وسط حضور ديبلوماسي وإقتصادي رفيع، شهد فندق "جيفينور روتانا" في بيروت الإعلان عن الدورة الثامنة عشرة من المعرض التجاري الدولي لمواد ومعدات وتقنيات البناء وحماية البيئة في لبنان والشرق الأوسط، Project Lebanon 2013، الذي تنظّمه الشركة الدولية للمعارض (IFP Group) تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، في مركز "بيال" للمعارض في وسط بيروت بين 4 و 7 حزيران المقبل، بمشاركة حوالي 700 شركة محليّة وإقليمية ودوليّة من 26 دولة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الشركة ضمّ إلى رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها العام السيّد ألبير عون، كلاً من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، ورئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان السيّد محمد شقير، ومدير مكتب الوكالة الفرنسية لتنمية التجارة الدولية (UBI France) في بيروت هنري كاستوريس، والسكريتيرة الأولى للشؤون الإقتصادية والتجارية في السفارة الإيطالية، السيّدة بالما دي أمبروسيو، والملحقة الإقتصادية والتجارية في السفارة البلجيكية، السيّدة ندى عبد الرحيم، ورئيس القسم التجاري في السفارة البرازيلية، رودولفو ريبييرو، والملحقة التجارية في السفارة الألمانية، السيّدة حنان عبد الرضا.
كما حضر المؤتمر كل من السكريتير التجاري في السفارة التركية في بيروت، إيلي رعيدي، والمستشار التجاري في السفارة الإيرانية، مير شاه ولايتي، ومستشار الشؤون اللبنانية في الممثليّة النمساوية، سايد كرم، والملحق التجاري في السفارة الرومانية، ماريان بوستيلينكو، ورئيس المكتب التجاري في السفارة المصرية، سعد الشيخ، وعدد من ممثّلي البعثات التجارية للدول المشاركة في المعرض.
شقير: المعرض فرصة للشركات الأجنبية للدخول إلى الأسواق العربية
بداية المؤتمر كانت مع كلمة شقير الذي أعرب عن سعادته بالمناسبة، لكونها "تعدّ تعبيراً عن إستمرارية خيار دعم المعرض الذي إتخذته الغرفة منذ 18 عاماً، والذي عاد على قطاع البناء، بل والإقتصاد اللبناني ككل بفائدة لا يمكن تجاهلها"، لافتاً إلى أنّ "لبنان بفضل موقعه الجغرافي وطبيعة إقتصاده الحر ووفرة الموارد البشرية يشكل موقعاً مميزاً لإستضافة هذا النوع من الفعاليّات التجاريّة."
وأشار شقير إلى أن "الشركات اللبنانية قد إكتسبت سمعة عالمية وقدرة راسخة على تنفيذ المشاريع الكبرى وبجودة عالية، ما سمح للشركات اللبنانية المعنية في قطاع البناء والعمران أن توسع نشاطاتها إلى دول المنطقة، الأمر الذي يوفّر للشركات الأجنبيّة المشاركة في المعرض فرصة كبيرة للدخول إلى الأسواق العربية من خلال التواصل مع الشركات اللبنانية."
عون: المشاركة الدولية المتميزة كمّاً ونوعاً تمنحنا الثقة بالدور الإقتصادي الذي نتأمله للمعرض
من جهته، أكّد عون أنّه ورغم الظروف المحيطة، "لا يزال الإقتصاد اللبناني يظهر مؤشّرات إيجابية تؤكّد قدرته على الصمود وتجاوز الصعوبات المحيطة، بل والإنطلاق نحو آفاق جديدة من النمو والإزدهار مع الخطوات المتسارعة التي يشهدها قطاع النفط والغاز الواعد."
وإذ أشار عون إلى أنّ حركة المشاريع لا تزال مستمرة على الرغم من الأحداث التي تمرّ بها المنطقة، ربط بين النمو المستمر الذي يشهده قطاع البناء والتطوير العقاري في لبنان والمنطقة عموماً، وبين جهود الشركة لتطوير المعرض كماً ونوعاً، فلفت إلى أنّ "المعرض يسجّل هذا العام 25 ألف متر مربع من مساحات العرض في مركز "بيال" للمعارض، والباحات المحيطة، لتحتشد فيها أكثر من 700 شركة محلية وإقليمية دولية من 26 دولة، تشارك 11 دولة منها بأجنحة وطنية رسمية."
ويعد معرض "بروجكت لبنان" كما أوضح عون "جزءاً من سلسلة معارض البناء المتخصصة التي تنظمها الشركة الدولية للمعارض في كل من لبنان، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والعراق، وهو بمثابة الحدث التجاري الأكبر والأهم في قطاع البناء والتطوير العقاري في لبنان بلا منازع، ويتجلى ذلك بحجم الحضور الدولي المتزايد بإضطراد منذ إنطلاقته، إضافة إلى مشاركة كافة الشركات الوطنية العاملة في مجال مواد ومعدات وخدمات البناء والإعمار بلا إستثناء تقريباً."
وقد لفت عون إلى "القيمة المضافة التي يمكن للشركات المحليّة والأجنبيّة على حد سواء أن تجنيها من خلال المشاركة في كامل سلسلة المعارض هذه لناحية مضاعفة فرصها في نيل حصة من المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها في دول المنطقة، وبالأخص في قطر والعراق والمملكة العربية السعودية."
