منتجنا الوطني بمقاييس عالمية ويدار بعقلية قطرية 100%
إنتاجنا يتناسب مع احتياجات السوق الرياضي القطري ومشاريع المترو
صناعات إعادة التدوير تحافظ على البيئة وتحد من استنزاف الموارد الطبيعية
السياسات المالية والاقتصادية للدولة تدعم القطاع الخاص والصناعات المحلية
شهدت الصناعة القطرية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة بفضل جهود الحكومة الرشيدة بدعمها اللامحدود لتحقيق الرؤية الوطنية لعام 2030 ، ولسعيها لوضع دولة قطر في أماكن متقدمة على الخريطة الصناعية في العالم . وانطلاقاً من ذلك يستعد "مصنع التدوير الحديث" لإعادة تدوير وتصنيع المطاط من مخلفات الإطارات للمساهمة برفعة وتطوير خطط الدولة في المحافظة على البيئة والحد من استنزاف الموارد الطبيعية . هذا ما أكده السيد محمد المهندي المدير التنفيذي لـ"مصنع التدوير الحديث" في حوار خاص مع الراية الاقتصادية.
وقال المهندي إن "مصنع التدوير الحديث" يعد الأول من نوعه والأكبر حجماً وإنتاجاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث يعمل على تقطيع الإطارات وفصلها واستخراج مواد صناعية كالحديد وخيوط الكتان الموجودة في الإطارات ، ثم مرحلة إعادة التصنيع "التي يتميز بها مصنعنا القطري عن باقي مصانع المنطقة" . وأشار المهندي إلى أن افتتاح "مصنع التدوير الحديث" سيكون في الربع الثاني من العام المقبل في منطقة مسيعيد الصناعية على مساحة 20 ألف متر مربع ، بعد الحصول على قرض تمويل من بنك الخليج التجاري بقيمة 116.8 مليون ريال .
وأضاف إن "الخليجي قدم القرض لهذا المشروع ليظهر التزام البنك بدعم الصناعة المحلية والتنمية البيئية في قطر" . وينتج "مصنع التدوير الحديث" 3 أنواع من المطاط تستخدم في الحدائق العامة وساحات الألعاب الخاصّة بالأطفال، والسجّاد المطاطي الذي يستخدم في أرضيّات الصالات الرياضيّة، والأسقف المطاطية ، بالإضافة إلى الأرصفة المطاطية التي تستخدم في الشوارع والحدائق العامة والكورنيش . وأكد المهندي أن "منتجنا الوطني يتناسب مع احتياجات السوق الرياضي لدولة قطر خصوصاً في الفترة المقبلة استعداداً لبطولات كرة اليد 2015 وألعاب القوى في 2019 ومنديال 2022 ، كما أن المنتج يمكن أن يساهم أيضاً بمشروع المترو عبر تركيب الأسقف المطاطية الخاصّة بأنفاق القطارات والتي تعمل على حجب الاهتزازات وتقليل إزعاجاتها".
المنتج الوطني بمقاييس عالمية
ونوه المدير التنفيذي للمصنع إلى أن "المصنع مزود بأحدث التكنولوجيا الموجودة في السوق ، حيث وضعنا مقاييس عالمية ومحلية لمنتجنا الوطني ، وتدرّجنا في إدخال خطوط إنتاجية جديدة في مجال التدوير حسب احتياجات السوق المحلية والعالمية ، ونراهن في مصنع التدوير الحديث على أن يكون الحصان الأسود في صناعة "الانترلوك المطاطي" لإبراز منتجات السوق الوطني لأنه سيكون بديلاً للانترلوك الصخري المتوفّر في السوق حالياً" . مضيفاً أن "المصنع يدار بعقلية قطرية 100% تتمثّل في مديرين تنفذيين يقومون بالإشراف على العمل والإنتاج، ورئيس مجلس إدارة وأعضاء مجلس إدارة وعضو منتدب" .
وحول الأرباح المتوقعة ، قال المهندي "في الوقت الحالي لا نتطلع إلى تحقيق الربحية ، نريد فقط تنمية الفكرة وإنجاحها وتسديد التزاماتنا والعمل على تحقيق الرؤية الوطنية ، فهي مكسب للجميع يفرض علينا جميعاً الاشتراك فيه والصعود في ركبه حتى نحصل على عوائد ربحية بسيطة وبعيدة الأجل" . مضيفاً إن "همّنا الأكبر هو تسديد الالتزامات للأيدي العاملة وتسديد التمويل البنكي، تلك هي أهم العوامل بالنسبة لنا، ما فيما يتعلق بالربح فهو آخر هدف".
وقال المدير التنفيذي لـ"مصنع التدوير الحديث" "لو تعاونت الشركات بإمدادنا بالإطارات غير الصالحة ستساهم في تزويدنا بالمواد الأولية والتي ستساعدنا كثيراً في تنفيذ خططنا المستقبلية، بالإضافة إلى المحافظة على الموارد المتجددة للطبيعة مما سيجذب المبادرات والمساهمات والجهود التي تتضافر لخدمة الدولة والحفاظ عليها، وأخيراً المساهمة في محاربة تكاليف الإنتاج العالية وتقليلها والمتمثّلة في نقل المواد التالفة والمخلّفات لأماكن دفن النفايات وطمرها" .
