أعلن وزير الاتصالات اللبناني بطرس حرب، أن «لبنان أبدى اهتماماً كبيراً بالعمل العربي المشترك، وبضرورة تنسيق المواقف العربية الموحّدة في المواضيع الاستراتيجية العامة، وبينها ملفّ الاتصالات»، مذكراً بموقف لبنان «من مواضيع مهمة وحساسة تعني الدول والمجموعات العربية في مجال الاتصالات».
وقال حرب خلال افتتاح المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاتصالات العرب، الدورة الـ37 في فندق «موفمبيك» في بيروت، بحضور وزير الاتصالات السعودي محمد بن ابراهيم السويل، والمصري خالد نجم، ووكيلي وزارة الاتصالات الكويتية حميد حبيب القطان وجزاء لافي المطيري، والمدير العام لشركة «الاتصالات العراقية» علي البياتي، وممثل وزارة الاتصالات الفلسطينية محمود ديوان: «يكتسب حضور الوزير السويل رمزية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة، وفي ظل الدور الريادي والتاريخي للمملكة العربية السعودية في حماية الشرعية اليمنية في وجه المؤامرات والتوترات المستوردة من الخارج، والتي حوّلت الصراع ضد العدو المشترك إلى صراع بين العرب، وأدخلتهم في أتون مواجهة ذات طابع ديني ومذهبي، الدين الإسلامي براء منها». وأضاف: «يخجل لبنان أن يتطاول أحد فيه على السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي لم تبخل يوماً عن دعم لبنان سياسياً أو مالياً، ووقفت إلى جانبه في كل الظروف»، داعياً إلى «تكرار الاعتراف بجميل السعودية ودورها الرائد في العالم العربي».
وأضاف: «كان لي شرف تقديم رؤية واضحة لمستقبل الإنترنت والاتصالات في العالم العربي، أثناء أعمال مجلس وزراء الاتصالات العربي الذي عقد في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2014 في القاهرة، حين أطلقت الورقة اللبنانية المتعلقة بآليات الإنترنت ومستقبله في عالمنا العربي، والتعاون الضروري بين القطاعين العام والخاص في هذا الشأن».
وتابع حرب: «في هذا الإطار، جاءت مبادرتي في شأن إعلان القاهرة لتكون الخطوة الفعلية الأولى لتنفيذ خطة متكاملة مرتكزة على المقررات والتوصيات الدولية الصادرة عن اجتماعات القمم الدولية المختصّة، وعن المؤتمرات الدولية والقمم العربية والمجالس المتعاقبة لوزراء الاتصالات العرب». وأبدى ارتياحه للفقرة المتعلقة بالاتصالات التي تضمّنها خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح القمة العربية، والتي شكلت ترجمة لإرادة الاهتمام بتأطير تقنيات المعلومات.
قطاع الاتصالات في فلسطين
وفي ما يتعلق بقطاع الاتصالات في فلسطين، شدّد حرب على ضرورة «اتخاذ إجراءات فعلية لدعم الجهود الفلسطينية لتطوير القطاع وازدهاره»، لافتاً إلى «ضرورة العمل العربي المشترك لتنفيذ قرارات الاتحاد الدولي للاتصالات، وحق فلسطين في الاستفادة من كل الموارد الطبيعية في هذا المجال». وتمنى بحث ما طرحه حول حوكمة الإنترنت والتعاونية المعززة بين الحكومات، قبل سقوط الجميع في الفوضى والفراغ، وقال: «لهذه الأسباب اقترح لبنان إنشاء فريق عمل مختصّ يطلق عليه اسم فريق شؤون الاتصالات لدولة فلسطين، ضمن فرق العمل المرتبطة باللجنة الدائمة للاتصالات لدى جامعة الدول العربية، تكون مهمته إعداد الاقتراحات العائدة للشؤون الفلسطينية ومتابعتها لدى الجهات المعنية، والتنسيق بين الإدارات العربية المختصة لمتابعة تنفيذ المقررات الدولية في هذا الشأن».
بدوره، اعتبر السويل أن «المكتب حقق إنجازات ملموسة برئاسة الوزير المصري السابق وفريق العمل التابع له»، متمنياً للوزير الجديد التوفيق. ولفت إلى أهمية «التطور التقني والاستفادة منه في قطاع الاتصالات بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، موضحاً أن «منظومة الاتصالات تحسّنت كثيراً، وباتت تؤمن الرفاهية للمواطنين، ما يزيد مسؤولية العمل على إتاحتها وتعميم استخدامها وتوفير تطبيقاتها في الوطن العربي على كل المستويات».
وتطرق السويل إلى التحديات المترتبة على هذا التطور، والأخطار الناتجة من سوء الاستخدام الذي يشكّل تحدياً وتهديداً لاقتصادات الدول. وقال: «ثبت للمجتمع أن هذا القطاع يأتي بعائدات مضاعفة، ولا يمكن التغلّب على الأخطار إلا عبر تعاون الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن هنا تبرز أهمية أعمال مجلس الوزراء العرب للاتصالات والأجهزة التابعة له». ولفت إلى أبرز المواضيع التي ستناقش خلال الاجتماع، ومنها مكافحة الجريمة على شبكة الإنترنت، ومهمة الشباب في تطوير القطاع، والتحضير العربي المشترك للمؤتمرات المقبلة، والتنسيق في ملف حوكمة الإنترنت وغيره.