وبالحديث عن المشاركة الدولية، فسيضم المعرض 11 جناحاً وطنياً رسمياً لدول ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وبلجيكا، والبرازيل، وبولندا، وتركيا، وإيران، ورومانيا، ولوكسمبورغ، ومصر. فيما تشارك دول أسبانيا، وأستراليا، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والبرتغال، وتايلاندا، وجمهورية التشيك، وسويسرا، والصين، والكويت، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والنمسا، واليونان من خلال شركاتها الوطنية.
وفي هذا الإطار لفت مدير مكتب الوكالة الفرنسية لتنمية التجارة الدولية (UBI France) في بيروت، هنري كاستوريس إلى أنّ "مشاركة 30 عارضاً في الجناح الوطني الفرنسي تشير بشكل واضح إلى إهتمام مجتمع الأعمال الفرنسي بسوق البناء اللبناني من جهة، وبلقاء رجال الأعمال اللبنانيين الذين يشكّلون بإنتشارهم الإقليمي وسيطاً ممتازاً لنشر الخبرات والإمكانات الفرنسية في أسواق المنطقة من جهة أخرى."
بدورها رأت السكريتيرة الأولى للشؤون الإقتصادية والتجارية في السفارة الإيطالية، السيّدة بالما دي أمبروسيو أنّ "لبنان هو شريك تجاري بارز لإيطاليا التي تدرك الموقع الإستراتيجي الذي يتمتّع به لبنان كمنصة للإنطلاق نحو أسواق المنطقة، خصوصاً أنّ العديد من الشركات اللبنانية تمتلك إنتشاراً واسعاً في الشرق الأوسط والخليج العربي، لذا تشارك إيطاليا للمرة السابعة في معرض "بروجكت لبنان" بجناح وطني رسمي ذي مساحة أكبر بنسبة 10% عمّا كان عليه العام الماضي، يضم 31 عارضاً و6 غرف للتجارة والصناعة."
من ناحيتها، قالت الملحقة التجارية في السفارة الألمانية، السيّدة حنان عبد الرضا، أنّ "لبنان يمثّل من وجهة نظر ألمانيا سوقاً متطورة وحيويّة تشهد طلباً محترماً على المنتجات التي تتمتع بمواصفات عالية، خصوصاً في قطاع البناء."
كذلك ذكرت الملحقة الإقتصادية والتجارية في السفارة البلجيكية، السيّدة ندى عبد الرحيم، أنّ "بلجيكا تشارك للعام الرابع عشر في المعرض، فيما تشارك دولة لوكسمبورغ للمرة الرابعة، وكلا الدولتين تشاركان بجناح وطني رسمي، في مؤشر على ثقتهما بالمعرض ودوره الفعّال في تنمية حركة التبادل التجاري والتصدير بالنسبة إليهما."
من جهته أشار رئيس القسم التجاري في السفارة البرازيلية رودولفو ريفييرو إلى أنّ "مشاركة البرازيل في دورة العام الحالي تأتي بعد النجاح الكبير الذي حقّقته المشاركة البرازيلية في الدورات السابقة، ما دفع البعثة التجارية البرازيلية في لبنان إلى الحرص على الوجود البرازيلي في المعرض هذا العام."
هذا ويقام معرض "بروجكت لبنان" بالتزامن مع حدثين متخصّصين آخرين، هما المعرض التجاري الدولي لتوليد الطاقة والكهرباء والإنارة والتكييف، Energy Lebanon 2013، والمعرض والمؤتمر الدولي للتقنيات البيئية والإستدامة وتقنيّة المياه والطاقة النظيفة EcOrient 2013، الذي يقام بالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة في باريس (CCI).
ويلفت المنظمون إلى أنّ المقصود من هذا التزامن هو رفع المستوى التخصصي للحدث بشكل عام، بحيث يتاح لأصحاب المشاريع والمقاولين وسائر الأطراف المعنية تحديد إحتياجات أعمالهم بدقة من خلال كل معرض من هذه المعارض من جهة، ومن جهة أخرى يسمح هذا التوزيع للشركات العارضة أن تبرز بشكل أكبر قيمة معروضاتها. حيث تم تقسيم مساحات العرض الداخلية إلى أقسام محدّدة بحسب المنتجات، إذ سيجد الزائر في معرض "بروجكت لبنان" أقسام الأدوات الصحية والسيراميك، والحجر والخرسانة، والأخشاب ومنتجاتها، والمعادن، والمصاعد، والأمن والسلامة، والبلاستيك والأنابيب، والأصباغ والدهانات، وآليات البناء. أمّا معرض الطاقة فسيضم أقسام الإنارة، والإلكتروميكانيك، والغاز، والتدفئة والتهوئة والتبريد، والمولّدات، والكهرباء. فيما سيكون معرض EcOrient مكرّساً بالكامل لتقنيّات وحلول ومنتجات الحد من إنبعاثات الكربون، وإدارة ومعالجة النفايات، وإدارة وحفظ الموارد المائية، وضبط نسب التلوث في الهواء، وغيرها من الحلول البيئية والخضراء التي تشكل موضع حاجة ملحة في لبنان والمنطقة.
وتشير تقديرات الشركة المنظمة إلى أن المعرض سيشهد وفود أكثر من 25 ألف زائر متخصص من المهندسين بكل فئاتهم، والمقاولين، وأصحاب المشاريع، والمستثمرين، والتجّار، فضلاً عن الحضور المرتقب لحشد من المسؤولين والديبلوماسيين وأصحاب القرار. وإلى هؤلاء توجّه عون في ختام المؤتمر بالدعوة لزيارة المعرض والفعاليات المصاحبة، متمنياً أن تكون المناسبة تأكيداً على دوام الإستقرار والإزدهار.
ifpinfo