لبنان. من ثم تنعكس هذه الموجات التي تم توليدها ويتم التقاطها بواسطة مجسّات أرضية رقمية تقيس قوة الموجات الصوتية المرتدة من الأعماق والتي بنتيجتها يمكن معرفة أماكن وجود الغاز والبترول المحتملة. أي بنظام يُشبه عمل السونار في البحر.
ifpinfo