على صعيد المنافسة بين المصانع الخليجية ، قال السيد المهندي إننا " نتمتّع بطموح شامخ للوصول للأهداف المرجوة والوصول بالإنتاج للكفاءة الصناعية العالية والعالمية ، وذلك لأننا نتطلع لدعم صناعتنا الوطنية وليس للمنافسة مع المصانع الخليجية ، وقد قمنا في مراحل الدراسة الأولية بزيارة العديد من المصانع، إحداها هو مصنع الخليج بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد وجدناهم يعملون بنصف مراحل الإنتاج التي لدينا، وهم من نصحونا بتطوير الفكرة للمراحل التصنيعية الثلاث .
وأضاف السيد المهندي " لدينا خطط لتنفيذ فكرة المصنع خارج قطر مستقبلاً ، بعد قيامنا بعمل دراسة للسوق العربية ووقع اختيارنا على دولتين عربيتين؛ إحداهما خليجية ". واختتم السيد المهندي حديثة لـ الراية الاقتصادية قائلاً "نحن في إدارة مصنع التدوير الحديث، نفتخر بمشروعنا وأكثر ما يحق لنا أن نفتخر به رؤية عبارة "صُنع في قطر" مما لها من وقع خاص وأثر عظيم على النفس يضفي فخراً عظيماً بدولتنا العزيزة" .
دعم الصناعات المحلية
من جانبه أشاد السيد أيمن هاشمي المدير المالي لـ"مصنع التدوير الحديث" بالسياسات المالية والاقتصادية التي تتخذها الدولة لدعم القطاع الخاص والصناعات المحلية ، وذلك بوضعها سليمة للنمو الصناعي والمالي من خلال دعم المشاريع الوطنية التي تعمل على رفع النمو الاقتصادي القطري ومن ثم ينعكس هذا الدعم على السوق المحلي". وقال السيد هاشمي "نحن كمصنع للتدوير الحديث قد شعرنا بهذا الدعم من خلال التسهيلات التي قدّمت لنا في حدود النظم والقوانين المعمول بها في الدولة سواءً كانت تمويلية أو في إنهاء إجراءات التراخيص للمصنع وسهولة التعامل وشعورنا بالتعاون من قبل موظفي الدولة" .
ونوه السيد هاشمي في حديثة لـ الراية الاقتصادية بأننا نعمل جاهدين على المساهمة برفعة وتطوير دولتنا العزيزة وهذا الهدف الأسمى الذي نضعه صوب أعيننا دائماً عند التخطيط والدراسة العملية لأي مشروع ، وفكرة المصنع جاءت بعد دراسات عديدة تهدف لاستخلاص مشاريع تساعد البيئة القطرية لتكون بيئة نظيفة تماماً تضاهي تلك البيئات في الدول الأجنية ، وهذا ما دفعنا للخروج بدراسة جدوى اقتصادية للمصنع تعتمد كليّاً في إنتاجها على استخدام المواد غير المرغوب فيها لتحويلها لمنتج جديد يلبي احتياج السوق القطري والأسواق العالمية، ويحافظ على الموارد المتجدّدة للطبيعة، ويعمل على الحد من استنزاف الموارد الطبيعية".
أهدافنا تتماشى مع الرؤية الوطنية
في سياق ذلك قال السيد "بوعز وليم" المدير الإداري للمصنع أن "أهداف مصنع التدوير الحديث تتماشى مع الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 ، ومشروعنا مجرد انطلاقة لدعم اقتصاد مبني على المعرفة من منطلق إيماننا بأن الصناعة بحد ذاتها هي الرافد الأول للابتكار وخلق منتجات جديدة تساهم في التنمية الاقتصادية. وبما أن فكرة التدوير قامت عليها اقتصادات الدول النامية، نحن في قطر وبفضل من الله تعالى وبجهود المسؤولين نعيش في طفرة اقتصادية لا بد أن نستثمرها لتكون رافداً محققاً للرؤية الوطنية 2030" .
ودعا السيد وليم إلى أن "يكون التدوير ممارسة جوهرية وبديهية في أي مجتمع، إذ يقلل من الحاجة إلى المواد الأولية، ويوفر الطاقة ويحافظ على الموارد الطبيعية" مضيفاً "أنه وبناء على ذلك قمنا بالتركيز في مصنع التدوير الحديث على تقسيم العمل لمراحل، وهي مرحلة المواد الأولية، حيث نقوم بتقطيع الإطارات إلى أجزاء صغيرة الحجم وشحنها إلى مقر المصنع ، ثم مرحلة المنتجات الأولية، والتي نقوم خلالها بتفكيك الإطارات إلى مكوناتها الثلاثة وهي المطاط والكتان والحديد ، ونقوم في هذه المرحلة بتنظيف الكتان والحديد وتخزينهم تمهيداً للبيع، أما المطاط فيتم تخزينه ليتم استخدامه في مرحلة أخرى ، وفي مرحلة المنتجات النهائية وهي تحويل المطاط إلى المنتجات التالية ، وهي البلاط المطاطي بأنواعه والأرضيات المطاطية للألعاب الرياضية ".
الخليج