شدد وزير المال السعودي، إبراهيم العساف، على أن الإنفاق على مشاريع التنمية في المملكة مستمر حتى لو انخفضت أسعار النفط، مؤكداً أن السعودية بنت جدران حماية من خلال الفوائض المالية التي تحققت، وعبر خفض الدَّين العام إلى أدنى مستوياته، ما سيمكنها من مواصلة الإنفاق على البنية التحتية والمشاريع التنموية حتى يتم استكمالها.
وأوضح في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب نهاية اجتماعات قمة مجموعة العشرين في بريزبين، عاصمة كوينزلاند الأسترالية، أن الأوضاع السياسية في العالم لم تؤثر في مناقشات القمة، وأن النقاش حُصر في محاور القمة التي تُعنى بالاقتصاد والنمو والتنمية. وأشار إلى أن المملكة ستساهم بمبلغ أربعة ملايين دولار لدعم مركز للبنية التحتية تُدفع خلال أربع سنوات.
وزاد العساف أن القمة ناقشت في اجتماعها مواضيع عدة على رأسها النمو الاقتصادي، حيث لوحظ عدم تحسن النمو في دول الاتحاد الأوروبي واليابان، مشيراً إلى أن النمو في السعودية يحقق معدلات جيدة تزيد على أربعة في المئة، لافتاً إلى تحسن النمو في أميركا بدرجة مقبولة.
وفي ما يخص سياسات المملكة الاقتصادية والمالية قال: «حصلنا على شهادة من صندوق النقد الدولي الذي راجع السياسات كلها ووجد أننا نسير في الطريق الصحيح في ما يخص الإنفاق على البنية التحتية وعلى الموارد البشرية والتنمية المستدامة في المملكة».
كفالة
وامتدح أداء برنامج «كفالة» لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السعودية، ورأى أن أرقام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومساهماتها لا تختلف عن مثيلاتها في بقية دول العالم، مشيراً إلى أهمية دراسة النشاط الذي يقوم به البرنامج حتى لا يخسر المواطن وتضيع الأموال بلا فائدة. وعرض أهمية مبادرة «الطاقة للفقراء» التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سابقاً لمساعدة الدول الفقيرة وتوفير الطاقة لها لمساعدتها في النمو، وقال إن «نقاشا دار في جلسة أمس مع بعض رؤساء الدول الأفريقية لدعم هذا المشروع».
وأشار العساف في حديث إلى وكالة رويترز إلى أن اجتماع مجموعة العشرين الذي عُقد في بريزبين في أستراليا، لم يركّز على استقرار أسعار النفط، وأن الجميع متفق على ترك المسألة للعرض والطلب.
وقال في حديث تلفزيوني: «هناك دائماً الدعوة إلى استقرار أسواق الطاقة بما في ذلك النفط، وفي الماضي كان هناك إشادة بدور المملكة في استقرار أسواق النفط، فالموضوع سبق بحثه ولذلك لم يحظ بالتركيز مثل ما حظي في الاجتماعات الماضية». وتابع: «الجميع متفق على أن هذا الموضوع يخضع للعرض والطلب ويجب أن يترك كذلك». وجاءت تعليقات العساف رداً على سؤال حول ما إذا كان الهبوط الذي شهدته أسعار النفط أخيراً قد نوقش خلال اجتماعات مجموعة العشرين.